يتوهم الشخص أن أصدقاءه وعائلته “وحوش” وكائنات فضائية! ماذا تعرف عن متلازمة “المنتحل”؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/25 الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/07 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش

تخيّل أنك تعيش مع أهلك أو أصدقائك، لكنك تراهم في الحقيقة مخلوقاتٍ فضائية، أو أن وحوشاً أخذوا مكانهم، قد تبدو للوهلة الأولى كفيلم رعب أو خيال، لكن قد تصبح حقيقة في حال أصبت بمتلازمة كابجراس أو "المنتحل".

متلازمة كابكراس أم المنتحل تسبب تخيلات لمصابيها /Shutterstock
متلازمة كابكراس أم المنتحل تسبب تخيلات لمصابيها /Shutterstock

فضائيون ووحوش يتقمصون دور العائلة 

تعد متلازمة كابجراس "Capgras" أو متلازمة المنتحل "Imposter Syndrome" من الأمراض النفسية النادرة، التي تجعل الشخص المصاب بها يعتقد أن شخصاً أو أكثر من المحيطين به قد استُبدلوا بأشخاص منتحلين أو كائنات أخرى "فضائية أو وحوش"، قد تقمصت الشخصية.

في أغلب الأحيان يكون الشخص المنتحل هو الزوج أو الزوجة أو أحد أفراد العائلة القريبة، بالإضافة إلى الأصدقاء المقربين.

سمي المرض بـ"كابجراس" نسبة إلى الطبيب النفسي الفرنسي "جوزيف كابجراس"، حيث اكتشف هذا الاضطراب لأول مرة من خلال زميله سنة 1923. يعرف وهم كابجراس في اللغة الفرنسية بـ"L'illusion des sosies"، هذه التسمية التي تعني وهم المتشابهين.

تعد متلازمة المحتال واحدة من بين الحالات المصنفة على كونها متلازمات وهمية خاطئة، تؤثر هذه الحالة على فئات متعددة من البشر، لكنها أكثر شيوعاً بين النساء عن الرجال.

تختلف الأعراض تبعاً للمرض الذي يلازمه وهم كابجراس، لكن في الغالب تتميز المتلازمة بالتوهم. فقد يشعر المصاب بأن الأشخاص القريبين منه جداً في العلاقة قد تم استبدالهم بأشخاص آخرين منتحلين.

يُعرف المنتحل بالنسبة للمصاب على أنه شخص خيالي، أو كائن فضائي، أو حتى إنسان آلي. في هذه المتلازمة يكون هناك اقتناع تام من قبل المريض على أن هذا الوهم حقيقة، ولا يمكن إقناعه بشتى الطرق، أو حتى باستخدام الأدلة والبراهين.

لذا قد يتحول المريض إلى شخص عنيف إذا لم يقدم له العلاج، بل إنه من الممكن أن يشكل خطراً بالنسبة للأشخاص المقربين له، من الممكن أن يقتله؛ لاقتناعه التام بأنه مخلوق شرير. 

أسباب الإصابة بمتلازمة كابجراس

لم يتمكن العلماء إلى الآن من التعرف على السبب الحقيقي وراء وهم كابجراس، لكن هناك مجموعة من النظريات المتعلقة بأسباب النظرية، إذ يعتقد بعض الباحثين أن وهم كابجراس ناتج عن مشكلة في الدماغ. 

بينما يعتقد البعض الآخر أنه ناتج عن مزيج من التغيرات الجسدية والمعرفية، بل والعاطفية، إذ من الممكن أن يؤثر الانفصال في تفاقم هذه الأعراض، في حين أن البعض الآخر يعتقد أن السبب في ذلك يعود للخطأ في معالجة المعلومات أو الإدراك، متزامناً مع الذكريات المفقودة. ومن بين الأسباب ما يلي:

  • اضطرابات المزاج.
  • من يعانون من قلق الاضطهاد، وخاصةً بعد تعرضهم لصدمة نفسية كبيرة.
  • تعاطي المخدرات.
  • مرض ألزهايمر أو الخرف.
  • انفصام في الشخصية.
  • ورم في الدماغ.
  • خلل هرموني.
حل المشكل المتسبب في المتلازمة قد يكون الحل /Shutterstock
حل المشكل المتسبب في المتلازمة قد يكون الحل /Shutterstock

كيفية علاج متلازمة كابجراس 

لا يوجد علاج فعال لمتلازمة كابجراس حالياً، لكن هناك مجموعة من الخيارات التي يمكن أن تندرج ضمن خطوات العلاج، حسب المجلة الأمريكية "Michigan Health"، من بينها:

  • حل المشكل الرئيسي في المرض: يعتمد الأطباء على علاج مسببات المرض للحد أو للشفاء من متلازمة الكابجراس.
  • العلاج الدوائي: رغم عدم وجود دواء فعال للمرض فإن الأطباء يستخدمون مثبطات إنزيم الكولين استريز وهو إستراز يقوم بحل الإسترات المعتمدة على الكولين، والتي يُمثل العديد منها ناقلات عصبية. وبالتالي فهو واحد من اثنين من الإنزيمات التي تحفز التحلل المائي لهذه الناقلات العصبية الكولينية، وبالتالي تحسين النواقل العصبية المسؤولة عن الذاكرة مثل:
  1. أدوية الذهان.
  2. مضادات مرض القلق.
  3. الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • العلاج النفسي أو السلوكي: وذلك من خلال محاولة خلق بيئة إيجابية، وودية يشعر فيها المصاب بالمزيد من العطف والأمان، وتخفيف القلق، والعنف عند المريض. 

تعمل التقنيات المستخدمة سواء في العلاج النفسي، أو السلوكي على تحسين حالة المريض. يتم ذلك من خلال إعطاء مقدم الرعاية الصحية تذكيرات متكررة بالوقت والمكان الحالي، مثل التذكير بأحداث الحياة الرئيسية، أو التغييرات جوهرية.

  • العلاج التثبيتي: وهي تقنية يلجأ إليها مرافقو الرعاية الصحية، تعتمد على دعم الأوهام بدلاً من رفضها، هذا الإجراء يقلل من نوبات القلق التي تنتاب المصابين بالمتلازمة.

كيفية رعاية أصحاب متلازمة كابجراس

هناك بعض من الاستراتيجيات التي من الممكن تطبيقها في التعامل مع ذوي المتلازمة من بينها:

  • اعترف بمشاعرهم
  • حاول أن تراعي المصاب من الناحية العاطفية، وخاصةً إذا كان هناك شعور تجاهك بأنك محتال أو غيره.
  • حاول أن تدخل إلى عالمهم إن كان ذلك ممكناً، وتعرف إلى أي درجة يكون هذا الوهم مرعباً لهم.
  • لا تناقشهم، أو تحاول تصحيح أخطاءهم.
  • حاول أن تجعلهم يشعرون بالأمان.
تحميل المزيد