تناول الطعام بشكل جيد هو شيء مفيد لصحتنا، على المستويين الجسدي والعقلي، وله فوائد عدة على المدى الطويل.
ومع ذلك، فإن التزمت الشديد في تلك المسألة له مساوئه أيضاً، فحين تمنع نفسك من تناول بعض الأطعمة التي تفضلها قد يجعل من مسألة الحفاظ على الصحة الجيدة أمراً صعباً.
وفي هذا الصدد، تقول ليان هول -إخصائية علم النفس السريري ومقدمة برامج-
"إن حرصك المفرط على البقاء بصحة جيدة قد يكون غير صحي".
وتوصلت إحدى الدراسات الحديثة التي نشرت في مجلة Consumer Psychology إلى أن الإخلال بنمط الحياة الصارم ليوم واحد أسبوعياً قد يساهم في بقائك بصحة جيدة.
كما توصلت الدراسة إلى أن هؤلاء ممن يضعون أنفسهم تحت وطأة نظام غذائي صارم للوصول لأهدافٍ صعبة المنال قد يشعرون بخيبة أمل كبيرة حال حدوث أي إخفاق وانقطاع سريع.
على الجانب الآخر، ينتاب هؤلاء ممن يسمحون لأنفسهم بكسر حاجز التزمت ليوم واحد أسبوعياً شعوراً بأنهم في حاجة لأخذ استراحة قصيرة من السيطرة التي يمارسونها على أنفسهم، وأن هذا الأمر سيساعدهم في المجمل في الحفاظ على نظام الغذاء الصحي بشكل أكبر.
تقول كيتلين رابيل، إخصائي نُظم التغذية المعتمد، إن الإفراط في تناول الطعام الذي يعقب شعورك بالإخفاق يحدث في أغلب الأحيان نتيجة الفشل في اتباع نظام غذائي معين فيما مضى – وخصوصاً وإن سمح شخص ما لنفسه بكسر النظام الغذائي الصارم ليوم واحد أسبوعياً.
وأضافت أنه من الصعب المداومة على نظام غذائي صارم، خصوصاً وأن هذا قد يتطلب منك إبعاد نفسك عن الأطعمة المفضلة لديك وهو شيء لا تستطيع أغلبية الناس الاستمرار عليه لفترات طويلة، فضلاً عن أن الأنظمة الغذائية الصارمة تشكل عاملاً خطيراً في تطور المشاكل المرتبطة باضطرابات التغذية.
مشاكل النظام الغذائي الصارم
نوهت رابيل إلى إمكانية حدوث بعض المشكلات على المدى القصير حال التقيد بنظام غذائي معين، ويتضمن ذلك الانعزال اجتماعياً نتيجة عدم القدرة على المشاركة في المناسبات الاجتماعية، وحتمية تناول وجبات يختلف محتواها عن بقية وجبات العائلة والشعور بالحرمان والانغماس في التفكير حول الطعام والنظام الغذائي.
كما قد يؤدي إتباع نظام غذائي صارم، على المدى الطويل، إلى حدوث نقص في بعض العناصر الغذائية الدقيقة واختلال في سلوكيات تناول الطعام وحدوث بعض الاضطرابات الذهنية الأخرى.
تقول رابيل إن البشر جميعاً في حاجة إلى الطعام لضمان البقاء على قيد الحياة، وتناول الطعام هو شيء نفعله يومياً طوال حياتنا، لذا فإن كسر النظام الغذائي الصارم أمر ضروري من أجل ضمان الإبقاء على سلوكيات تناول الطعام على المدى الطويل.
إذاً، فما هي نصيحة رابيل لهؤلاء الذين ما يزالون مترددين بشأن خيانة أو كسر النظام الغذائي الصارم؟
تقول: أنصح هؤلاء الناس باستكشاف ذلك الشعور الناتج عن تناول الأطعمة المفضلة لديهم، وإيجاد السعادة والرضا في كسرهم للنظام الغذائي الصارم.
وأضافت أنه يمكن لأي نوع من أنواع الطعام أن يكون جزءاً من نظامنا الغذائي الصحي ما لم يكن منتهي الصلاحية أو متعفن أو فاسد.
ويُعد تناول الطعام بشكل عقلاني أحد العوامل الهامة لضمان عدم الانزلاق مجدداً نحو العادات السيئة.
وتقول "لقد أصبحنا مشغولين طوال الوقت في ذلك العالم المحموم لدرجة أننا نأكل ونحن نفعل أشياء أخرى عديدة، لذا توقف عما تفعله، ثم أجلس وصُب جُل تركيزك على وسائل الطعام التي تُريحك أثناء تناولك للطعام وتجعلك أقل عرضة في الإفراط في تناوله.
وتابعت قائلةً "إذا كنت لا تزال تجد نفسك متردداً أو قلقاً حول تناول أطعمة معينة، سيكون من الأفضل مناقشة هذا الأمر مع الطبيب النفسي المعالج أو إخصائي التغذية الذي يتعامل مع غير القادرين على الوصول لنهج غذائي مناسب".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأسترالية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.