كلنا يعلم أن بيئة العمل تحكمها قواعد مهنية للتعامل، لا ينبغي تجاوزها مهما كانت الأسباب، فما يقال للأصحاب ولأفراد العائلة ومن تربطنا بهم علاقة عاطفية لا نشاركه لمن نعمل معهم، وإذا فعلنا لا بد أن يكون ذلك بعيداً عن مكان العمل نفسه، إذا كانت تربطنا بزملائنا علاقة تجاوزت حدود العمل.
ويفرق تقرير نُشر في النسخة الأميركية من "هافينغتون بوست" بين زلات اللسان المُفاجئة، أو النِّكات السخيفة، أو التعليقات العنصرية وهي أمورٌ مرفوضة أيضاً، وبين المُلاحظات غير المباشرة التي قد تتسبب في مشاكل كبيرة، إذا إنّها تترك انطباعاً بعدم الكفاءة وعدم توافر الثقة.
والأسوأ من كل ذلك، أنَّها كالسهم، لا نستطيع إرجاعها بمجرد خروجها.
وجاء في التقرير أنه "بغض النظر عن مدى موهبتك، أو كمَّ المهام التي أنجزتها، فهناك عباراتٌ ستُغيِّر انطباع الناس عنك فوراً، وقد تجعله سلبياً مدى الحياة، إذ إنَّ هذه العبارات مُفعمةٌ بالإشارات السلبية التي قد تهدم مستقبلك المهني في وقتٍ قصيرٍ جداً.
1. هذه هي الطريقة المُعتادة لفعلِ هذا الأمر
يتطور التغيير الذي تدعمه التكنولوجيا بوتيرةٍ سريعةٍ جداً، فحتى الطريقة التي مضى على اكتشافها ستة أشهر قد تصبح قديمةً.
فإذا قُلت "هذه هي الطريقة المُعتادة لفعلِ هذا الأمر"، سيجعلك هذا تبدو كسولاً ومُقاوِماً للتغيير، ولا يقف التأثير عند هذا الحد، بل سيجعل مُديرك يتساءل أيضاً عن سبب عدم محاولتك تطوير هذا الأمر بنفسك. إذا كنت تفعل الأشياء بالطريقة المُعتادة لها دائماً، فهناك على الأرجح طريقةٌ أفضل.
2. هذا ليس خطئي
إلقاء اللوم على الآخرين ليس فكرةً جيدةً على الإطلاق، بل يجب إبداء روحٍ مِن تحمُّل المسؤولية.
فإذا تسببت في حدوث أي خطأ، حتى وإن كان صغيراً، لا بد من الاعتراف به.
وإذا لم تكن أنت السبب، اشرح ما حدث شرحاً موضوعياً وحيادياً، والتزم بعرض الحقائق، ثم اترك مديرك وزملاءك يستنتجون مَن المُخطئ.
فحين تبدأ في توجيه أصابع الاتهام إلى غيرك، يراك الناس غير متحملٍ للمسؤولية عن أفعالك، وهذا يُفقدهم أعصابهم.
وحينها سيتجنب بعضهم العمل معك تماماً، وسَيلجأ البعض الآخر إلى البدء بتوجيه اللوم إليك أولاً عند حدوث شيء خاطئ.
3. لا أستطيع
وهاتان الكلمتان تماماً مثل عبارة "هذا ليس خطئي". لا يحب الناس سماع قول "لا أستطيع" لأنّهم يظنون أنّها تعني "لن أفعل".
فحين تقول لا أستطيع، يترك هذا انطباعاً بأنّك لا تريد أن تفعل الأمور التي يتطلبها إتمام وظيفتك، وإذا كنت لا تستطيع أن تؤدي شيئاً ما بالفعل لأنَّك تفتقر إلى المهارات اللازمة، ينبغي حينئذٍ أن تُقدِّم حلّاً بديلاً.
وبدلاً من أن تقول ما لا يُمكنك فعله، قُل ما تستطيع أن تفعله، فعلى سبيل المثال، بدلاً من أن تقول: "لا أستطيع البقاء لوقتٍ متأخرٍ اليوم"، قُل: "يمكنني المجيء في وقتٍ مبكرٍ من صباح الغد".
وبدلاً من أن تقول: "لا يمكنني إجراء الحسابات على هذه الأعداد"، قُل: "لا أعرف حتى الآن كيفية إجراء هذا النوع من التحليلات، هل هناك أحدٌ يشرح لي كيفية إجرائه حتى أتمكن من فعل ذلك بنفسي في المرة القادمة؟".
4. هذا غير عادل
يعرف الجميع أن الحياة غير عادلة، فإذا قُلت هذا ليس عادلاً، سيعطي ذلك انطباعاً بأنَّك تظن أنَّ الحياة من المفترض أن تكون عادلة، وهو ما يجعلك تبدو غير ناضجٍ وساذجاً.
إذا كنت تريد ألا يكون الانطباع المأخوذ عنك سيئاً، فعليك أن تلتزم بالحقائق، وأن تبقى إيجابياً، وتُنَحِّي تأويلات الخاصة جانباً. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "عرفت أنَّك قد كلَّفت زميلتي آن بإتمام المشروع الذي كنت أرغب في إنجازه".
هل يمكنك أن تخبرني بأسباب هذا القرار؟ فأنا أريد أن أعرف لماذا ظننت أنني غير كفء لهذا المشروع، لكي أعرف المهارات التي تنقصني وأعمَل على تطويرها".
5. هذا ليس من مهام وظيفتي
تجعلك هذه الجملة التي تُستخدم غالباً كجملةٍ ساخرة، تبدو كما لو كنت تسعى فقط إلى أداء أدنى حدٍّ ممكن من وظيفتك لمجرد الحفاظ على تقاضي راتبك، وهذا له عواقب سيئة عليك إذا كنت من مُحبي الأمان الوظيفي.
فإذا طلب منك مديرك أداء إحدى المهام، وكنت تشعر أنَّها غير مناسبة لمهام منصبك (والحديث هنا ليس عن عدم ملائمة المهمة لمبادئك أو أخلاقك)، فأفضل ما يمكنك فعله هو أداء هذه المهمة بحماس، وبعد ذلك، اطلب تحديد مقابلةٍ مع مديرك لمناقشة دورك داخل الشركة، ومدى الحاجة إلى تحديث وصفك الوظيفي.
سيَضمن هذا لك عدم ظهورك كشخصٍ تافه، وسيُمكِّنك أنت ومديرَك من تعزيز فهمكما على المدى الطويل لما ينبغي فعله، وما لا ينبغي فعله.
6. قد تكون هذه فكرةً سخيفة… سوف أسأل سؤالاً غبياً
يحمل هذا النوع من العبارات قدراً كبيراً من السلبية، وهو ما قد يهدم مصداقيتك فوراً. حتى وإن كنت ستذكُر فكرةً عظيمةً بعد هذه الجُمَل، فهي تعطي انطباعاً بافتِقارِك إلى الثقة، مما سيجعل الأشخاص الذين تتحدث معهم يفقدون ثقتهم بك.
لا تنقد نفسك وتذكر عيوبها، إذا لم تكن واثقاً فيما تقوله، لن يثق أحدٌ سواك فيه، وإذا لم تكن على علمٍ بشيءٍ ما، قُل: "ليس لدي معلوماتٌ كافية حالياً، ولكنني سأبحث عنها وأعود إليك للتحدُّث في هذا الأمر مجدداً".
7. سأحاول
وهي شأنها شأن كلمة "سأفكر"، فهي توحي بالتردد، وتُعطي انطباعاً بفقدان الثقة في قدرتك على أداء المَهمة المطلوبة منك.
استنفر كافة قدراتك، وإذا طلب منك أحدهم أداء مَهمةٍ ما، فإمّا أن تلتزم بتأديتها، أو تعرض حلّاً بديلاً لها، ولكن لا تقُل إنَّك ستحاول، لأنَّ ذلك يُعطي انطباعاً بأنَّك لن تبذل قصارى جهدك.
8. لن يستغرق هذا سوى دقيقة
. إذا قلت إن أداء مَهمةٍ ما لن يستغرق سوى دقيقة، سيُسيء هذا إلى قُدراتك ويعطي انطباعاً بأنَّك تؤدي المَهام في عُجالة وليس على أكملِ وجه.
وإذا لم تكن تعني حرفياً أنَّك ستُكمل المَهمة في 60 ثانيةً، فلا تتحرج من أن تقول إنَّها لن تستغرق وقتاً طويلاً، ولكن لا تجعل الأمر يبدو وكأنّه يمكنك إنجازها قبل الوقت الفعلي الذي ستستغرقه منك.
9. أكره هذه الوظيفة
آخر شيء يرغب الآخرون في سماعه أثناء العمل هو شكوى شخصٍ ما من مدى كراهيته لوظيفته.
إذ إن قول هذه الجُملة تعطي انطباعاً بأنَّك شخصٌ سلبيٌّ، ويُضعف الروح المعنوية لزملائك في العمل. ويمتلك المديرون سرعةً في اكتشاف الموَّظفين كثيري الشكوى الذين يُضعفون الروح المعنوية، ويعلم المديرون بأنَّ هناك دائماً بُدلاء متحمسين وينتظرون فرصتهم.
10. إنَّه كسولٌ/غير كفء/أحمق
ليست هناك أي ميزة في ذِكر مُلاحظةٍ تُحقِّر من شأن أحد زملائك. فإذا كانت مُلاحظتك صحيحة، فالجميع يعرفونها، وليست هناك حاجةٌ إلى ذِكرها. أمّا إذا كانت مُلاحظتك خاطئة، فسَينتهي المطاف بظهورك أنت، وليس زميلك، كشخصٍ أحمق.
سيكون هناك دائماً أشخاصٌ حمقى وغير أكفاء في جميع أماكن العمل، بل ومن المحتمل أنَّ الجميع يعرف من هم هؤلاء الأشخاص.
وإذا لم تكن لديك القدرة على مساعدة هؤلاء الأشخاص في التخلُّص من عيوبهم، أو على طردهم من العمل، فلن تستفيد شيئاً من ذمِّهم على الملأ.
أما إذا نشرت عدم كفاءة أحد زملائك أمام الآخرين، فسيبدو ذلك وكأنّه محاولةٌ منك على استحياءٍ لتَحسين صورتِك أمامهم. وستنقلب فظاظتك على رأسك لا محالة عندما يتناقل زملاؤك في العمل آراءهم السلبية عنك.
تتسلل هذه العبارات إلى نفسك من حينٍ لآخر، وتُراودك رغبة في قولها، ولهذا فعليك أن تتحكم في نفسك حتى تترسخ لديكَ عادةٌ بعدم قولِ هذه العبارات.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لهافينغتون بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.