أكبر 3 تحديات يواجهها الأشخاص الحساسون في العلاقات

هل شعرت يوماً وكأنك من أصحاب الشخصية الحساسة وأنك مُهمَلٌ ومُستَهلَك في العلاقات؟ هل تميل للاعتناء بمن تواعدهم أكثر مما تعتني بنفسك؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/04 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/04 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
iStock/ أكبر 3 تحديات يواجهها أصحاب الشخصية الحسشفاء من كل داء.. وتكسب الشعر لمعاناً ساحراً أيضاً.. تعرفي على فوائد حبة البركةاسة

هل شعرت يوماً وكأنك من أصحاب الشخصية الحساسة وأنك مُهمَلٌ ومُستَهلَك في العلاقات؟ هل تميل للاعتناء بمن تواعدهم أكثر مما تعتني بنفسك؟

إذا كانت الإجابة "نعم"، فأهلاً بك إذاً في التحدّيات الفريدة المُصاحبة لكونك روحاً حساسّة للغاية.

من هم أصحاب الشخصية الحساسة؟

حسب موقع Mind Body Green الأمريكي، فإن الأشخاص مُفرطي الحساسية -والذين يُطلق عليهم أيضاً مُرهفو الحِس بالآخرين ويُختَصر تشخيصهم بالإنجليزية بالأحرف الأولى (HSPs)- يخوضون الحياة وكأّن ما تستقبله حواسّهم أكثر من الأشخاص العاديين.

هؤلاء الأشخاص الواعون للغاية قد يشعرون بأنهم مغمورون بالأحاسيس، أو مُفرطون في التحفّز، أومُغالون في خوض تجربة الحياة بدون مُشاركة بارعة فيها.

iStock/ الأشخاص مُفرطي الحساسية يخوضون الحياة وكأّن ما تستقبله حواسّهم أكثر من الأشخاص العاديين
iStock/ الأشخاص مُفرطي الحساسية يخوضون الحياة وكأّن ما تستقبله حواسّهم أكثر من الأشخاص العاديين

وتقول بعض التقديرات إن حوالي ثلث سكّان الأرض قد يُصنّفون ضمن هذه الفئة، وتُرجّح إحدى الدراسات أن سمات الشخصية المتعاطفة هي وراثية بالأساس.

في الثقافة الحديثة، مازالت العواطف والحساسية والمشاعر تأتي في المرتبة الثانية بعد نهج الحياة العقلاني الصارم الموضوعي.

وهذا التقليل من قدر الحساسية الشعورية عادة ما يعني أن الأشخاص المتعاطفين شديدي الحساسية يتلقّون ردودَ فعل تصِفهم بأنهم "مبالغون"، أو "عاطفيون أكثر من اللازم"، أو "مُعقّدون للغاية"، في العمل والمنزل.

إليك أهم ثلاثة تحدّيات يواجهها الشخص الحساس في العلاقات، وكيف يمكن التعامل مع الشخصية الحساسة

التحدّي الأوّل: الحدود غير الصحّية

يُكافح كل شخص حساس للغاية لخلق حدود صحّية مع الآخرين في حياتهم؛ فهم تقريباً ليس لديهم حدود مع الآخرين لأنّهم مليئون بالعطاء العميق والرأفة بالآخرين بطبيعتهم.

iStock/ يُكافح كل شخص حساس للغاية لخلق حدود صحّية مع الآخرين
iStock/ يُكافح كل شخص حساس للغاية لخلق حدود صحّية مع الآخرين

ومع ذلك، في غياب التوازن، قد تؤدّي هذه النيّة الجميلة إلى خسارة المرء لنفسه في العلاقة.

وبوصفٍ آخر، قد تكتشف فجأة أن تجارب وأفكار ومعتقدات شريكك قد استهلكتك.

وأصبحت تلك التجارب والأفكار والمعتقدات غير مُنفصلة عن نظيرتها لديك، ولم تعد تتضح بدايات الأمور ونهاياتها.

هؤلاء الأشخاص هم من أصحاب الشخصية الحساسة والعاطفية وعادة لا يحظون بوقتٍ صحّي أو مساحة فكرية للتعامل مع مشاعرهم، وذلك لأن رؤوسهم تكون غارقة بالكامل في علاقتهم.

الحل: ضع حدوداً صحّية!

الشيء الأوّل الذي يحتاجه الأشخاص مُفرطو الحساسية في علاقاتهم هو الحدود الصحّية.

والحدود الصحّية هي تلك التي تدعمك كي تزدهر وتنمو، وهذا النوع من الحدود تُكسِب الشعور بالرحابة والدعم والأمان والمحبّة والاحترام والاعتزاز.

وتوصي مارسي النفوس الحسّاسة بإعداد قائمة أوّلية من الحدود للعلاقات الرئيسية في حياتهم، ويسأل الفرد نفسه:

"هل أشعر بأنني يمكنني أن أكون نفسي في هذه العلاقة؟ هل أشعر أن هذا الشخص سيحترم احتياجي لمساحة كي أشحن طاقتي إذا طلبت منه ذلك؟ هل هذا الشخص يحترم حالياً الحدود الصحّية التي أُعِدّها؟.

التحدّي الثاني: لعب دور الرعاية بدلاً من الشريك

هل تميل إلى الاضطلاع بدور الرعاية أكثر في علاقتك الرومانسية؟ الأمر مفهوم.

عادة ما يُنظر إلى حضورك باعتباره حضوراً علاجياً في حياة الآخرين من حولك، وقد تلعب دوراً قويّاً بالفعل، إلا أن هذا يخلق عدم توازن شديداً وديناميكية غير صحّية للقوى.

وبمرور الوقت، عندما تلعب دور الرعاية أكثر من شريكك، فأنت تضع احتياجات الشخص الآخر أوّلاً على حساب احتياجاتك.

وهذا قد يجعل العلاقات اعتمادية، وحينها أنت لا تستنزف وقتك وطاقتك فحسب، بل تُعلّم شريكك أيضاً أن يُفرط في الاعتماد عليك من أجل البقاء.

الحل: تواصل مع مشاعرك.. يومياً

المفتاح الرئيسي للازدهار في العلاقة كشخص شديد الحساسية هو أن تجسّ نبض مشاعرك الخاصّة.

أنت رائع بالفعل في معرفة ما يفكر ويشعر به الآخرون – لذا فأنت في حاجة لقضاء المزيد من الوقت هائماً في عالمك الداخلي.

وبإمكانك فِعل ذلك عن طريق ممارسة "تدفّق الوعي" بشكل يومي، فتكتب ما تشعر به مثلاً، أو تمارس التأمّل كي تتواصل مع الأحاسيس والمشاعر العاطفية في جسدك.

وهذه الزيارة اليومية لعالمك الداخلي من شأنها أن تمكّنك من تطوير فهم أعمق لجوهر احتياجاتك ورغباتك وأين تبدأ مشاعرك وأين تنتهي مشاعر شريكك.

iStock/ عندما تلعب دور الرعاية أكثر من شريكك، فأنت تضع احتياجات الشخص الآخر أوّلاً على حساب احتياجاتك
iStock/ عندما تلعب دور الرعاية أكثر من شريكك، فأنت تضع احتياجات الشخص الآخر أوّلاً على حساب احتياجاتك

التحدّي الثالث: التعتيم على حساسيتك..

النفوس الحسّاسة عادة ما تشعر بأنه يُساء فهمها، وترغب بعمق في الانتماء.

وبحساسيتك ذات العُلوّ الفريد، قد تتحوّل إلى مسار إرضاء الناس وعدم طلب ما تحتاج إليه، وقد تتحوّل العلاقة إلى الشكل الذي ترى أنه "مناسب" للشخص الآخر، حتّى تتجنّب الرفض الذي قد يكون إحساساً طاغياً بالنسبة لك.

وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدّي هذا الكبت المستمر لروحك وتقليصها إلى أزمة حقيقية تجد خلالها فجأة أنك لست متأكّداً مما هو جيّد لك أو غير جيّد.

وفي أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يدفع ذلك الأمر الأشخاص الحسّاسين إلى إقامة علاقات مع شركاء نرجسيين مُتلاعبين مُسيئين.

الحل: كن واضحاً بشأن مخاوف علاقتك!

عندما تخفي النفوس الحسّاسة حساسيّتها، يكون ذلك دائماً بدافع الخوف؛ فربما تخشى أن تكون "مُبالِغاً" أو أن تُرفَض، أو ألّا تنتمي، والخوف الأعظم هو خشية أنك لا يمكن أن تحظى بالحب على ما أنت عليه.

ولتغيير ذلك الأمر، أعدّ قائمة بمخاوف علاقتك الجوهرية بسؤال نفسك: "ما هو أكبر ما أخشاه إذا سمحت لنفسي بأن أكون على طبيعتي الحقيقة بنسبة 100%؟ وأن أُرَى بالكامل؟ وأن أُعرَف بالكامل؟".

اكتب تلك المخاوف واحرقها أو مزّقها للحصول على بعض الراحة الناتجة عن التعبير.

فعندما نستحضر مخاوفنا إلى وعينا، يمكننا بسهولة أن نراها حين تظهر في المرّة القادمة، وأن نتّخذ اختياراً مُختلفاً غير مدفوع بالخوف.

من مكمَن للخطر إلى قوّة عظمى!

تقول الكاتبة: "لديّ حُلم بتغيير النظرة للأشخاص ذوي الحساسية الشديدة ليُنظر إليهم باعتبارهم موهوبين للغاية.

ومن خلال رحلتي العلاجية الخاصّة وعملي مع العُملاء، أعلم أنه عندما تتعلّم النفوس الحسّاسة المهارات والأدوات المُناسبة، قد تصبح حساسيتهم أقوى حليف لهم. وبمرور الوقت ومن خلال الوعي الصحيح، والأدوات، والعلاقات الداعمة، يُمكن للأرواح الحسّاسة التي تُعاني في العلاقات أن تتعلّم تحويل علاقاتها بالحساسية من مكمن خطر وضعف إلى قوّة عظمى".

تحميل المزيد