هل شعرت من قبل بالإحباط الشديد ولكن لم تتمكن من معرفة السبب بالضبط؟ في الواقع، قد يكون هذا الإحساس السلبي شعوراً بتدني احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس، والذي في الواقع قد تكون أنت نفسك السبب في معاناتك منه.
والحقيقة هي أنك قد تفعل شيئاً لا شعورياً في هذه اللحظة يتسبب في مزيد من الضرر لصحتك العقلية العامة ورفاهيتك وثقتك بنفسك.
في هذا التقرير نستعرض بعض العادات اليومية التي يمكن أن تؤثر بشدة على احترامك لذاتك بطريقة سلبية، وتؤدي للمعاناة من عدم الثقة بالنفس.
ما هو تقدير الذات والثقة في النفس؟
احترام الذات وتقدير النفس هو الطريقة التي نفكر بها في أنفسنا والقيمة التي نضعها لأنفسنا. صحيح أننا جميعاً ننتقد أنفسنا من وقت لآخر، ولكن إذا كنت غالباً ما تفكر بشكل سيئ في نفسك أو تحكم على نفسك بشكل سلبي، فقد يكون لديك تدني احترام الذات ومشكلة في انعدام الثقة بالنفس.
وبالرغم من ارتباطهما ببعضهما نسبياً، لكن يختلف تقدير الذات عن الثقة بالنفس؛ إذ تتعلق الثقة بتقدير الشخص لذاته في أمر معين من حياته.
في المقابل، يمكن لأي شخص أن يكون واثقاً جداً من قدراته الخاصة، ولكن لا يزال يعاني من تدني احترام الذات.
ما هي علامات تدني احترام الذات؟
تشمل علامات تدني احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس ما يلي:
- ترديد أشياء سلبية وانتقاد نفسك.
- السخرية والمزاح عن النفس بطريقة سلبية.
- التركيز على سلبيات الذات وتجاهل إنجازاتها.
- لوم النفس بقسوة عندما تسوء الأمور.
- التفكير في أن الآخرين أفضل منك دوماً.
- التفكير في أنك لا تستحق المتعة والسعادة.
- عدم قبول المجاملات والمديح من الآخرين.
- تجنب التحديات خوفاً من الفشل.
- الانزعاج المفرط من الرفض أو النقد.
- الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو القلق أو الخجل أو الغضب.
ما الذي يسبب تدني احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس؟
قد ينبُع تدني احترام الذات وشعور عدم الثقة بالنفس من التجارب في مرحلة الطفولة المبكرة؛ مثلاً، إذا لم تكن ناجحاً في المدرسة، أو واجهت صعوبة في تلبية توقعات والديك أو تعرضت للإهمال أو الإساءة، فقد يؤدي ذلك إلى أن يكون لدى الشخص معتقدات سلبية عن نفسه.
كما قد يتعرض المراهقون، خاصة الفتيات، إلى رسائل سلبية عن ذواتهم، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام بشكل عام؛ مما يدفعهم إلى الاعتقاد بأن قيمتهم تعتمد على مظهرهم أو سلوكهم أو ملامح وجوههم.
قد يؤدي هذا إلى تدني احترام الذات والأفكار السلبية حول تقديرهم لذواتهم. كما يمكن أن يؤدي الأداء السيئ في المدرسة أو التعرض للتنمر أيضاً إلى تدني احترام الذات والثقة بالنفس.
إضافة لما سبق، قد تؤدي أحداث الحياة المجهدة؛ مثل العلاقة غير السعيدة أو الفجيعة أو المرض الخطير أو مشاكل الأسرة والتعرض للصدمات أيضاً إلى تدني احترام الذات والثقة فيها.
عادات يومية تساهم في انعدام الثقة بالنفس وتقدير الذات
1- الإكثار من الشكوى:
غالباً ما ينتج عن الحديث عن الصعوبات التي يواجهها المرء الراحة في البداية، ولكن على المدى الطويل وعند الإفراط في الشكوى والاعتراض، فإن هذا السلوك السلبي يضخّم ويعقّد مدى انزعاج المرء ويحول الألم إلى معاناة حقيقية ودائمة، بحسب مجلة "سيكولوجي توداي" (Psychology Today) لعلم النفس والصحة العقلية.
2- تكرار طلب المساعدة من الآخرين:
صحيح أن الأمر مطمئن لأننا إذا تلقينا المساعدة، فهذا يعني أيضاً أن الشخص الذي "يساعدنا" يهتم بنا، ولكن عن غير قصد قد يرسل الأمر رسالة أخرى لنا: "أنا أساعدك لأنك غير قادر على مساعدة نفسك"؛ مما يؤدي إلى الاعتماد على الآخرين وإضعاف نظرتنا لذواتنا.
3- التجنُّب والهروب:
قد يكون الشعور بالخوف في مواجهة بعض المواقف أمراً طبيعياً، وكذلك الغريزة البدائية لتجنبه، ولكن إذا أدى في تلك اللحظة إلى الراحة على المدى الطويل، فإن إدراكنا للخطر يزداد، وكذلك عدم القدرة على التعامل مع مثل هذه المواقف.
4- تأجيل اتخاذ القرارات الهامة:
يمكن لتأجيل القرارات الحاسمة والمهمة في الحياة أن يضعف عزيمتنا ويفسد قدرتنا على تقدير ذواتنا، خاصة إذا كانت هذه القرارات محورية ومؤثرة على جودة الحياة الشخصية والعملية.
5- الموافقة عند الرغبة في الرفض:
في محاولة للحصول على قدر أكبر من الأمان، من السهل أحياناً الاستسلام لإغراء قول "نعم" دائماً لمطالب الناس، في ظل الوهم بأن تقديرنا لذاتنا يمكن أن يزداد من خلال كوننا محبوبين أو أكثر امتثالاً لمن حولنا، لكن لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة.
إذ يمكن أن يكون قول "نعم" لتجنّب الاضطرار إلى قول "لا" هو أصل العديد من الصعوبات الاجتماعية وأزمات العلاقات.
6- إهمال الذات وانعدام الهندام:
على عكس الفطرة السليمة، يمكن أن يؤدي ارتداء الملابس بطريقة متواضعة جداً أو غير مهذبة إلى تدني رؤيتنا لذواتنا وحتى تقدير الآخرين لنا.
وبشكلٍ عام، تُعد سيكولوجية تقدير الذات معقدة ومتعددة الأوجه، ولها آثار عميقة على رفاهيتنا ونوعية حياتنا. وبالتالي فإن تنمية تقدير الذات الصحي تنطوي على تبني صفات إيجابية مخالفة لكل النقاط السالف ذكرها، إضافة لقبول أنفسنا بلطف، والاعتراف بأن قيمتنا لا تحددها عوامل خارجية أو مقارنات بالآخرين.
ومن خلال تعزيز الصورة الإيجابية للذات وممارسة التعاطف مع الذات، يمكننا تطوير شعور أقوى بتقدير أنفسنا وعيش حياة أكثر سعادة وتقبلاً.