المونديال القطري كان له الفضل في إنعاش التجارة في المحال الصغيرة التي تبيع الشاي والقهوة، وبات مشروب "الشاي كرك" وجهة مميزة للسياح والمشجعين الذين توافدوا على قطر لحضور مباريات كأس العالم.
الأجانب القادمون من الخارج، خاصة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، لفتت نظرهم الطوابير حول المحال التي تبيع الشاي كرك، والتي انتشرت في الأسواق القديمة، خاصة في سوق واقف الذي يعتبر هذه الأيام قبلة المشجعين.
"عربي بوست" رصد ظاهرة شاي الكرك وتحدث إلى الزبائن حول هذا المشروب العربي وسبب الإقبال عليه.
من أين جاء الكرك؟
مشروب الكرك هو شاي مخلوط بالحليب والهيل، يُحضر بطريقة خاصة تختلف عن تلك المستخدمة لإعداد الشاي العادي، وصل إلى قطر قديماً قادماً من الهند وبلاد شرق آسيا، بفعل التواصل التجاري والرحلات البحرية بين الجانبين.
ومثلما حملت تلك الرحلات البضائع الهندية من بخور وبهارات ومنسوجات، حملت أيضاً الكثير من العادات الاجتماعية والثقافية، التي لا تزال بقاياها ماثلة في المجتمع حتى اليوم.
أخذ الكرك تسميته من اللغة الأردية، فالكلمة في الأصل تعني "الثقيل أو المركز"؛ لكن الشعبية الكبيرة التي يلاقيها الكرك مؤخراً في قطر حولته إلى ظاهرة اجتماعية متزايدة تنتشر خاصة بين الشباب، بل أصبح رمزاً من رموز الحياة الثقافية والعادات في قطر، وبات معروضاً على لوائح أكبر مقاهي ومطاعم الدوحة، ومشروباً يقبل عليه السياح الأجانب.
ويقبل القطريون بشكل خاص على تناول هذا المشروب؛ إذ ترى الطوابير في كل مكان، ونظراً لكثرة الطلب على "الكرك" فقد تم افتتاح محلات صغيرة في محطات المترو.
"عربي بوست" واكب إحدى سهرات برنامج "المجلس" والذي يذاع على قناة "الكأس" القطرية، إذ يُعتبر "الشاي كرك " هو المشروب المفضل للنجوم وضيوف البرنامج.
وبات الكرك إرثاً ثقافياً في منطقة الخليج برمتها تتوارثه الأجيال، فلا تخلو أي منطقة في قطر من مقهى متخصص فقط بتقديم شاي الكرك، ويكون الزحام على المحال المتخصصة والمقاهي ما يشكل أكبر دليل على أهمية هذا الموروث، وارتباط الناس به داخل البلاد.