أطلق عضو بالكونغرس الأميركي حملةً لفرض حظرٍ على المقاعد الصغيرة والمساحات المحدودة المخصصة للقدمين على متن الرحلات الجوية.
وكان ستيف كوهين، الممثل الديموقراطي لولاية تينيسي في واشنطن، طالب الحكومة الفيدرالية بسن قانون جديد لتحديد القدر الأدنى لعرض مقعد الطائرة والمساحة المخصصة للقدمين، وفق تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
وقدم كوهين اقتراحاً لتشريع باسم "قانون الخروج الآمن في الرحلات الجوية 2016" أو SEAT Act.
التشريع المقترح يطالب وزير النقل "بوضع حد أدنى لأبعاد المقاعد في الطائرة"، متضمناً أيضاً عرض المقعد والمسافة بين كل مقعد والمقعد الذي أمامه.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عضو الكونغرس الأميركي قوله، "تصغير المقاعد يزيد من المخاطر الصحية والأمنية، وحان الوقت لإدارة الطيران الفيدرالية أن تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة".
وعزا كوهين مطالبته تلك إلى أهمية إفساح المجال أمام قدرة المسافرين على إخلاء الطائرة في حالات الطوارئ، محذراً كذلك من الخطر المتزايد للإصابة بالجلطات، بالإضافة إلى الشعور العام بعدم الارتياح.
يشار إلى أن مقدار المساحة الشخصية للمسافرين على الدرجة الاقتصادية قلَّ بمعدل ثابت في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، وذلك منذ رفع القيود التنظيمية في العام 1970.
وكلما زاد عدد صفوف المقاعد، قلّت المسافة بين المقاعد 4 اينش (10.16 سنتيمتر) لتصل إلى 31 اينش (78.74 سنتيمتر)، بينما تضائل متوسط عرض المقاعد من 18 اينش (45.72 سنتيمتر) إلى 17 اينش (43.18 سنتيمتر) أو أقل.
وحتى الآن، لا تزال شركات الطيران تواجه عدة قيود حول العدد المسموح به من المسافرين على متن الطائرة، بما في ذلك القدرة على إخلاء طائرة بأكملها خلال 90 ثانية، حتى لو كانت نصف مخارج الطوارئ معطلة، والهدف من ذلك هو إخراج الجميع من الطائرة قبل أن ينتشر الحريق.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي الحد الذي يستطيع أن يتحمله المسافر فيما يتعلق براحته، خصوصاً على متن الرحلات الطويلة.
وهناك بعض الأدلة من خطوط الطيران الاقتصادية في أوروبا أن المسافرين لديهم استعداد لتحمل الكثير من المشاق في مقابل الأسعار الزهيدة، حتى على الرحلات الاقتصادية التي تستمر لـ 5 ساعات أو أكثر.
ورغم ذلك، لا يوجد أي خطوط طيران قامت بتشغيل طائرات Airbus A380- Superjumbo، لتستوعب 853 راكب من سعتها المرخصة.
ولاستخدام الطائرة بالشكل الأمثل، فلا بد من وجود درجةٍ واحدةٍ فقط، مع ترتيب المقاعد لتكون 11 مقعداً جنباً إلى جنب؛ بنظام 3 مقاعد – 5 مقاعد – 3 مقاعد، وهو ما يبدو غير مقبول من الركاب بشكل كبير.
المحرر في صحيفة Bussiness Travel News مالكوم جينسرغ، علق على مطالبة عضو الكونغرس بقوله، "ربما يعيش كوهين في أرض التجارة الحرة ولكنه بعيد كل البعد عن معنى ذلك. بالطبع، يمكنك الحصول على مقاعد أكبر وعدد مسافرين أقل، لكن ذلك يعني أن يرتفع السعر. من الأفضل بكثير أن يكون لديك مسافرين أنحف وأصح وفي الغالب أسعار أقل. هذا القانون ليس لديه فرصة للنجاح".
فيما قالت مديرة قسم سفر المسافات الطويلة في Travel Nation هايدن راث، "إذا وضعنا معدلات السمنة في الحسبان، وإذا قامت الحكومة بتشريع قوانين حول عرض المقعد والمسافة بينه وبين المقاعد الأخرى، يساورني القلق إذ سيتحتم علينا الدفع لدرجة رجال الأعمال في رحلات المحيط الأطلسي".
The Independent وجدت أن المسافة بين المقاعد هي 13 اينش (33.02 سنتيمتر) فقط في الدرجة الاقتصادية في معظم رحلات المحيط الأطلسي، مع 17 اينش (43.18 سنتيمتر) أو أكثر بقليل كعرض للمقعد.
استياء المسافرين من صغر المساحة الشخصية ليس له علاقة فقط بزيادة عدد المقاعد في الطائرة، لكنه أيضاً نتيجة لزيادة أعداد الركاب.
عندما بدأت الخطوط الاقتصادية في أوروبا منذ 20 سنة، كان متوسط المقاعد المشغولة 7 من 10 مقاعد، اليوم أصبح معدل شغل المقاعد في خطوط EasyJet وRyanair بين 9 و10 مقاعد. و بالتالي فرصة أقل بكثير لوجود مقعد فارغ مجاور وفرصة أكبر بكثير لتزاحم مرفقيك.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.