لا شكَّ أنَّ عالم الحب والمواعدة معقدٌ بالفعل، لكنَّ الأمور تصبح أسوأ حين تكون في علاقة عاطفية افتراضية، فكيف تعترف لشخصاً بحبك له
ولكن بداية إن كنتم تتساءلون عن معنى علاقة افتراضية، فهي الوضع الذي يكون فيه الطرفان بينهما اتصال وتوافق ورابط مشترك يبدو كأنَّه علاقة رومانسية
لكنَّه أيضاً محاطٌ بحالةٍ مستمرة من الشك وعدم اليقين بشأن هذا الرابط، ولا يوجد التزامٌ فيه بالطبع.
العلامات الشائعة
ولتوضيح ماهية هذه العلاقة بطريقة أبسط، يمكننا القول إنَّك أنت وشريكك تفعلان كل الأشياء التي قد يفعلها طرفا العلاقات الحقيقية مثل قضاء الوقت معاً
وتبادل الرسائل النصية طوال اليوم، ومشاركة الأسرار، وربما إجراء تلك المحادثات الرومانسية، لكنك لست في علاقة حقيقية! فهذه الصداقة -كما تُسمَّى- مستمرة منذ فترة، وهذا الرابط ذو حدود ضبابية.
إلى متى ستستطيع تحمُّل تلك العلاقة؟
إذا كنت تمرُّ بهذه العلامات، فأنت في علاقة افتراضية، ولا يمكن استمرار هذه العلاقة إلَّا إذا كان لها غايةٌ ما.
ولكن في ظل عدم وضوح ماهية الرابط المشترك بينكما، فكيف ستتصرف حين يبدأ شريكك الافتراضي في الإعجاب بشخص آخر، ويُفضِّل الحديث إلى هذا الشخص الجديد بدلاً منك؟
أو هل ستُعتبَر خائناً إذا ذهبت في موعدٍ عاطفي مع شخصٍ آخر، أو استخدمت تطبيق مواعدة للتحدث إلى أشخاص غرباء؟
أو -في أسوأ السيناريوهات المحتملة- هل تستطيع أن تحافظ على صوابك في اليوم الذي يقطع فيه شريكك جميع وسائل الاتصال معك ويختفي من حياتك فجأة؟
من الواضح أنَّ العلاقة الافتراضية مليئة بالغموض وعدم الوضوح، فهل تظن أنَّك تستطيع التعايش معها دون إيذاء مشاعرك؟
ما ينبغي لك فعله
عليك أن تدرك بالضبط ما هدفك من العلاقة والطرف الآخر، صحيحٌ أنَّ العلاقة الافتراضية تفتقر إلى الالتزام
والتواصل المفتوح والاستقرار العاطفي في بعض الحالات، لكن من الممكن أن تنمو وتتحول إلى علاقة رومانسية حقيقية.
فهل أنت مستعدٌ للالتزام أم تبحث عن مجرَّد علاقة عابرة؟ والأهم من ذلك، هل أنتما متفقان عاطفياً؟
كُن صريحاً وتكلَّم!
الطريقة الوحيدة للتخلُّص من الغموض (والحصول بالتبعية على راحة البال) هي إجراء نقاشٍ صادق صريح مع الطرف الآخر.
تحدَّث عن غايتك والمصير الذي تريده لتلك العلاقة في المستقبل وضِّح كيف من الممكن أن يكون كلاكما يلعب بمشاعر الآخر دون قصد، واحرص على أن تجعل هذه المحادثة تساعدك في تحديد حدود تلك العلاقة.
الانسحاب من العلاقة
إذا كنت أنت الطرف الذي لا يرغب في تطوير العلاقة الافتراضية ويريد إنهاءها، احرص على توضيح الأسباب للطرف الآخر
أخبره بالأشياء التي أعجبتك فيه، وبأنَّك قضيت وقتاً رائعاً معه وتتمنى التوفيق له في المستقبل، فدائماً ما يكون التعامل مع الانفصال أسهل حين ينتهي بخاتمةٍ واضحة.
تذكَّر ذلك
إذا كان الطرف الآخر يريد إنهاء هذه العلاقة الافتراضية رسمياً، تقبَّل ذلك بروحٍ طيبة، فهو في الواقع يُسدي إليك معروفاً بإنقاذك من لعبة التخمينات والاضطراب العاطفي.
وصحيح أنَّ الأمر قد يكون مؤلماً مثل الانفصال، لأسبابٍ واضحة، لكنَّه يستحق العناء تذكر ألَّا ترضى بأي شيء أقل مما تستحق، وتفاءل بأنَّ الحياة تُخبئ لك الأفضل.