تعاني الكثيرات من النساء من اضطرابات في النوم بالمقارنة مع الرجال، حسب العديد من الدراسات التي أُجريت في هذا الصدد، والتي أكدت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالأرق، الشيء الذي يؤثر سلباً على صحتهن الجسدية والعقلية على حد سواء.
حسب موقع "michigan medicine" الأمريكي، تنجم اضطرابات النوم عن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية، بعضها عام عند معظم النساء، والبعض الآخر يختلف باختلاف العمر، أو عند المرور بمراحل الحمل والرضاعة، وتساعد معرفتها في التعامل مع مشاكل النوم والتغلب عليها أو تخفيفها على الأقل.
تنقسم الأسباب المؤدية إلى الاصابة بالأرق عند النساء إلى ثلاثة أسباب: نفسية، وهرمونية، وجسدية، فيما تختلف طريقة العلاج من حالة إلى أخرى.
الأرق والإصابة بالأمراض النفسية والجسدية
تتعرض النساء إلى خطر الإصابة بالأرق أكثر من الرجال في الحالات النفسية، من بينها الاكتئاب، العامل الرئيسي في عدم قدرة الشخص على النوم، حسب الدراسات التي أُجريت على العديد من النساء، في شهر مايو/أيار 2023، من قِبل مؤسسة غالوب، تبيّن أن معظم النساء اللائي أكدن إصابتهنّ بالاكتئاب يعانين بشكل واضح من الأرق وعدم القدرة على النوم.
فيما أكدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، أن احتمالية إصابة النساء بالأرق جراء الإصابة بالأمراض النفسية مرتفعة، بالمقارنة مع نسبة الإصابة عند الرجال خلال حياتهم.
ليست الأمراض النفسية هي السبب الوحيد في الإصابة بالأرق، فبعض الحالات المَرضية الجسدية الأخرى قد يكون لها دور هي الأخرى في هذه الإصابة، من بينها متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، والتي تؤدي إلى اختلالات هرمونية تساعد في تفاقم عدم القدرة عن النوم.
هذا المرض قد يتسبب أيضاً في الإصابة بانقطاع التنفس خلال النوم، ما يُعزز فرضية زيادة الأرق عند معظم المصابين به، تعاني النساء أيضاً أكثر من الرجال من الألم العضلي الليفي، الذي يسبب أوجاعاً في العضلات في جميع أنحاء الجسم، كما يجعل القدرة على النوم أصعب من الشخص السليم.
أما بخصوص مرض سلس البول فالنساء أكثر عرضة للإصابة به بنسبة الضعف، بالمقارنة مع الرجال، وذلك يرجع إلى التغييرات العديدة التي تطرأ على الجهاز التناسلي أثناء الحيض والحمل والولادة وانقطاع الطمث، ويسبب ذلك اضطراباً في نومهن، بسبب الحاجة إلى التبول عدة مرات في الليلة.
الأسباب الهرمونية عند النساء والإصابة بالأرق
تعاني النساء خلال حياتهن من العديد من المراحل التي تتغير فيها الهرمونات بأجسامهن، ابتداءً من مرحلة البلوغ إلى انقطاع الطمث، إذ تعتبر فترة الدورة الشهرية من بين أكثر الأوقات التي تعاني فيها النساء من عدم القدرة على النوم.
يرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية الناتجة عن الدورة الشهرية، مثل تقلبات المزاج والشعور بالقلق والاكتئاب، وكذا الأعراض الجسدية مثل التقلصات والانتفاخ وألم الثديين.
خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية تنخفض مستويات هرمون البروجسترون، وتبدأ أعراض متلازمة ما قبل الطمث، التي تزيد احتمالية الإصابة باضطراب في النوم، كما تصاب بعض النساء باضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، وهو نوع أكثر شدة من متلازمة ما قبل الطمث.
خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث قد تصل إلى حوالي 4 سنوات، تعاني قرابة 80% من النساء من أعراض التعرق الليلي وومضات الحرارة، وقد تستمر لعدة سنوات بعد ذلك، وتؤثر هذه الأعراض سلباً على النساء في عدة نواحٍ منها قدرتهن على النوم.
وحسب بعض الدراسات ثبت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس خلال النوم بعد انقطاع الطمث، وهي حالة تحدث عندما تسترخي عضلات مجرى الهواء وتعيق التنفس مؤقتاً، ما يؤدي إلى الاستيقاظ ليلاً بشكل متكرر.
فترات خاصة في حياة النساء، وعدم النوم
خلال فترة الحمل تحدث العديد من التغيّرات الهرمونية في جسم النساء، بالإضافة إلى الإصابة بأعراض مثل الغثيان والقلق والتغيرات المزاجية والهرمونية، تُسهم جميعها بصورة كبيرة في تغير نظام النوم عند النساء، كما أوضحت شيلبي هاريس، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب وعلم النفس في كلية ألبرت أينشتاين للطب.
عادة ما تبدأ أعراض الأرق عند النساء في فترات الحمل، ما بعد الشهر الثالث إلى الرابع من الحمل، وصولاً إلى الشهر الأخير، بسبب العديد من العوامل من الوحام إلى زيادة الوزن وانتفاخ البطن، بالإضافة إلى الحاجة المستمرة للتبول.
لكن هناك بعض النساء الذين لا يتمكنون من الشفاء من الأرق حتى بعد الولادة، وخاصةً مع فترة الرضاعة والعناية بالرضيع، تكون النساء في حالة من التأهب لسماع بكاء أطفالهن، ما يجعل أدمغتهن في حالة من اليقظة الشديدة والاستعداد للاستجابة في أي وقت، وهو ما يؤثر سلباً على قدرتهن على النوم والاسترخاء.
نصائح طبية لعلاج الأرق
حسب موقع "nytimes" الأمريكي توجد العديد من الطرق التي تساعد على النوم بشكل أفضل، والعلاج من الأرق أو التقليل منه، من بين هذه الحلول نذكر:
- الرياضة: ينصح الخبراء بالقيام بممارسة الرياضة، خاصةً في السنوات التي تسبق الطمث، تساعد الرياضة على الشعور بالتعب، ما يُسهم في سهولة النوم.
- وسائد الحمل: استخدمي وسائد الحمل التي تساعد في تخفيف تأثير التغيرات الجسدية، خاصةً خلال الأشهر الأخيرة، إذ يوصي الخبراء بالنوم مع رفع الرأس لتقليل ارتجاع المريء والشخير المرتبطين بالحمل.
فيما ينصح الخبراء باتّباع بعض النصائح لتحسين جودة النوم، من بينها تجنّب الكافيين قبل وقت كافٍ من النوم، والنوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة بقدر الإمكان، والحد من النظر في الهاتف، بالإضافة إلى محاولة النوم في غرفة باردة ومظلمة.