وجد الباحثون طريقةً رائدة ممكنة لتنشيط خلايا القلب المتضررة لتكون قادرةً على شفاء نفسها بدلاً من إصابة الأنسجة بضررٍ يستمر مدى الحياة.
وحينما يعاني شخصٌ ما من قصورٍ ناتج عن أي عددٍ من المشكلات المختلفة بالقلب والأوعية الدموية، فإنَّ العضلات لا يبدو أنَّ لديها القدرة على الشفاء الذاتي مثل الأجزاء الأخرى من جسم الإنسان، مثل الجلد الذي قد يحترق كلياً ثم يتحسن بعد ذلك، بحسب النسخة البريطانية من "هاف بوست".
ويعني ذلك أنَّ تأثير مشاكل القلب يستمر على المدى الطويل، ما يضعف القلب الجهاز ويزيد فرص تكرار المشكلات في المستقبل.
ولكن، وفقاً لروجر فو، الأستاذ الجامعي والمؤلف الرئيسي للدراسة، فإنَّ هذا الاكتشاف الجديد الذي توصل إليه معهد الجينوم في سنغافورة بالتعاون مع الجامعة الوطنية قد يعني إمكانية اختفاء عواقب النوبات القلبية في المستقبل.
مفتاح العلاج في القلب نفسه
وقال فو: "كان هناك دائماً اشتباه في حمل القلب لمفتاح شفائه الذاتي، أي القدرة على إصلاح وشفاء نفسه. ولكن يبدو أنَّ هذه القدرة تتعطل حينما يتخطى القلب مرحلة تطوره. وتشير نتائجنا إلى أنَّ عودة هذه القدرة إلى العمل قد تسمح للقلب بعلاج نفسه".
استخدم الباحثون تقنيةً لاستكشاف أنماط التغيير الجيني في القلوب السليمة والمريضة، ووجدوا جزءاً محدداً وفريداً من نوعه من خلايا القلب في القلوب المريضة بإمكانه تنشيط برامج الجينات المتعلقة بانقسام خلايا القلب.
وحددوا الحمض النووي الريبوزي غير المشفر، والذي ينظم الجينات المتحكمة في قدرة خلايا القلب على تحمُّل عملية التجدُّد، وهو ما أطلقوا عليه اسم "Singheart".
وبالإضافة إلى ذلك، توصلوا أيضاً إلى العوائق التي تمنع خلايا القلب من الانقسام، وبالتالي تعجز عن الشفاء الذاتي.
ومن خلال استهداف هذه العوائق، يمكن الوصول إلى وسيلةٍ لاجتياز عقبة تشكُّل الأنسجة المتضررة.
وقال الأستاذ الجامعي مارك ريتشاردز: "يُعد هذا البحث الجديد خطوةً هامة نحو إتاحة قدرة القلب الكاملة على التجدد، وقد يُترجم ذلك في النهاية إلى علاجٍ أكثر فعالية لأمراض القلب".
ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، يعاني نحو 900 ألف شخص من مرض قصور القلب، ومعدل بقائهم على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يبلغ فقط 58%.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لهاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.