أشارت بعض الدراسات التي أجريت سنة 2010 ونشرتها دورية Sleep Medicine أن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من الكلام أثناء النوم، رغم أن هذه الحالة معروفة عن الأطفال إلا أنها قد تصيب كبار السن أيضاً.
لا يعتبر الحديث أثناء النوم نوعاً من أنواع اضطراب النوم، لكنه اختلاف طبيعي في سلوك الإنسان، ويسرد التصنيف الدولي لاضطرابات النوم سلوك الحديث أثناء النوم تحت "أعراض فردية، ومتغيرات طبيعية ومشكلات عالقة"، إلى جانب أشياء مثل الشخير والنفضات، وهي حركة الرعشة المفاجئة التي تحدث لدى البعض عند النوم، والمعروفة أيضاً باسم الهزات التنويمية.
ما هو الكلام أثناء النوم؟
يحدث هذا السلوك عندما يصدر الشخص صوتاً أثناء نومه، وقد تكون هذه الأصوات عبارة عن كلمة أو مجرد تمتمات أو حتى ضحك، تصيب هذه الحالة الأطفال، إذ يوجد على الأقل نصف الأطفال يتحدثون في نومهم مرة في السنة أو أكثر، و نحو الربع يتحدثون مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
وجدت دراسة أُجرِيَت عام 2009 في دورية Sleep أن بعض الناس يتحدثون في أحلامهم، ويقولون عبارات تتماشى مع ما يتذكرونه لاحقاً أنهم حلموا به. لكن أثبتت بعض الأبحاث أن الحديث أثناء النوم قد لا يكون له علاقة بالأحلام أو ما يراه الشخص في حلمه.
تسمى هذه المرحلة من النوم حركة العين غير السريعة، ففي هذه الحالة يتكون نشاط دماغي هادئ نسبياً مقارنة بما نراه أثناء مرحلة النوم، في هذه المرحلة يُصاب الجسم بشلل فعّال لمنع التصرف استجابةً للأحلام، كما توضح الدكتورة جينيفر، وهذا الشلل يجب أن يمنع الناس من الكلام. لكن إذا تحدث الشخص أثناء النوم في مرحلة حركة العين السريعة، فقد يكون ذلك علامة على شيء أخطر.
غالباً ما يتطور اضطراب سلوك حركة العين السريعة إلى سلوكيات نوم عنيفة مثل الصراخ والصياح واللكم وضربات الذراع؛ ما قد يؤدي إلى إصابة المريض أو شريكه في الفراش. وقد يكون أيضاً العرض الأوليّ للمرض لدى كبار السن، عادةً مرض باركنسون أو داء جسيمات ليوي.
الأسباب وراء الكلام أثناء النوم
حسب موقع "Live Science " الأمريكي، لا تزال الأسباب وراء هذا السلوك مجهولة، لكن بعض الدراسات التي أجريت على نشاط الدماغ قد تعطي بعض الإجابات.
أظهرت الدراسات اللغوية، مثل الورقة البحثية، أنَّ خصائص الحديث أثناء النوم -اللغة والأنماط والنحو والدلالات- تتبع نفس القواعد التي تتبعها المحادثات اليومية للناس، وبالتالي فهي مفهومة، هذه الاكتشافات خوّلت لأطباء الأعصاب فهم الدماغ البشري بشكل أفضل.
يمكن ربط الحديث أثناء النوم بتدعيم الذاكرة، عندما يسترجع الدماغ النائم التجارب ليربط المهمة منها بالذاكرة طويلة المدى. واقترح استعراض من عام 2018 نُشِرَ في دورية Sleep Medicine Reviews، أنَّ التحدث أثناء النوم يمكن أن يكون في بعض الأحيان إعادة لفظية للذكريات التي كان الدماغ يراجعها في ذلك الوقت.
هناك حالات وظروف معينة تجعل التحدث أثناء النوم أكثر احتمالاً. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الحديث أثناء النوم عاملاً وراثياً، فهو ينتقل في العائلات، وفقاً لدراسة أُجرِيَت عام 2001 ورُبِط الحديث أثناء النوم أيضاً باضطراب انقطاع النفس الانسدادي النومي وهي حالة يعاني فيها الأشخاص من توقف مؤقت في التنفس، أو التنفس الضحل أثناء النوم.
كيفية معالجة سلوك التحدث أثناء النوم
يعتبر الحديث أثناء النوم غير مؤذٍّ، لكنه في بعض الأحيان قد يتسبب في الإزعاج، فحسب بعض الدراسات فإن قرابة 10% من الحالات المصابة بالحديث أثناء نوم تستخدم ألفاظاً سيئة أثناء النوم.
وأوضحت الدكتورة جينيفر لموقع Live Science أنَّ التحدث أثناء النوم، ومعه السلوكيات الأخرى مثل المشي والشخير، تسوء عند الحرمان من النوم. أظهرت دراسة أُجرِيَت عام 2013 ونشرتها دورية Journal of Sleep Research، أنَّ الحرمان من النوم يزيد من نوم الموجة البطيئة، وهي المرحلة الرابعة من اضطراب النوم غير الريمي أو حركة العين السريعة؛ ما قد يؤدي إلى التحدث والسير أثناء النوم.
وأضافت الدكتورة: "لذا، فإن التأكد من حصولك على نوم جيد وصحي يميل إلى تقليل عدد مرات حدوثه". وهذا يعني أنَّ السهر لوقت متأخر للسماح للشريك بالنوم أولاً قد يزيد من سوء سلوك التحدث أثناء النوم.