وظيفة الرجل تجعله “قابلاً للارتباط” وشهادة المرأة تطيل في عمره.. لهذه الأسباب تراجع الزواج في أميركا

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/13 الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/13 الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش

"أين هم الرجال".. أول جواب يرد إلى ذهن صديقتك إذا ما سألتها عن سبب عدم زواجها حتى اللحظة. الجواب نفسه ستسمعه إذا ما طرحته على فتاة أميركية، حيث يدرس المتخصصون سبب تراجع إقدام الشباب والشابات على الزواج.

من طبيعة العمل إلى كمية وصاحب المدخول وصولاً إلى الشهادة الجامعية والمشاكل الصحية، تقف عوائق كثيرة أمام إتمام عقد الزواج بصيغتيه الدينية والمدنية في أميركا.

 لا يخبرك مثل إحصاء دقيق

تظهر آخر الإحصاءات انخفاضاً حاداً في نسب الزواج في الولايات المتحدة، حيث انخفضت نسبة الزواج في أميركا إلى النصف من 72% في عام 1960 حتى 36% في 2014.

في الولايات المتحدة، يقول نصف الأميركيين البالغين تقريباً (48٪) إنهم متزوجون، وفقاً لدراسة Religious Landscape أو "المشهد الديني" لعام 2014. 7 % فقط يعرّفون عن أنفسهم بأنهم يعيشون مع شريك، و 13%  مطلق أو منفصل، أرامل (7٪)، بينما يقول ربع الأميركيين إنهم لم يتزوجوا قط، وفقاً لمركز PEW للدراسات.

إذاً ما هي العوامل التي  أدت إلى هذا الانخفاض وجعلت من الزواج "مشكلة أميركية"؟

الاستقرار المالي.. غياب وظائف الصناعة يقلل من جاذبية الرجل

تحت عنوان "عندما يختفي العمل: انخفاض التصنيع وقيمة الزواج المتراجعة للرجال"، أجرى  الباحث الاقتصادي بجامعة زيوريخ السويسرية ديفيد دورن  دراسة العام الماضي تحاول الربط بين العوامل الاقتصادية وتراجع نسبة الزواج.

أظهر دورن أن نقص الوظائف الجيدة ذات الدخل المرتفع، يجعل الرجال أقل جاذبية بالنسبة للنساء. وتوصّل إلى أن المشكلة تكمن في أن الرجال الذين لا يمتلكون وظائف في القطاع الصناعي أو التجاري وما يشابههما من قطاعات مرتفعة الدخل، تقل فرص قبولهم لدى كثير من النساء في الولايات المتحدة.

ووجد دورن وفريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا أن "قابلية التوظيف" و"إمكانية الزواج" مفهومان يتشابكان بعمق.

وتبين أنه عندما تفقد المدن والبلدات وظائف التصنيع، تنخفض معدلات الخصوبة والزواج بين الشباب، بينما ترتفع نسبة الولادات من غير زواج والأطفال الذين يعيشون مع أم عزباء.

وفيات الرجال.. البطالة تؤدي لمشاكل صحية والإدمان

وفقاً للدراسة، فإن غياب الوظائف الصناعية بالاعتماد على الآلات أو الاستيراد من الصين، دفع بالعديد من الرجال إلى سلوكيات مؤذية كإدمان الكحول أو المخدرات والمسكنّات أو التدخين. هذه المواد الكيميائية تُرجمت طبياً في ارتفاع الإصابات بمشاكل الكبد والقلب والسمنة وسرطان الرئة. شهد العقد الماضي وفاة مليون شاب أميركي في ما بات يعرف بظاهرة "موت اليأس"، المنتشرة  في مجموعة ديموغرافية واحدة على وجه الخصوص: الطبقة العاملة البيضاء.

مدخول المرأة.. إذا كان أعلى اختلفت النظرة بين الزوجين

يميل الزوجان إلى أن يكونا أقل سعادة وأكثر احتمالاً أن يعتقدا أن الزواج في مأزق، وعلى الأرجح يناقشان الانفصال، إذا كان مدخول الزوجة أعلى من الزوج.

 وعلى الجانب الأخر لا يريد الرجال- بحسب الدراسة – الدخول في زيجات تمتلك فيها النساء الغلبة المادية، في ظل تحول معظم الوظائف التي يشغله الرجال إلى الاعتماد على الآلة.

في حين أن وظائف النساء غالباً لا يمكن الاستغناء عنها، كالرعاية الصحية بالتزامن مع ارتفاع عدد كبار السن في أميركا.

ويقول دورن: "إما أن الرجال لا يحبون زوجات يجنين مالاً أكثر منهم، أو  أن النساء يعتبرن الزوج الذي لا يجني المال دون المستوى".

وبحسب إحصائية أعدتها الجمعية الأميركية للجامعة النسائية  فإن 28% من الأزواج من خريجي الجامعات يرون أن الفوارق المادية بين الأزواج واحدة من أهم العوامل المسببة لحدوث الخلافات الزوجية، والتي قد تنتهي بالطلاق. في حين أيّد 45% من الأزواج الذين توقف تعليمهم عند المدرسة الثانوية الرأي نفسه؛ ما يظهر أن المستوى التعليمي يلعب دوراً كبيراً في تفاقم تلك الأزمة.

مستوى التعليم.. كلما ارتفع مستوى الشهادة زاد الاستقرار

من المرجح أن يتزوج الأميركيون خريجو الجامعات اليوم أكثر من نظرائهم الذين يحصلون على تعليم أقل ، بنسبة 65 إلى 53 في المائة، وفقاً لمركز PEW للأبحاث.

أما النساء الحاصلات على شهادات جامعية فترتفع فرص الزيجات الناجحة، مع ما يقرب من 8 من أصل 10 في الزيجات التي تمتد 20 سنة أو أكثر ، مقارنة مع 4 فقط من أصل 10 زيجات للنساء اللواتي لديهن شهادات الدراسة الثانوية.

الحرية الجنسية ووسائل منع الحمل

وبصرف النظر عن العوامل الاقتصادية، اختلفت نظرة الأميركيين ببساطة عن الزواج كمؤسسة في العصر الحالي. ووفقاً لموقع Business Insider، ساهم انتشار وسائل منع الحمل في تأخير الزواج بالنسبة لكلا الجنسين، إذ يمكن أن يمارسوا الجنس خارج الزواج دون القلق من فرص الحمل والإنجاب.

وتراجع الزواج قابله انتشار المساكنة

في المقابل، فإن تراجع عدد الزيجات قابله ارتفاع عدد المتساكنين في منزل واحد. وإلى جانب نصف البالغين في الولايات المتحدة المتزوجين، كان 7٪ منهم يشاركون سكناً واحداً دون زواج في عام 2016.

وبلغ عدد الأميركيين الذين يعيشون مع شريك غير متزوج حوالي 18 مليوناً في عام 2016، أي بزيادة 29٪ منذ عام 2007.

وما يقرب من نصف المتساكنين كانوا أصغر من 35 عاماً، لكن ارتفاع النسبة الأكبر كان بين الأميركيين الذين تتخطى أعمارهم الخمسين.

وحتى بين هؤلاء كان شرط الارتباط بلا زواج القدرة على تأمين حياة مستقرة، فالمرأة الأميركية رغم مساهمتها المالية في مدخول العائلة، ما زالت تعتبر الرجل المعيل الأول.

تحميل المزيد