في العام 1972 وقبل تقلده منصب المدير التنفيذي لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بعامٍ واحد، اقترح وليام كولبي إنشاء متحفٍ خاصٍ بالـ CIA، ليضم أهم المقتنيات المختلفة، والتحف، والقطع الأثرية ذات الطابع التاريخي.
واستجابت مكاتب وكالة الاستخبارات وضباطها على الفور لطلب كولبي، فقاموا بتقديم عدد كبير من القطع الأثرية، والعديد من المقتنيات الشخصية المتعلقة ببعض الوظائف التاريخية منذ زمنٍ بعيد لهذا المتحف.
وبالفعل قام كولبي بإدارة لجنة الفنون التشكيلية لتحديد المقتنيات ذات الأهمية التاريخية، التي تتميز بطابعها الفريد وعدم توافر أي قطعٍ أخرى منها ليتم إضافتها لهذا المتحف.
وبالرغم من البداية البسيطة لمتحف الـ CIA، فإنه أصبح الآن أرشيفاً وطنياً بارزاً لجمع، وحفظ، وتوثيق، وكذلك عرض التحف الاستخباراتية، التي تحمل في طيَّاتها الطابع الثقافي والتاريخي للوكالة.
لذا سنعرض بعض تلك التُحف والمقتنيات المثيرة التي يحتويها متحف الوكالة.
حشرة.. مركبة للتصنت
في العام 1970، تم تطوير مركبة جوية صغيرة جداً دون طيار، شبيهة تماماً بالحشرة من قبل مكتب وكالة المخابرات المركزية للبحوث والتنمية.
فكانت تلك المركبة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم، حيث كَانَ الغرض من تطويرها إثبات قدرة هذه المركبات على التصنت وجمع المعلومات الاستخباراتية.
كما امتلكت محركاً صغيراً جداً لتحريك الأجنحة صعوداً وهبوطا، وتميزت باستخدام كميَّات ضئيلة جداً من الغاز لدفع المحرِّك.
وبالرغم من أنَّ اختبارات الطيران كانت ناجحة ومثيرة للإعجاب، إلا أن عملية التحكم في الرياح المتعامدة كانت غايةً في الصعوبة.
أنبوبة كالسُنبلة لإخفاء الأشياء الهامة
منذ العام 1960، كان يستخدم هذا الجهاز في عمليات إخفاء الأشياء الهامة، حيث تم استخدامه في إخفاء المال، والخرائط، والوثائق، وكذلك الميكروفيلم، والعديد من الأشياء الهامة الأخرى.
فكان يتميز بقدرته المقاومة للماء وبالتالي حماية الأشياء من التعفُّن، بالإضافة إلى إمكانية وضعه داخل حفرة في الأرض أو في التيارات المائية الضحلة ثم استرداده في وقتٍ لاحق.
آلتا التشفير KW-7 وKW-26
استخدمت الولايات المتحدة الأميركية، ودول حلف شمال الأطلسي آلات الاتصال والتشفير في منتصف الثمانينات، فكانت تُستخدم آلة التشفير KW-7 للاتصال بين محطتين، معتمدةً على الدوائر الكهرومغناطيسية ذات الحالة الصلبة.
بينما استخدمت الآلة KW-26 في فك تشفير الرسائل والبرقيات بين المواقع الكبيرة، بقدرةٍ فائقة ومعدلاتٍ سريعة.
وقد تمّ إنتاج أكثر من 14 ألف آلة منها، لذلك كانت تُستخدم على نطاقٍ واسع، حيث كانت تتفوق على آلات تشفير الحرب العالمية الثانية لاعتمادها على مسجل الإزاحة الالكترونية بدلاً من الدورات الميكانيكية.
غواصة CIA
صممت وكالة الاستخبارات المركزية هذه الغواصة التي تحتوي على مكان لشخصين في العام 1950، وعلى الرغم من كونها ضيقة، وتتطلب السفينة الأم للنقل والاستخدام، إلا أنها استخدمت للوصول إلى مناطق لا تستطيع السفن الكبيرة الاقتراب منها.
تمت صناعة الغواضة من الخشب والألمونيوم، مع تغليف خشبي لجانبيها والجزء السفلي منها، فيما استطاعت الوصول إلى عمق 30 قدماً تحت الماء، ثم الغوص لفترات تصل إلى 4 أسابيع، بسرعة تبدأ بـ 4.1 عقدة، وتصل إلى 4.7 عقدة. بالإضافة إلى قدرتها على حمل شخصين مع حوالي 9 كيلوغرامات من المعدات الخاصة بهم.
ستريو-سكوب.. محلل للصور الفوتوغرافية
خلال الحرب العالمية الثانية، استخدم الحلفاء هذا المجسم (الستريوسكوب) لتحليل الصُّور الفوتوغرافية التي تم التقاطها من أراضي العدوّ عن طريق الكاميرات المحمولة على الطائرات.
وقد تميز الاستريوسكوب بإمكانية الرؤية الثلاثية الأبعاد، باستخدام زوج من الصور المجسمة.
التحليل النفسي لـ "آدولف هتلر"
في العام 1943 حقق المحلل النفسي والكاتب والتر لانجر قدراً من الشهرة لقيامه بتحليل شخصية هتلر في كتابٍ مكوَّن من 249 صفحة بعنوان "عقل آدولف هتلر: تقرير سري في وقت الحرب".
وذلك عندما كان يعمل كمحلل نفسي لفرع البحث والتحليل بمكتب الخدمات الاستراتيجية.
وقد تناول الكتاب نظرة هتلر إلى نفسه، وكيف كان يراه الألمان وكذلك المقربون منه، بالإضافة لتناوله إعادة شرح حياة هتلر وسلوكه خلال الحرب العالمية الثانية، كما توقع لانجر في خاتمة كتابه بانتحار هتلر، وذلك قبل الاستسلام الألماني.