جدل في الأوساط الدينية المصرية، يتجدّد كل عام، مع اقتراب يوم 14 فبراير/ شباط، الذي اصطلح البعض على تسميته بـ"عيد الحب" أو "الفالنتين"؛ حيث تخرج الفتاوى المحرِّمة للاحتفال، مقابل أخرى ترى عكس ذلك.
وبعيداً عن جدل "الحلال والحرام"، امتلأت حدائق القاهرة، بالعشرات من الشباب، والفتيات الذين لم ينشغلوا ببحث الحكم الشرعي في الأمر، بقدر انشغالهم، بشراء الورود الحمراء والتنزه معاً.
ودُشنت حملة بالشبكات الاجتماعية المختلفة، لتأكيد "بدعة" و"تحريم" الاحتفال بالمناسبة، نشر المشاركون فيها، فتاوى، وأقوالاً لشيوخ "سلفيين" يرون "عدم جواز الاحتفال بعيد الحب"، مؤكّدين أن "الأعياد في الإسلام تقتصر على الأضحى والفطر فقط".
عيدين لاَ ثالث لهٌما ي خَير أمه أخرجت للعالمين. #عيدالحب
— يارب رضاك والجنه (@hasoosah502) فبراير 14, 2016
عيد الحب
ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﺭﺟﻞ ﺭﻭﻣﺎﻧﻲﺯﻧﺎ ﺑ ﺍِﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ !ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻮﺍ ﻳاﺍﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪْ..✋ #عيدالحب
— ﴿ بريطآنيهہ'ة ̯ ֆ (@meshoalharbi13) فبراير 14, 2016
ونشر نشطاء مقطعاً مصوراً للداعية السلفي، أبو إسحاق الحويني، قال فيه: "أنا أول مرة أسمع عن حاجة (شيء) اسمها عيد الحب"، مضيفاً "من تشبه بقوم، فهو منهم، فالملايين المهدرة في الدباديب، والمكالمات التليفونية، الأولى أن نعمل بها مصانع وشركات، نحن ننفق أكثر من 12 مليار جنيه مكالمات، سنوياً".
#فتاوي_الحويني–ما حكم من يحتفل بعيد الحب؟((من تشبه بقوم فهو منهم))لفضيلة الشيخ/أبو إسحاق الحويني..شفاه الله وعافاه للمزيد من الفيديوهات زورونا علي القناه الرسمية علي اليوتيوب: m.youtube.com/channel/UC43bHWI3eZwfxOONWdQBi-wنسأل الله تعالى أن يشفي شيخنا #الحوينيويشفي مرضى المسلمين.#الدعاء_للحويني#الحويني_يمثلني
Posted by أبو يحيى الحويني – هيثم بن أبي إسحاق الحويني on Friday, February 12, 2016
كما تداولوا صورة لمحل بيع زهور علق لافتة كتب عليها "المحل مغلق مقاطعة لبدعة الاحتفال بعيد الحب".
هدية بمناسبة عيد الحب اللهم اجرنا بمصيبتنا وبس ( المحل مغلق مقاطعه لبدعة الاحتفال بعيد الحب) pic.twitter.com/J17wabU2
— ابن ماء السماء (@wine2012) فبراير 13, 2012
كما نشروا ما قاله مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، في وقت سابق، عن عيد الحب بأنه "عيدٌ وثني"، وعرضوا فتوى له تقول إن "على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ألّا يحتفل بهذا العيد".
في المقابل، هاجمت آمنة نصير، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، آراء الدعاة المحرِّمين للاحتفال، وقالت في تصريحات صحفية "هؤلاء لا يعرفون شيئاً بتاتاً"، مضيفة "الله يحرّم على السلفيين عيشتهم، فعيد الحب حلال ويا ريت (ليت) يتركوا هذه الأمور، ولا يتحدثون عنها، لأنهم لا يعرفون العواطف".
أما الشيخ عصام تليمة، الداعية والباحث إسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف فقد كتب تدوينة في "عربي بوست"، قال فيها "وجود يوم يسمى بيوم الحب، يحتفل به، فشأنه شأن الاحتفال بيوم الميلاد، ويوم الزواج، اليوم الوطني، كل هذه الأيام لا تدخل في إطار الحرام، أو البدعة، بل تدخل في إطار ما يضعه الناس في معاملاتهم، وكلها بلا استثناء لا حرمة فيها، ولا دليل من الشرع الإسلامي يمنعه، كل التحفظ عند من يتحفظ على ذلك، ألا يسمى بعيد كذا، لأن المسلمين لهم عيدان فقط: الفطر، والأضحى. ولا حرج في تسميته بيوم الحب، ما دام لا يشتمل على فعل محرم، فللإنسان أن يحتفل به، وبيوم اليتيم، وبيوم الصحافة، وبيوم الزواج، وبيوم الميلاد، كل ذلك مما أباحه الشرع، وعلى من يحرمه أن يأتي بدليل صحيح صريح في ذلك".
كما جاء وسم (هاشتاج) يحمل اسم "عيد حب سعيد"، في القائمة الأكثر تداولاً على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" في مصر، نشر خلاله المغردون تهنئتهم بـ"عيد الحب".
'#عيدالحب : هو آلآ تغش فتآة منحتك كل آلعآلم . #الخبر
— عبدآللطيف آلعآمر . (@A_5_Al3) فبراير 14, 2016
#عيدالحب
الحب هو جنة الدنيا وفردوس الحياة انة الأمل الذى يشرق على القلوب الحزينة ❤️— яєємα (@ReemaKssa) فبراير 14, 2016
ونشطت اليوم، محلات بيع الورود، والدمى المصنوعة على شكل دببة، بشكل لافت في شوارع القاهرة، حسب رصد مصوّر الأناضول؛ حيث شهدت تلك المحلات حالة من النشاط الكبير، وسط توافد الشباب لشراء الهدايا.
وفي 14 فبراير/شباط من كلّ عام، يحتفل العالم بيوم الحب، أو ما يعرف بـ"فالنتين"، نسبةً إلى قدّيس يحمل الاسم ذاته، ارتبط اسمه بالحب والرومانسية.