جسور النيل الأربعة.. ملتقى العشاق والتجار والسياح

لطالما ارتبطت صورة نهر النيل برومانسية تجسدت في أفلام السينما وخيال الأدباء المصريين، لكن الأمر لا يقتصر على أجواء الحب والعشق، بل تعتبر ضفاف أطول نهر في العالم مقصداً للسياح والأسر، ومصدر رزق للبائعين، إلى جانب الحيوية النابضة التي تشهدها جسوره يومياً ناقلةً الملايين من ضفةٍ إلى أخرى.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/19 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/19 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش

لطالما ارتبطت صورة نهر النيل برومانسية تجسدت في أفلام السينما وخيال الأدباء المصريين، لكن الأمر لا يقتصر على أجواء الحب والعشق، بل تعتبر ضفاف أطول نهر في العالم مقصداً للسياح والأسر، ومصدر رزق للبائعين، إلى جانب الحيوية النابضة التي تشهدها جسوره يومياً ناقلةً الملايين من ضفةٍ إلى أخرى.

تقطع النيل عددٌ من الجسور الحيوية التي قد تكون مررت فوقها يوماً، أو سمعت اسمها في الأفلام والأغاني. نستعرض في ما يلي أهمها:

قصر النيل..أشهر الجسور



يشتهر بوجود تماثيل لأربعة أسود عند بدايته ونهايته، يبدأ من ميدان التحرير ومقر جامعة الدول العربية وينتهي بدار الأوبرا المصرية. ويعد من أبرز المنتزهات التي يقصدها المصريون للتمتع بمناظر خلابة لنهر النيل والعوامات والبواخر السياحية بأنوارها الجذابة، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من المراكب الصغيرة أسفل الكوبري، التي تقدم نزهة لدقائق في النيل مقابل 5 جنيهات للفرد، إلى جانب بعض النوادي المطلة على النهر.


كما يعتبر كوبري قصر النيل وجهة مفضلة لبعض العرسان الذين يلتقطون صوراً لهم مع النهر أو التماثيل كجزء من حفل زواجهم.

كوبري الجامعة.. مقصد العاشقين



وبعده بعدة كيلومترات وبالقرب من جامعة القاهرة العريقة، يقع "كوبري الجامعة"، حيث ينتقل الطلاب من وإلى جامعتهم، فيما يأخذون قسطاً من الراحة للاستمتاع بالنيل أو تناول مشروبٍ بارد صباحاً أو ساخن مساءً، وأمامهم يتجول بائعو الزهور ليعرضوا بضاعاتهم على الواقفين من الأحبة على جانبي الجسر.

كوبري عباس..البطاطس وحمص الشام



وعلى مقربة من كوبري الجامعة، يقع كوبري عباس الذي يعود اسمه إلى الخديوي عباس حلمي، ويصل ما بين منطقة منيل الروضة – جزيرة وسط النيل تعد من أرقى أحياء القاهرة -، وبين منطقة الجيزة الشعبية وسط محافظة الجيزة.

ويشتهر هذا الجسر بعدد من المقاهي البسيطة التي تطل على النيل وعدد من بائعي البطاطس والذرة المشوية والمسليات والمقرمشات. ويشتهر بوجود عدد كبير من بائعي مشروب حمص الشام الساخن الشهير المفضل لدى المصريين.


15 مايو.. الصيد هواية مفضلة


أما كوبري "15 مايو" فيربط بين منطقة وكالة البلح المشهورة ببيع الملابس المستعملة ومنطقة الزمالك – أحد أهم المناطق الراقية في القاهرة -، والتي يسكن غالبيتها الأجانب وفيها عدد من السفارات.

من فوق هذا الكوبري ترى يميناً بائعي الملابس المستعملة ويساراً فنادق ضخمة ومحال راقية، وبينهما يقف الصيادون بسنانيرهم لساعات يمارسون هواياتهم المفضلة.

وحولهم يجول بدراجته رجل شاحب اللون يبيع بعض شطائر الجبن أو المربى، فترى الشباب يلتفون حوله لتناول وجبة رخيصة الثمن مقارنة بالمحال والمطاعم المنتشرة تحت الكوبري.

وأمامهم جامعو القمامة يجمعون ما تطاير من أوراق وأكياس فارغة ويعيدون للكوبري بريقه من أثر الأتربة أو القمامة المخلفة على جانبيه من المارة والجالسين.


نزهة رخيصة



يقول حسن عبد العزيز صاحب أحد المقاهي الموجودة على كوبري عباس، أن كثيراً من المصريين يفضلون الجلوس على الكباري الموجودة على نهر النيل وخصوصاً في المساء للاستمتاع بالهواء النقي ومنظر النيل والبواخر المضيئة وتناول بعض المشروبات مثل حمص الشام – وهو الأكثر شهرةً – والبليلة المصنوعة من القمح أو الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.

عبد العزيز أكد أن البيع في هذه الأماكن مربح بشكل متوسط نظراً لأن من يتنزهون فيها يبحثون عن السعر الرخيص، بينما يتنزه الأغنياء لهم في العوامات الفارهة والمطاعم العائمة.

الزهور تبقى الأشهر


من جانبها، تؤكد آمال عبدالرحيم بائعة زهور أعلى كوبري قصر النيل، أن بيع الزهور أعلى النيل واحدة من أشهر المهن في وسط القاهرة، وتشير إلى أنها تبيع الزهور بأسعار رخيصة تبلغ جينهاً واحداً للزهرة، ويقبل عليها الكثير من الشباب والفتيات بل وتشتريها الأسر في كثير من الأحيان.

وتوضح أن زهرة الفل البيضاء من أشهر الورود التي يقبل عليها المصريون وخصوصاً الأطفال، حيث يلفونها على أيديهم أو على أعناقهم في شكل عقد، مشيرةً إلى أنها تبيع الزهور من الصباح حتى المساء وتحصل على ربح قليل، معربةً عن أملها في أن يكون لها مكان ثابت تبيع فيه الورد بالقرب من النيل.


أما سعيد محمود (شاب جامعي)، فيرى أن الكباري التي تمر فوق النيل مكان مميز لتنزه البسطاء إلى جانب أنها مصدر عيش عدد كبير من المصريين، الذين يبيعون للمارة أو المتنزهين، لكنه اشتكى من وجود عدد كبير من أصحاب المقاهي الذين يضعون المقاعد بالقرب من أسوار الكبري، ما يمنع المارة من الوقوف والاستمتاع بشكل النيل أو ممارسة الصيد، فيضطرون للجلوس ودفع النقود للاستمتاع بهواء النيل، "فقد أصبح مجرد الوقوف أمام النيل والفرجة بفلوس".

كما أكد على أنه من أبرز السلبيات على هذه الكباري هو غياب الأمن نسبياً، وانتشار عدد من النشالين الذين يستقلون دراجات نارية وينشلون متعلقات المارة.


ملاحقة الشرطة



أما بائع البطاطا ممدوح كامل، فيرى أن المرور بعربة البطاطس الخاصة به من فوق أحد الكباري مثل كوبري قصر النيل فرصة جيدة للبيع، نظراً لوجود كثير من المارة والمتنزهين الذين ينتهزون فرصة الوجود أعلى النيل لتناول البطاطس أو الذرة المشوية وقضاء وقت ممتع، مشيراً إلى أن أبرز ما يواجهه من مشاكل هو ملاحقة الشرطة لهم باستمرار.

تحميل المزيد