شهدت أستراليا أول إصابة بـ"دفتِيريا الحلق" (الخُنَّاق) لأول مرة منذ قرن، وأصيب بها طفل عمره عامان، ونُقل على أثرها إلى العناية المركزة.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأحد 3 يوليو/تموز 2022، إن "الدفتِيريا" عدوى بكتيرية معدية ومميتة، تصيب الحلق واللوزتين في أشد حالات الإصابة، وتؤدي إلى تكوين غشاء سميك أبيض مائل للرمادي يغطي الحلق واللوزتين ويتعذَّر معه البلع والتنفس.
من جانبها، قالت وحدة الصحة العامة بولاية نيوساوث هيلز الأسترالية، التي وقعت الإصابة في نطاقها، إن عدوى الخُنَّاق يمكن أن تتسبب في تورم الرقبة، وقد تُفضي السموم التي تكونها بكتيريا الخناق وتُفرزها، إلى التهاب عضلة القلب وتلف الأعصاب.
يُعد الخُنَّاق مرضاً مميتاًَ، ويسبب الوفاة بنسبة تتراوح بين 5% و10% من المصابين به، وكانت وحدة الصحة العامة بولاية نيوساوث ويلز الأسترالية قد أعلنت السبت 2 يوليو/تموز 2022 عن إصابة الطفل بعدوى الخُنَّاق.
تبيَّن أن الطفل لم يتلقَّ تطعيم الوقاية من الخُنَّاق، لكن أفراد أسرته وغيره من المخالطين المقربين تلقوا العلاج الوقائي للحدِّ من مخاطر انتقال العدوى، وتشمل الوقاية بعد التعرض لجراثيم الخُنَّاق المضادات الحيوية والتحصين.
أُودع الطفل بوحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات كوينزلاند وتلقَّى مضادات الخُنَّاق ومضادات حيوية، ودعماً للجهاز التنفسي.
بدوره، قال بول دوغلاس، مدير وحدة الصحة العامة في الساحل الشمالي الأسترالي، إنه لا توجد مخاطر تتعلق بانتقال العدوى إلى المجتمع على نطاق واسع، لكن يجب على العائلات توخي الحذر، والتحقق من تحصين أطفالهم.
أضاف دوغلاس أن "الخُنَّاق نادر جداً في أستراليا بسبب برنامجنا الذي نتبعه منذ أمد طويل لتحصين الأطفال. ومع ذلك، فإن الإصابة بهذا المرض لها تداعيات خطيرة للغاية تصل إلى الوفاة. التطعيم ضد الخُنَّاق مجاني ومتاح بسهولة عند الطبيب العام للجميع، من عمر ستة أسابيع".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه لم يبلغ عن أي حالات إصابة أخرى بخُنَّاق الحلق في نيوساوث ويلز طوال هذا القرن، لكن السجلات أوردت حالات إصابة أخرى بالخُنَّاق أقل خطورة، وهي خُنَّاق الجلد في المقام الأول، في مناسبات نادرة.
وقالت وحدة الصحة بولاية نيوساوث ويلز إن الخُنَّاق كان سبباً شائعاً للوفاة بين الأطفال حتى الأربعينيات من القرن الماضي، لكن المرض لا يشيع الآن إلا في بعض البلدان التي تنخفض فيها معدلات التطعيم ضده.
يُشار إلى أن عدوى المرض تنتشر من خلال السعال والعطس، ويمكن أن تنتقل أيضاً عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة.