على الرغم من أن قصور القلب أكثر شيوعاً لدى كبار السن من الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق، لكن يمكن أن يحدث للأشخاص من جميع الأعمار، وحتى الأطفال. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 6 ملايين حالة قصور القلب لدى الشباب في أمريكا، تتراوح أعمارهم بين 20 عاماً وما فوق.
وقد يحدث في سن أصغر لعدد من الأسباب، بعضها وراثية أو مشاكل صحية، وبعضها أسباب تتعلق بأسلوب حياتك ويمكنك تفاديها. فيما يلي 5 من الأسباب الأكثر شيوعاً:
1- قصور القلب بسبب "اعتلال عضلة القلب الوراثي"
"اعتلال عضلة القلب الوراثي أو العائلي"، هو شكل وراثي لمرض القلب. وأحد أسباب قصور القلب لدى الشباب، ويحدث عندما تصبح عضلة القلب رقيقة وضعيفة في غرفة واحدة على الأقل من القلب، مما يؤدي إلى تضخم المنطقة المفتوحة من الحجرة.
ونتيجة لذلك، يصبح القلب غير قادر على ضخ الدم بكفاءة كالمعتاد. وللتعويض عن ذلك، يحاول القلب زيادة كمية الدم التي يتم ضخها، مما يؤدي إلى مزيد من ترقق عضلة القلب وضعفها. بمرور الوقت تؤدي هذه الحالة إلى قصور القلب.
عادة ما تستغرق أعراض هذه الحالة عدة سنوات لتسبب مشاكل صحية. وتبدأ في منتصف مرحلة البلوغ، ولكن يمكن أن تحدث في أي وقت من الطفولة إلى أواخر مرحلة البلوغ.
وتشمل تلك الأعراض عدم انتظام ضربات القلب، وضيق التنفس، والتعب الشديد، ونوبات الإغماء، وتورم الساقين والقدمين في بعض الحالات، وأحد أخطر أعراض هذا المرض هي الموت القلبي المفاجئ. وتختلف شدة الحالة بين الأفراد المصابين، حتى في أفراد الأسرة نفسها.
2- السمنة لها علاقة مباشرة مع حالات قصور القلب لدى الشباب
تشير التقديرات إلى أن العوامل المرتبطة بالسمنة تسبب 11% من حالات قصور القلب لدى الرجال و14٪ عند النساء. قد تؤدي السمنة إلى فشل القلب عن طريق إحداث تغييرات في الدورة الدموية وعضلة القلب، وتؤدي لخطر الإصابة بقصور القلب.
تم وصف السمية الدهنية المباشرة للقلب حيث يؤدي تراكم الدهون في القلب إلى خلل في وظائفه،
وبحسب "جمعية القلب الأمريكية"، هناك علاقة بين مؤشر كتلة الجسم ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 21 عاماً.
وكانت هناك علاقة واضحة بين زيادة الوزن، والحالات التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية. وضغط الدم وسُمك وحجم إحدى غرف الضخ الرئيسية في القلب.
لحُسن الحظ، هناك بعض التدابير التي يمكنك اتخاذها لفقدان الوزن والحصول على الصحة وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب؛ مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي مغذي ومتوازن. ويمكنك التحدث مع طبيبك حول وضع نظام غذائي وخطة تمارين تناسبك بشكل أفضل بناءً على أهدافك الحالية وحالتك الصحية.
3- تعاطي المخدرات والكحول
يمكن أن يسبب تعاطي العقاقير والمواد المخدرة؛ مثل الكوكايين والكحول أو الميثامفيتامين مشاكل لعضلة القلب، ويؤدي إلى قصور القلب، وتختلف الطريقة التي يساهم بها تعاطي تلك المواد في قصور القلب حسب نوع المادة.
يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للكحول؛ مثل الشرب المتكرر أو شرب حوالي ستة أقداح أو أكثر كل يوم لمدة 5 سنوات، إلى "اعتلال عضلة القلب الناجم عن الكحول"؛ حيث يتضخم القلب، ويؤثر على قدرته على ضخ الدم، ويحتمل أن يساهم في فشل القلب ومشاكل خطيرة أخرى.
الخبر الجيد أن بعض الأشخاص قد يتعافون من تلك المشاكل الصحية، عن طريق الامتناع التام عن تعاطي الكحول والمخدرات، لكن قد يحتاج البعض الآخر إلى تناول الأدوية أو حتى الخضوع لعملية جراحية لإصلاح صمامات القلب أو إدخال منظم ضربات القلب أو أي نوع آخر من الأجهزة القابلة للزرع.
4- انقطاع النفس أثناء النوم ومشاكل في القلب
يعاني ما يقرب من مليار إنسان بالغ في جميع أنحاء العالم، من أحد أشكال "انقطاع النفس الانسدادي النومي". وفقاً لدراسة أُجريت عام 2019، للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، أشارت إلى أنه يمكن أن يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب.
كما تشير المنظمة إلى أن الأطفال عرضة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، وبالتالي الإصابة بنفس المشاكل الصحية.
يمكن أن "يؤثر انقطاع النفس النومي" بشكل كبير على صحة قلب الأطفال أيضاً. يوضح "لويس توريرو" طبيب أمراض الرئة للأطفال: "ينتج عن انقطاع النفس الانسدادي النومي اضطراب في النوم، ومشكلات قلبية محتملة مثل عدم انتظام ضربات القلب الجهازية وارتفاع ضغط الدم الرئوي، وتغيرات في تشريح ووظيفة القلب.
5- عدم انتظام ضربات القلب
في حين أن بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب تعتبر غير ضارة وقد لا تحتاج إلى علاج، فإن البعض الآخر يمكن أن يكون له تأثير كبير على قدرة القلب على الامتلاء بالدم وضخه إلى باقي الجسم؛ مثل أن تكون ضربات القلب بطيئة جداً أو سريعة جداً أو حتى غير منتظمة.
وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم: في هذه الحالة يمكن أن يحدث قصور في القلب ومشاكل قلبية أخرى في نهاية المطاف،
تقول الطبيبة "روزا برييتو" مدير قسم طب القلب في مستشفى "نيكولاس للأطفال" في ميامي: "يمكننا أن نرى عدم انتظام ضربات القلب في الشباب والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 عاماً، عند الأطفال، ولكن يمكن رؤيته أيضاً لدى الأطفال أيضاً".
وأضافت برييتو: "أن عدم انتظام ضربات القلب من المرجح أن يؤدي إلى قصور القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القلب الهيكلية الأساسية؛ مثل أمراض القلب الخلقية أو اعتلال عضلة القلب". لكن لحسن الحظ، يمكن السيطرة على معظم حالات عدم انتظام ضربات القلب من خلال الأدوية وتعديلات نمط الحياة.