ستسافر إليها وتستمع بجمال طبيعتها ومناظرها الخلابة، لكنّك لن تتمكن من التقاط الصور مطلقاً، في قرية "بيرجون" السويسرية، وفق قانون جديد أقره المجلس المحلي في مقاطعة جراوبوندون.
ولا يعود السبب في ذلك إلى الخوف من إلحاق الأضرار بنظام بيئتها كما هي الإرشادات في مغارة جعيتا السياحية بلبنان على سبيل المثال، بل لسبب من نوع آخر، يمس بشكل مباشر مشاعر أولئك غير القادرين على السفر إليها، فلا داعي أن يشعروا بالاستياء عند رؤية طبيعة منتجع "بيرجون" الخلابة.
وأعلنت القرية بإقليم ألبولا، التي تبعد مسافة ساعة واحدة عن منطقتي سانت موريتس ودافوس الشهيرتين في سويسرا، عن القانون الجديد الثلاثاء، 30 مايو/أيار 2017، في أعقاب التصويت الذي أجراه المجلس المحلي. وسوف يتم تغريم أي شخص يقوم بالتقاط الصور بالقرية بغرامة رمزية تبلغ 5 فرنك سويسري.
وإثر هذا القرار، ألغت مجموعة رحلاتها إلى القرية الخريف المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية.
وكتب أندرياس زيركر على حسابه على موقع فيسبوك "لحسن الحظ، يوجد قريتان أخريان بسويسرا ترحبان بزيارتنا".
وقد أعلن المنتجع نبأ الحظر من خلال بيان له على موقعه الإلكتروني كما يلي "اعتباراً من اليوم، يسري قرار حظر التصوير في قرية بيرجون".
"ثبت علمياً أن انتشار صور الإجازات الرائعة على وسائل التواصل الاجتماعي يُشعر المشاهدين بالتعاسة، لأنهم لا يستطيعون التواجد بتلك البقاع".
وتتمتع قرية بيرجون خلال فصل الشتاء بمنحدرات للتزلج على امتداد 25 كيلومتراً، وتحيط بها المناظر الطبيعية وأشجار الصنوبر.
وتعد تلك المناظر الطبيعية مألوفة لدى كافة المتنزهين والمتزلجين وغيرهم، والذين يسعى العديد منهم إلى تحديد مواقعهم بتصويرها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يعد هذا المجتمع السويسري لديه الرغبة في نشر مظاهر الجمال به من خلال صور يتم أخذها من صفحة فيسبوك الخاصة بالمنتجع، فيما يعتزم إلغاء هذه الصور من موقعه الإلكتروني أيضاً.
ونقلت صحيفة The Local عن بيتر نيكولاي عمدة بيرجون قوله "يسعدني للغاية أن تكمن سعادة الجميع في قلب سكان قرية بيرجون".
واستطرد نيكولاي: "لا نريد أن نجعل هؤلاء الذين لا يقيمون بمجتمعنا تعساء من خلال نشر صور لمناظرنا الطبيعية الخلابة على وسائل التواصل الاجتماعي"، وطرح دعوة مفتوحة لزيارة القرية ومشاهدة جمالها على الطبيعة.
وشكك البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي في طبيعة القانون، واعتبروه نوعاً من الدعاية، من أجل تسليط الضوء على المنتجع غير المعروف.
وأقر مارك أندريا براندون، مدير السياحة بالقرية لصحيفة The Local قائلاً "بالطبع يوجد في الخلفية فكرة أن يتحدث الجميع عن قرية بيرجون".
وأعرب آخرون أيضاً عن آرائهم حول القرار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بالسيئ، وآخرون بالعجيب النبيل.
وكتب أحدهم "إذا كان ذلك صحيحاً، فإنها أسوأ نكتة سمعتها وهو سبب يجعلني أرفض زيارة قرية بيرجون مطلقاً".
وأشاد البعض بتوجه المنتجع، وكتب أحدهم "رائع تماماً"، بينما وافق الآخرون على مبادرة إنقاذ جمال الجبال من عرضها للمشاهدة على الطبيعة فقط "فكرة رائعة وصائبة للغاية".
ورد المنتجع في أعقاب الخلاف على صفحة التواصل الاجتماعي "أعزائي المعجبين، أشكركم جميعاً على تعليقاتكم. كنا نعلم أن القانون الجديد والإجراءات المرتبطة به لا تثير إعجاب الجميع".
"كي نجعل سويسرا بالكامل على دراية بجمال قريتنا الجبلية، فإننا نحتاج اليوم إلى سبل شجاعة وقد اخترنا أحد تلك السبل. نشكركم على تفهمكم ونقدم لكم التحية من قرية بيرجون".