المذاق الحلو هو واحد من 5 مذاقات أساسية على الأقل تكتشفها براعم التذوق في لسان الإنسان الطبيعي، وتشمل الأنواع الأخرى الحموضة والملوحة والمرارة ونكهة متوازنة تسمى أومامي.
وعادة لا يتم استشعار المذاق الحلو إلا بعد تناول شيء يحتوي على السكر، سواء بشكل طبيعي أصلي مثل العسل أو الفاكهة، أو من شيء معالج ومصنوع مثل الآيس كريم والمصاصات مثلاً.
ومع ذلك يمكن لبعض الحالات الطبية والمشاكل الصحية الكامنة أن تجعل الشخص يشعر بطعم حلو في فمه، حتى لو لم يأكل شيئاً حلواً، ويكون حينها هذا العَرَض بمثابة تحذير ينبغي الانتباه له والكشف وراءه قبل تطوّره.
في هذا التقرير نستعرض أسباب المذاق الحلو من دون سبب في الفم، والمشاكل الصحية التي قد تكون السبب وراء ذلك، ومتى ينبغي تحديداً التواصل مع الطبيب المختص لعلاج المشكلة.
أسباب المذاق الحلو بالفم
لا يزال الأطباء يبحثون عن أسباب هذا العَرَض غير العادي، ومع ذلك هناك بعض الأسباب المعروفة والأكثر شيوعاً لذلك، وتشمل ما يلي:
1- مشاكل التمثيل الغذائي
مثل مرض السكري أو الكيتوزية أو اضطراب الغدة الدرقية، إذ يمكن أن تؤثر الاضطرابات الأيضية على قدرة الجسم على التذوق الصحيح، ما يتسبب في ظهور طعم حلو في خلفية الفم، وتفضيل كبير للأطعمة ذات المذاق الحلو لأنها تُعوض احتياج الجسم غير المتوازن.
وبحسب موقع Animated Explanation، لا يُعد من المستغرب أن يسبب مرض السكري طعماً حلواً في الفم، لأنه يأتي من خلل وظيفي داخل الجسم، إذ يؤثر على التمثيل الغذائي الكلوي للأنسولين، الذي يدير مستوى السكر في مجرى الدم.
ومع ذلك، فمن الشائع أيضاً ألا يشعر الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري بمذاق السكر مثل الآخرين، وغالباً ما تنحرف حاسة التذوق لديهم بسبب المرض، ما قد يتسبب في مشاكل خطيرة لأنهم يتوقون إلى السكر بشكل أكبر من غيرهم، لأنهم لا يشعرون بالطعم الحلو في أفواههم.
وإذا تناولوا الكثير من السكر فقد تكون النتيجة النهائية هي الالتهاب أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو ضعف جهاز المناعة، ما قد يجعلهم يمرضون بسهولة أكبر.
ويمتلك الأشخاص الذين يُعالَجون من مرض السكري حلولاً لهذه المشكلة، من خلال تنظيم مستويات الأنسولين والسكر في الدم، لذلك يجب ألا ينتابهم هذا الإحساس بالطعم الحلو بعد تلقي العلاج المناسب، واتباع نظام غذائي صارم يوضحه الأخصائي للمريض عند تشخيص الإصابة بمرض السكري.
2- مشاكل عصبية
المشاكل العصبية مثل السكتة الدماغية واضطراب النوبات أو الصرع، جميعها يمكن أن تتسبب في حدوث الطعم الحلو في الفم، إضافة إلى عدد من الأعراض المبكرة للمشاكل العصبية.
3- الفيروسات
وفقاً لموقع Healthline، تؤدي الإصابة ببعض الفيروسات إلى استشعار المذاق الحلو بالفم، خاصة تلك الفيروسات التي تهاجم قدرة الجسم على الشم والتذوق، إذ يمكن أن تؤدي الاضطرابات في نظام حاسة الشم للجسم إلى حدوث المذاق المسكَّر في الفم.
4- عدوى الجيوب الأنفية والأنف والحنجرة
تتسبب بعض أنواع البكتيريا في إصابة الشخص المصاب بالمذاق الحلو في الفم، وخاصة بكتيريا pseudomonas الموجودة على نطاق واسع في البيئة، مثل التربة والمياه والنباتات، وهي عادة لا تُسبب التهابات للأشخاص الأصحاء، وفي حال حدثت العدوى عند شخص سليم تكون الأعراض خفيفة بشكل عام.
5- مرض الارتداد المعدي المريئي GERD
عند الإصابة باضطرابات المعدة الحادة مثل مرض الارتداد المعدي المريئي يعود حمض المعدة إلى الحلق والفم، ما يسبب طعماً مُراً في الحلق، أو حلواً في بعض الأحيان.
ويحدث مرض الجَزْر المَعدي المريئي عندما يتكرر ارتداد حمض المعدة إلى الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة، وهو المريء، ويمكن أن يؤدي هذا الارتجاع الحمضي إلى تهيّج بطانة المريء.
يواجه الكثير من الأشخاص الارتجاع الحمضي من وقت إلى آخر، بتكرار قد يبلغ مرتين على الأقل في الأسبوع، ويستطيع معظم الأشخاص السيطرة على الانزعاج الناتج عنه بإدخال تغييرات في نمط الحياة، وباستخدام الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية.
6- الحمل
تعاني العديد من النساء من طعم غريب في أفواههن في المراحل الأولى من الحمل، وقد تصفها بعض النساء بأنها حلوة أو معدنية أو بمذاقات غير طبيعية، مثل مذاق الطين أو الصابون وغير ذلك.
ووفقاً لموقع Healthline، يُسبب الحمل نظراً للتغيّرات الجسدية الكبيرة أثناءه حدوث طعم حلو في الفم من خلال التأثير على نظام الجسم الحسّي أو العصبي. وهذا النظام المُعقَّد من أجهزة الاستشعار يتأثر بالهرمونات في الجسم والاختلافات الطارئة عليه خلال أشهر الحمل المختلفة.
7- عادات غذائية خاطئة
كشفت الدراسات أن عادات الأكل السيئة يمكن أن تتسبب أيضاً في حدوث المذاق الحلو في الفم، وفي إحدى التجارب العلمية التي نشرتها مجلة Nutrients للأبحاث الغذائية عام 2017، وُضعت مجموعة من الرجال على نظام غذائي غير متوازن لمدة 60 يوماً متواصلة.
ومن الآثار المترتبة على ذلك أن بعضهم بدأ يتذوق مذاقاً حلواً في أفواههم في المعتاد، دون أن يأكلوا أي شيء من شأنه أن يفسر هذا الإحساس، بينما شعر آخرون أيضاً بمذاقات حامضة أو مالحة أو دهنية خلال نفس الدراسة.
نقص الزنك والفوليك أسيد وفيتامين ب
لفت موقع Animated Explanation أن استشعار المذاق الحلو في الفم بدون سبب يمكن أن يحدث بسبب نقص الزنك وحمض الفوليك وفيتامين ب في النظام الغذائي الخاص بالشخص المصاب.
وفي حال كان الأمر كذلك، فالحل يكمُن في إعادة التوازن إلى نظامك الغذائي. إذا كنت لا تعرف كيفية القيام بذلك فإن أفضل طريقة هي زيارة خبير تغذية يقوم بإعداد نظام غذائي متوازن يتناسب مع احتياجاتك.
وقد تكون محاولة تغيير نظامنا الغذائي بالكامل أمراً صعباً، لدرجة أن النتيجة ستكون غالباً غير ناجحة، وفي النهاية نعود إلى عاداتنا السيئة المعتادة، ومع ذلك، بمساعدة أخصائي التغذية، سيتم إعادة تنظيم النظام الغذائي وفقاً للوجبات التي نحب تناولها، عن طريق إزالة أو إدخال طعام معين بداخله وتناول بعض المكملات الغذائية الضرورية إذا لزم الأمر.
علاج الشعور بالمذاق الحلو بدون سبب
يشير موقع Cleveland Clinic الطبي، إلى أن نظافة الفم الجيدة يمكن أن تكون مفتاحاً لعلاج إحساس الحلاوة في الفم. ففي بعض الأحيان يساعدك تنظيف اللسان بالفرشاة على التخلص من البكتيريا التي تعيش في الشقوق بشكل مؤقت، وقد تؤدي لحدوث هذا المذاق.
كما يمكنك تجربة غسول الفم الذي يحتوي على الكحول لتقليل البكتيريا في الفم، والتي قد تسبب المذاق الحلو بالفم من دون أسباب واضحة.
بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن ارتجاع الحمض المريئي قد يكون سبباً محتملاً، فإنه من المهم أيضاً التأكد من وجود 4 ساعات على الأقل بين وقت تناول وجبتك الأخيرة في اليوم وموعد الذهاب إلى الفراش.
علاوة على ذلك، فإن استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك وحتى طبيب الأذن والأنف والحنجرة يمكن أن يضعك على الطريق نحو إيجاد حل، وبمجرد أن يلقي أحدهم نظرة على نظام الشم ويتحقق من صحة اللسان يمكن أن يكون مفيداً للغاية.
أخيراً، يُعد التحدث مع الطبيب خطوة مهمة من حيث معرفة ما إذا كانت الأعراض مرتبطة بمرض السكري أم لا.