يحتفل الأميركيون سنوياً بـ "الجمعة السوداء Black Friday" في الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني، وهو اليوم الذي يشهد أعلى معدلات للعروض التسويقية والتخفيضات على مستوى العالم، بينما شهدت الأعوام القليلة الماضية رواجاً لفكرة التسوّق بأقل الأسعار تحت اسم "الجمعة البيضاء" في الدول العربية.
ويبدو أن اعتبارات اجتماعية أو أسباباً خاصةً بالتفاؤل لدى الشعوب العربية دفعت موقع التسوق الشهير "سوق" لتغيير اسم اليوم العالمي من الأسود إلى الأبيض في تجربته الأولى في العام 2014، ما دفع الشركات وتجار التجزئة إلى انتظار الجمعة الأخيرة من نوفمبر 2015 لعرض منتجاتهم بتخفيضات كبيرة مقارنةً بباقي شهور السنة، غير أنها لا تصل إلى مستوى التخفيضات في أميركا.
عدوى التسوق انتقلت إلى بريطانيا قبل سنوات قليلة، لتعرف بدورها "الجمعة السوداء"، غير أن الجمهور يشكو من عدم وجود تخفيضات مذهلة مغرية كما هي الحال في أميركا.
سبب التسمية.. تعددت الروايات
تاريخ بداية طقس الجمعة السوداء غير مؤكد، لكن البعض يربطه بأزمة اقتصادية ضربت أسواق الذهب بالولايات المتحدة في العام 1869 أدت إلى ركود الأسواق، ما دفع المحال إلى عرض تخفيضات كبيرة في أسعار السلع للحد من الكساد وتقليل الخسائر.
ومن المؤكد أن تسمية اليوم لا علاقة لها ببيع "العبيد" في اليوم التالي لعيد الشكر، حسبما يشيع البعض.
في بداية الستينات من القرن الماضي، أطلقت شرطة مدينة فلاديلفيا اسم "الجمعة السوداء" لما تسبب فيه اليوم من ازدحام الطوابير أما الأسواق واختناقات مرورية شديدة.
هناك حادث آخر يقال أنه سبباً في هذه التسمية يرجع إلى التفاؤل بهذا اليوم الذي يتحقق به مكاسب مالية خيالية للأسواق التجارية، فيتغير مؤشر الخسارة الأحمر إلى اللون الأسود في إشارة إلى الربح وليس الخسارة.
الربح يبدأ فجراً
مع بداية الألفية الثانية، تم تحديد الجمعة الأخيرة لتفتح الأسواق أبوابها لمحبي التسوق قبل أعياد الميلاد، حيث بدأت المحال تتبارى في التخفيضات المعروضة، هذه الظاهرة دفعت أصحاب الأسواق التجارية إلى استقبال الجمهور في الـ 6 صباحاً. ومع نهاية العام 2000، بدأت بعض الأسواق تفتح في الـ 4 فجراً، من هنا بدأ الجمهور في الاصطفاف أمام المحال قبل ساعات من فجر "الجمعة السوداء" سنوياً.
في العام 2014، أنفق الأميركيون 50 مليار دولار خلال 4 أيام فقط بدايةً من يوم جمعة التسوق الشهيرة، غير أن هذا الرقم يشير إلى ركود غير مسبوق لم تشهده الأسواق الأميركية منذ الأزمة الاقتصادية الأخيرة في العام 2008.
وتنخفض الأسعار بشكل جنوني حتى تصل إلى الربع تقريباً، فأسواق Target تعرض جوال غالاكسي S5 بـ 200 دولار فقط، أما Walmart فيعرض iPhone 6 بـ 180 دولار، وBest Buy يعرض تليفزيون Panasonic 50 بوصة بـ 200 دولار.