يعاني أغلب الأشخاص من نسبة معيّنة من "القلق الاجتماعي"، وذلك بغض النظر عن مدى انفتاح الإنسان، الأمر الذي يظهر جليّاً عند محاولة ترك انطباع جيد لحظة الالتقاء بشخص للمرة الأولى.
في الواقع، قد يصل الأمر بالشخص المصاب بالقلق الاجتماعي إلى عدم تقبّل فكرة مغادرته للمنزل، وفي المقابل نجد أشخاصاً آخرين لا يُرهبهم التقرب من أحدهم، على غرار "الشجعان" الذين يرتدون بذلات ملوّنة أو الذين يقومون بجمع التبرعات في محطة القطار.
أما البقية، فغالباً ما يكونون بين هذين الصنفين، وفي هذا الصدد، لا بد من محاولة تطبيق واتباع عدة مبادئ بهدف الخروج من العزلة الاجتماعية.
1- المجاملة لكسب الودّ
تُعدّ المجاملة سلاحاً عبقرياً من أجل التقرب من الشخص الآخر، غير أن تبادلها ليس بالأمر البسيط، على عكس ما يظنه البعض، إذ ترتبط المجاملات بأمرين رئيسيين، وهما إما الخيارات التي يقوم بها الشخص، أو الأمور التي رافقت نشأته، غير أن النوع الأول يُعتبر أقوى أنواع المجاملات.
فحين يبدي الشخص إعجابه بلون حذاء الطرف الآخر، أو قصة شعره، أو ذوقه الموسيقي، ففي ذلك اعتراف بأهمية الخيار الذي قام به.
وعلى الرغم من أن المجاملة المبنيّة على لون العينين أو الابتسامة تعدّ أمراً لطيفا، إلا أنها أمور لم يقم الطرف المقابل باختيارها.
بالتالي، تُعتبر مجاملة اختيارات الشخص أمراً أكثر إغراء، فضلاً عن أنها فرصة ذهبية لاكتشاف أرضية مشتركة للتواصل.
2- كن صحفيا
لا يعمد الصحفي أو المراسل، خلال القيام بمقابلة ما، إلى طرح أسئلة متعلقة بحالة الطقس تكون الإجابة عنها بنعم أو لا. والسبب في ذلك بسيط، حيث إن هذه الأسئلة ستقضي على مصداقية الشخص الذي يطرحها، فضلاً عن أنها ستصيب الطرف الآخر بالملل.
وعلى الرغم من أهمية الأحاديث الصغرى، ودورها في مساعدة الشخص على البدء بالحوارات الاجتماعية، إلا أنها لا يجب أن تتجاوز 10 بالمائة من إجمالي الحديث.
في مرحلة ثانية، يُنصح بطرح الأسئلة التي تبدأ بـ"لماذا"، ذلك أنها تسمح بالاسترسال في الحوار، من خلال الأجوبة التي تتطلب عمقاً في التفكير. من ناحية أخرى، تمهّد الأسئلة المفتوحة الطريق أمام اكتشاف الاهتمامات المشتركة بسرعة وسلاسة. بالتالي، أخذ الأمور الآنف ذكرها بعين الاعتبار، يجعل واقع ترك دفء المنزل، من أجل حضور حدث اجتماعي، أمراً يستحق العناء.
3- ممارسة الرقص
لا نعني هنا الرقص بالمعنى الحرفي، بل "الرقص" في الأحاديث، حيث إنه بإمكاننا تشبيه حوار جيد بالخوض في مباراة تنس.
إذ يمثّل الأخذ والرد في تبادل المعلومات لبّ المحادثة الناجحة.
لهذا السبب، يجب أن نتجنّب التفرّد في الحوار من خلال الحديث عن مشاغلنا الشخصية، الذي يُعدّ أمراً عادياً بالأساس، غير أنه قد يقضي على المحادثة. كنتيجة لذلك، يغفل الإنسان التفطّن إلى نسبة اهتمام الطرف الآخر، ذلك أن رأسه المائل، وعينيه الشاردتين خير دليل على فقدانه التركيز منذ وقت طويل. في هذه الحالة، يُنصح بالتوقف، والتنفس، والاستماع.
4- لا تتجاوز المساحة الخاصة
يستعين أغلب الأشخاص "بحقل حماية" غير مرئي، حيث إنه يتّسع بشكل كبير لدى البعض مما يجعل مهمّة الاقتراب منهم شبه مستحيلة.
في هذا الصدد، لا بد من إجراء اختبار لمعرفة حدود المساحة الشخصية، مع أخذ الاختلاف بين الثقافات بعين الاعتبار.
بالتالي، يُنصح بالإبقاء على مسافة مناسبة، تنمّ عن احترام خصوصيات الطرف الآخر عند فتح محادثة معه.
بالإضافة إلى ذلك، بإمكانك اعتماد حركات جسدية بسيطة، خلال التعمق أكثر في الحديث، على غرار لمسة خفيفة لكتف محاورك أو مواجهته بشكل تام. وبالاعتماد على رد فعل الطرف الآخر، ستتمكن على الفور من معرفة حدود مساحته الشخصية، الأمر الذي سيمكنك من التقرب أكثر منه أو العكس. وتجدر الإشارة إلى أن لغة الجسد لدى الشخص الذي يتميز بمساحة شخصية واسعة ستكون خير دليل على تخطّيك للحدود، وذلك حين تنتقل وضعيته من الراحة والانفتاح إلى التقوقع والحذر.
5- التواصل بالعينين
قد يجعلك التواصل البصري في حال قمت به بطريقة خاطئة غريب الأطوار في ثوانٍ معدودة، الأمر الذي سيدْفع بالشخص الآخر إلى العودة بأقصى سرعة إلى منطقة الأمان الخاصة به، خاصة عند إطالة النظر إليه أكثر من اللازم.
خلافاً لذلك، يمثّل إتقان التواصل بالعينين أحد العناصر الأساسية لحياة اجتماعية سليمة.
في هذا الإطار، يُعتبر التواصل البصري، الذي يخضع لشروط معيّنة، دليلاً على الثقة بالنفس، التي تميّز الإنسان، حيث إن من يفتقدون هذه المهارة عادة ما تجدهم يتأملون أحذيتهم، أو ما هم بصدد تناوله. في الأثناء، تذكّر أنك لست وحدك من تشعر بالغرابة وسط حدث ما، لذلك حاول أن تستمع قدر الإمكان للطرف المقابل، وذلك بالحفاظ على إيماءة الرأس والابتسامة.
"هذا الموضوع مترجم عن موقع Elite Daily الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا".