أسباب فقدان الرغبة بالجنس كثيرة.. والحلول بسيطة وفي المتناول!

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/25 الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/25 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
أسباب فقدان الرغبة بالجنس كثيرة (iStock)

تمر كل العلاقات بفترات جفاف عندما يواجه الشريكان مشكلة عدم الرغبة بالجنس فجأة. قد يمثّل غياب الرغبة الجنسية مشكلةً عابرةً تتعلق بضغوط العمل، لكن علاجها قد يصبح أعقد وأصعب مما تتصور في بعض الأحيان.

كيف تفرق بين الاحتمالين؟ من الطبيعي أن تقل الرغبة بالجنس خلال مواسم العمل المزدحمة، أو امتحانات نهاية العام، أو مواعيد تسليم المشاريع الهامة، حينها يشعر الشريك بالإرهاق الشديد الذي يجعله مهتماً بالنوم أو قضاء وقت الراحة أمام التلفاز.

وبحسب موقع Verywell Mind المختص بالصحة، فإن من المفترض أن تنتهي هذه الفترات من تلقاء نفسها بعد عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي، لكن في حال استمرار عدم الرغبة بالجنس، فإن ذلك من شأنه الإضرار بالعلاقة على المدى الطويل.

ولا تقتصر العواقب على الإحباط واهتزاز الثقة بالنفس، بل ربما تجعل أحد الشريكين يتساءل ما إذا كانت هذه المرحلة أولى الخطوات تجاه زواج بدون جنس.

وليس هذا القلق بلا مبرر؛ إذ تشير دراسة نُشرتها دورية Archives of Sexual  Behavior العلمية، إلى أن حوالي 6% من الزيجات تخلو من الجنس لعام كامل.

مشكلة عدم الرغبة بالجنس.. التحديات

ليس هناك قاعدة بشأن فترة انعدام غياب الرغبة الجنسية لفترات الطويلة للغاية. فيعتمد جانب كبير من ذلك على عمر الشريكين، والمدة التي قضياها سوياً، ونموذج العلاقة الجنسية الذي يتبعانه. وفي نهاية المطاف، إذا كانت أي فترة من فقدان الاهتمام، تسبب توتراً واضحاً في العلاقة أو تقوّض ثقة شريك منهما أو كلا الشريكين، فلا بد من التحرك لحل الأزمة.

إذا لم يكن كلا الشريكين راغباً في بدء عملية تواصل صادقة وصريحة، فإن الجدل حول قلة ممارسة الجنس سيولّد شعوراً بالذنب أو الغضب أو اللوم أو الإحراج؛ ما قد يؤدي إلى المزيد من التشنّج بدلاً من تقديم حل للمشكلة.

توجد خطوات لحل مشكلة فقدان الرغبة بممارسة الجنس بالتعاون بين الشريكين، لكنها تتطلب أولاً عدم افتراض أي نظريات حول أسباب عدم رغبة الشريك بممارسة الجنس.

أسباب عدم الرغبة بالجنس

قد تتعدد أسباب عدم الرغبة بالجنس: بما في ذلك الضغوط، والاكتئاب، وضعف الانتصاب، والاختلالات الهرمونية (التي تحدث نتيجة انقطاع الطمث وقصور الغدد التناسلية)، وآلام الأعضاء التناسلية (مثل تشنج المهبل، والتهاب الحشفة)، والأمراض المزمنة، وتناول الأدوية، وانخفاض الثقة في النفس، والمشاكل في العلاقات. وتطول تلك القائمة.

من المهم أيضاً التمييز بين انخفاض الرغبة الجنسية، واضطراب الرغبة الجنسية المثبطة (وهو غياب التخيلات الجنسية)، والعجز الجنسي (وهو العجز عن ممارسة الجنس، ويصاحبه عادةً شعور شديد بالذنب). إذ يمكن أن يكون لكل منها أسباب نفسية وعضوية، لكنها تختلف تماماً في طريقة العلاج.

باستيعاب الاختلاف بينها، يمكن معالجة المشكلة بمزيد من الموضوعية مع تجنب الآثار العاطفية.

كيف تحل مشكلة عدم الرغبة بالجنس

تذكر أن غرفة النوم هي أسوأ مكان للحديث لمناقشة المشاكل الجنسية، حيث يكون كلاكما ضعيفاً وعرضة للتأثر والغضب والانفعال. يفضّل البحث عن مكان ٍمحايد يكون الشريكان فيه وحدهما بلا إزعاج ويحظيان بخصوصية كاملة.

يجب أن يعبّر كلاهما عمّا يعانيه من مشاكل دون توجيه اللوم للطرف الآخر. ينبغي مناقشة مشكلة عدم الرغبة بالجنس كمسؤولية مشتركة، وليس من خلال الإشارة إلى تسبب أحدهما في قلق وخوف الآخر؛ فهنا يتحول القلق إلى لوم.

إذا كان شريكك قادراً على تحديد مشكلة ما (مثل الضغط  في العمل أو الشعور بالإرهاق في كل الأوقات)، تعاونا من أجل التوصل إلى حل.

من المهم أن تبحثا عن حلٍ تدريجي، أو أن تطلبا المساعدة الطبية إذا كان هناك حاجة إليها. لا تخجلا من اقتراح الحصول على جلسة علاجية. يمكن أن يكون ذلك عظيماً لتعليم الشريك مهارات إدارة الضغوط وقد يساعد في تحديد مشاعر الاكتئاب والتوتر.

أما إذا كان شريكك لا يعرف سبب المشكلة لكنه يعترف بوجودها، فمن الجيد أن يخضع لفحص بدني لدى طبيب الأسرة. دائماً ما ينتج انخفاض الرغبة الجنسية عن حالة صحية غير مشخصة (مثل انخفاض هرمون التيستوستيرون، أو ارتفاع ضغط الدم، أو قصور الغدة الدرقية، أو مرض السكري)، أو الأدوية المزمنة (مثل مضادات الاكتئاب، وحبوب منع الحمل، وبعض أدوية البروستاتا) التي قد تقتل الرغبة الجنسية لدى الشريك كلياً.

إذا كان شريكك صامتاً ويمانع مناقشة الموضوع، فيجب على الطرف الآخر تولي المسؤولية وعدم التعامل مع الأمور من منظور شخصي. ففي النهاية لا يتعلق الأمر بخيبة أمل أحد الشريكين من الآخر. بل يتعلق بكل بساطة بالحاجة إلى التعامل مع المشكلة باعتبارها تخص كلا الشريكين. ومن خلال أخذ زمام المبادرة، واقتراح اللجوء إلى الاستشارة الزوجية إذا كان هناك حاجة إليها، يمكن حل المشكلة واستخدام هذه العملية لتقوية العلاقة، بدلاً من الإضرار بها.

من المهم أن يتذكر الشريكان أن حل أي مشكلة في العلاقة، سواءً كانت جنسية، أو مالية، أو عاطفية، هي عملية طبيعية يتعرض لها الشركاء طوال حياتهم، وليست حدثاً عابراً.

لا تتعجلا واصبراً، واطلبا الاستشارة إذا كان هناك حاجة إليها؛ لضمان عدم تأثر احترام الذات والثقة في النفس.

تحميل المزيد