يمتاز المغرب عامةً بتنوّع طبيعي وموروث ثقافي هام يجعل منه قبلةً للسياح، إلى جانب الطبيعة الخلابة والمناخ المعتدل، والأطباق الشهية المتنوعة بكل تأكيد.
وما أن يتم ذكر مدينة من المدن المغربية، حتى تقفز إلى الأذهان الأطباق التي تشتهر بها، وأهمها "الكسكس" وجبة الطعام المشتركة بين جميع المدن المغربية، والتي تعتبر من الطقوس التقليدية التي تتصدّر موائد طعام أهل المغرب كل يوم جمعة مباشرة بعد أداء الصلاة.
لكن للمطبخ المراكشي تحديداً نصيب الأسد من الشهرة، إذ تعتبر مراكش المدينة العربية الوحيدة التي دخلت أطباقها لائحة مجلة Business Insider، ففي عام 2015 احتلت الأطباق المراكشية المرتبة الـ11 في قائمة أفضل 25 مدينة في العالم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على طعمها الشهي.
وبسبب التفرد الذي يحظى به المطبخ المراكشي سنأخذك في جولة للتعرف على أهم أطباقه وميزاته:
ماذا تعرف عن المطبخ المراكشي؟
حلزون.. رأس غنم مبخّر
ما إن تحط الرحال في ساحة جامع الفنا في مراكش، حتى تشدك الأدخنة المتصاعدة من إحدى زواياها، حيث تصطف عربات تضم أصنافاً مختلفةً من الطعام.
ومن أبرز هذه الأصناف، وجبة "الببوش" أو الحلزون المطهو بعناية فائقة، وهناك "البسطيلة المراكشية" التي تحشى بأكباد البط، ووجبة "الباولو" المتكونة من لحم رأس الغنم المبخر.
كما تشتهر مراكش بـ"البقولة" والنقانق التي تسمى "بالمركَز"، إضافة إلى "الشباكية" المراكشية التي تقدم مع الشاي المغربي بالنعناع أو أعشاب أخرى حسب الطلب.
تفوق الرجل على المرأة في الطبخ
لا يمكن للسائح أن يغادر مدينة النخيل دون أن يتذوق "الطنجية المراكشية"، التي تعتبر الأكلة الأكثر شهرة في المدينة، حيث يتم إعدادها من خلال الطهي في رماد دافئ، يتم بعدها طمر الطنجية بعد أن تخمد النار في إناء فخاري تحت الرماد لمدة 6 ساعات، لتصبح بعدها جاهزة للتقديم.
ويتميز هذا الطبق بأنه من ابتكار رجال مراكش الذين دعتهم ظروف العمل في مجال الصناعة التقليدية إلى تكليف أحدهم بالطبخ.
ويتم تقديم "الطنجية المراكشية" مع وضع كمية من اللحم بالقدر الفخاري أو "الطنجية" مع القليل من الزيت وبعض التوابل، إضافةً إلى قطعة من الليمون الحامض دون استعمال أي نوع من الخضار.
براءة اختراع "الطنجية"
ويعود سر تفرّد المراكشيين ببراءة اختراع "الطنجية" دون غيرها من المدن كونها طبقاً يحتاج إلى الكثير من الاهتمام والصبر والعناية؛ لأن طبخها يحتاج إلى نصف يوم تقريباً.
وعن ذلك تقول اختصاصية المطبخ المراكشي حنان التماري لـ"عربي بوست" إن "المطبخ المراكشي الغني بمختلف الأصناف التي تستهوي عشاق الأطعمة يتيح مكانةً خاصةً للطنجية ذات النكهة الخاصة، فوحده الرجل المراكشي يبرع بتحضيرها. هذا الطبق لا يطهى بفرن عادي، إذ لا بد من إرساله إلى (الفرناطشي) وهو القائم على بيت النار بالحمامات أو الأفران الشعبية".
احصل على صديق مغربي لتحصل على وجبة شهية
ويصعب الحصول على وجبات الطعام المغربية الشهية في المطاعم، ولا يفضل تناولها إلا على موائد بيوت المغربيين، حيث لا يتم طهيها إلا في المنزل.
وحول ذلك يقول الشيف مروان غريرات لـ"عربي بوست" إن "الرفيسة بالثريد والرفيسة العمياء وغيرها من الوجبات لا يتم تحضيرها إلا في المنزل. فإذا لم تكن مغربياً، يجب عليك مصادقة المغربي للاستمتاع بهذه الوجبات".
وأضاف: "بات العالم الآن يعترف بتميّزنا بمجال الطبخ بعد أن تميزنا بمجال السياحة رغم إمكاناتنا المتواضعة في مجال التسويق الإعلامي. المطبخ هو تراث حضاري وثقافي، وعلينا بذل جهد أكبر للحفاظ عليه وحمايته من الاندثار. تاريخ المطبخ المراكشي هو تاريخ لمراكش وجزء لا يتجزأ منه شأنه شأن نخيلها الشامخ ورياضاتها السياحية الفاخرة ومآثرها العريقة".