التعرُّق أمر طبيعي، وجزء أساسي جداً من كيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته. ومن الأوقات التي يكون فيها التعرق بغزارة عند الجلوس في الساونا أو ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية، أو عند الوقوف تحت الشمس القوية، إلا أن الاستيقاظ بسبب غزارة التعرُّق في منتصف الليل أمر مختلف.
ويمكن تعريف التعرق الليلي بأنه التعرق الزائد عن الطبيعي من الجسم خلال ساعات النوم، ويكون بصورة كثيفة تتداخل مع عُمق وجودة النوم والقدرة على الشعور بالراحة.
ويمكن أن يحدث التعرق الليلي خلال ساعات النوم دون بذل أي مجهود بدني، فهو لا يكون بسبب استخدام غطاء ثقيل أو النوم قرب المدفأة، بدلاً من ذلك، قد يكون الأمر بسبب بعض المشكلات الصحية.
ويمكن أن يؤدي التعرق الليلي إلى تقليل جودة النوم والانزعاج الشديد والإرهاق وإثارة قلق شريكك في الفراش، في هذا التقرير نستعرض أسباب هذه الحالة وأعراضها، ومتى تكون عرضاً لإحدى الحالات الصحية الكامنة.
أسباب التعرق الليلي
هناك العديد من الأسباب المختلفة للتعرق الليلي، وبخلاف الحالات التي قد تستلزم إجراء الطبيب الفحوصات المفصّلة لتحديد كفاءة وظائف الجسم، هناك بعض الحالات المعروفة التي يمكن أن تسبب التعرق الليلي وفقاً لموقع WebMD، وهي كما يلي:
1- سن اليأس: يمكن أن تحدث الهبات الساخنة المصاحبة لانقطاع الطمث في الليل أثناء ساعات النوم، ما يسبب التعرق. ويُعد هذا سبباً شائعاً جداً للتعرق الليلي عند النساء.
2- فرط التعرق مجهول السبب: هي حالة ينتج فيها الجسم بشكل مزمن الكثير من العرق دون أي سبب طبي محدد وليس لها علاج.
3- الالتهابات: السل هو العدوى الأكثر شيوعاً عندما يتعلق الأمر بالتعرق الليلي، لكن الالتهابات البكتيرية، مثل التهاب الشغاف (التهاب صمامات القلب) والتهاب العظام، والخرّاجات يمكن أن تسبب التعرق الليلي، وهو أيضاً أحد أعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
4- السرطانات: يعتبر التعرق الليلي من الأعراض المبكرة لبعض أنواع السرطان، أكثر أنواع السرطانات المرتبطة بغزارة العرق خلال ساعات النوم هو سرطان الغدد الليمفاوية. ومع ذلك كثيراً ما يعاني الأشخاص المصابون بسرطان غير مشخص من أعراض أخرى أيضاً، مثل فقدان الوزن غير المبرر والحمى.
5- الأدوية: يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية إلى التعرق الليلي. الأدوية المضادة للاكتئاب هي نوع شائع من الأدوية يمكن أن يؤدي لهذه الحالة، ويعاني ما بين 8% إلى 22% من الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للاكتئاب من التعرق الليلي، كما ارتبطت عقاقير نفسية أخرى أيضاً بالعرض ذاته، إضافة إلى الأدوية التي يتم تناولها لخفض الحمى، مثل الأسبرين والأسيتامينوفين.
6- نقص سكر الدم: يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى التعرُّق، وقد يعاني الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين أو أدوية السكري عن طريق الفم من نقص السكر في الدم، المصحوب بنوبات من التعرق خلال الليل.
7- اضطرابات الهرمونات: يمكن ملاحظة التعرق أو الاحمرار كعرض مصاحب للعديد من الاضطرابات الهرمونية، بما في ذلك ورم القواتم والمتلازمة السرطاوية وفرط نشاط الغدة الدرقية.
ومن بين الحالات الصحية المسببة للتعرق الليلي وفقاً لموقع Mayo Clinic:
- اضطرابات القلق.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- الاعتلال العصبي اللاإرادي (تلف الأعصاب اللاإرادية).
- داء البروسيلات (عدوى بكتيرية).
- المتلازمة السرطاوية (نوع معين من الأورام السرطانية في الأمعاء).
- إدمان المخدرات وأعراض الانسحاب.
- التهاب الشغاف (عدوى تصيب البطانة الداخلية للقلب).
- فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز.
- سرطان الغدد الليمفاوية (مرض هودجكين).
- فَرط نشاط الغدة الدرقية.
- سرطان الدم
- تليف النخاع (اضطراب نخاع العظم).
- التهاب العظم والنقي (التهاب العظم).
- ورم القواتم (ورم نادر في الغدة الكظرية).
- الخراج القيحي (تجويف مليء بالصديد بسبب عدوى).
- اضطرابات النوم (مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي).
- السكتة الدماغية.
- تكهف النخاع (كيس مملوء بسائل في الحبل الشوكي).
- مرض الغدة الدرقية.
- مرض الدرن.
متى ينبغي استشارة الطبيب؟
في الغالبية العظمى من الحالات لا يكون التعرق الليلي مدعاة للقلق، لكن في بعض الحالات قد يكون علامة على حالة طبية أساسية تتطلب العلاج.
وبالتالي اطلب العناية الطبية إذا كنت تعاني من التعرق الليلي الذي يحدث بشكل متكرر ومزمن، أو يزعج نومك ويحرمك من الحصول على كفايتك اليومية، أو حين يأتي مصحوباً بأعراض أخرى.
وقد يكون التعرق الليلي المصحوب بارتفاع في درجة الحرارة أو السعال أو فقدان الوزن غير المبرر علامة على حالة طبية خطيرة.
وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من سرطان الغدد الليمفاوية أو فيروس نقص المناعة البشرية، قد يكون التعرق الليلي علامة على تقدم الحالة.
العلاجات المتوفرة وطرق تقليل الأعراض المزعجة
لعلاج التعرق الليلي، قد يتخذ الطبيب بعض الخطوات لمعالجة السبب الكامن وراء المشكلة، وعادة ما تعتمد خطة العلاج الموصى بها على التشخيص المحدد.
وفي حال كان العرق الليلي نتيجة لانقطاع الطمث، فقد يوصي الطبيب بالعلاج الهرموني.
ويساعد هذا العلاج في تقليل عدد الهبات الساخنة التي تعاني منها المرأة خلال مرحلة انقطاع الطمث، وتخفيف الأعراض الأخرى.
أما إذا كانت العدوى الكامنة هي سبب التعرق الليلي، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات أو أدوية أخرى للمساعدة في العلاج.
وقد ينصح الطبيب مريضه المصاب بالتعرق الليلي بتعديل عادات نومه. إذ قد تساعد إزالة البطانيات من سريرك أو ارتداء بيجاما أخف أو فتح نافذة في غرفة نومك على منع فرط التعرُّق والتخفيف من الأعراض.
وقد يكون من المفيد أيضاً استخدام مكيف الهواء أو المروحة، أو إيجاد مكان بارد للنوم. كما يمكن تقليل حدة الأعراض من خلال تقليل استهلاك الكافيين والكحول والتبغ والمواد المخدرة.
ويُنصح بالحفاظ على درجة حرارة منخفضة نسبياً في غرفة نومك خلال ساعات الليل. وعدم ممارسة الرياضة أو تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أو استهلاك المشروبات الدافئة قبل موعد النوم.
احصل على رعاية طبية فورية إذا كنت تشك في إصابتك بعدوى أو مرض آخر كامن وراء المشكلة، واطلب من طبيبك الحصول على مزيد من المعلومات حول حالتك المحددة وخيارات العلاج واستراتيجيات منع التعرق الليلي الملائمة لك.