البقع الجلدية ذات الألوان المتغيرة هي مناطق غير منتظمة الشكل أو الملمس تتعرض لنوع من أنواع التغيرات في اللون، سواءً باللون الداكن أو باللون الأفتح من درجة لون الجلد الطبيعية. وهي مشكلة شائعة لها مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة.
ومن بين بعض الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث البقع الجلدية، الأمراض الجلدية أو الإصابات أو المشاكل الالتهابية المختلفة، كما قد تشير البقع الداكنة أو الأفتح لوناً في بعض الحالات إلى بعض الأمراض والحالات الصحية الكامنة.
كما قد تظهر البقع الجلدية متغيرة اللون أيضاً بشكل شائع في جزء معين من الجسم، بسبب اختلاف مستويات الميلانين. والميلانين هو المادة التي تزود البشرة بلونها الطبيعي وتحميها من أشعة الشمس الضارة. ولكن عندما يكون هناك إفراط في إنتاج الميلانين بمنطقة معينة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيُّر لون الجلد.
أولاً: البقع الجلدية الداكنة
البقع الداكنة على الجلد ليست مدعاة للقلق ولا تحتاج علاجاً، على الرغم من أن الناس قد يختارون إزالتها لأسباب تجميلية. واعتماداً على السبب، قد يطلق الناس على بعض أنواع البقع الجلدية الداكنة اسم بقع الشيخوخة أو البقع الشمسية.
ويمكن أن تتراوح البقع الداكنة على الجلد بين درجات البني الفاتح والبني الداكن.
وقد يعتمد لون البقع الداكنة على لون بشرة الشخص. لكن في العادة تكون البقع الجلدية الداكنة من نسيج الجلد نفسه ولا تكون مؤلمة أو مختلفة في الملمس.
وتختلف البقع الداكنة في الحجم ويمكن أن تظهر بأي جزء من الجسم ولكنها أكثر شيوعاً في المناطق التي غالباً ما تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، مثل: ظهر كفَّي اليدين، والوجه، والظهر، والأكتاف.
ولدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، عادةً ما تتلاشى البقعة التي تكون أغمق من الجلد في غضون 6 إلى 12 شهراً. بينما قد تستهلك البقع الجلدية الأغمق سنوات حتى تتلاشى.
أسباب البقع الجلدية الداكنة
هناك عدة أسباب مختلفة لظهور البقع الداكنة، وبحسب Medical News Today فهي كالتالي:
1- أشعة الشمس
يُطلق عليها أيضاً اسم البقع الشمسية أو التصبغات الشمسية، ويمكن أن يصاب الأشخاص ببقع داكنة على جلدهم بعد التعرض لأشعة الشمس أو أسرّة التسمير.
وهي تحدث في مناطق الجسم التي تتعرض لأكبر قدر من التعرض لأشعة الشمس، مثل الوجه أو اليدين أو الذراعين.
ويمكن الحماية منها باستخدام واقي الشمس، وارتداء الطبقات الحامية من الأشعة المباشرة، واتقاء الخروج في ساعات الظهيرة.
2- التغيرات الهرمونية
الكلف هو حالة جلدية تؤدي إلى ظهور بقع صغيرة من تغير لون الجلد. هذه الحالة أكثر شيوعاً عند النساء، خاصة أثناء الحمل أو بعد انقطاع الطمث.
ووفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، قد تؤدي الهرمونات إلى تحفيز الكلف.
3- الآثار الجانبية للدواء
يمكن أن تزيد بعض الأدوية التصبغات والبقع الجلدية؛ ما يؤدي إلى ظهور البقع الداكنة. ومن المسببات الأكثر شيوعاً العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، والتتراسيكلينات، والأدوية المرتبطة بالعلاج العقلي.
4- الالتهابات والتهيجات
يمكن أيضاً أن تظهر البقع الداكنة بعد نوبة التهابات جلدية. وقد يحدث الالتهاب لأسباب مختلفة، منها الإكزيما والصدفية وإصابة الجلد بجروح وحَب الشباب وغيرها. كذلك يمكن أن تهيِّج الجلدَ منتجاتُ الجلد أو الشعر التجميلية؛ مما يؤدي إلى تكون بقع داكنة.
5- داء السكري
يمكن أن يتسبب مرض السكري في أن تصبح مناطق الجلد أغمق من المعتاد لها.
وتشمل الحالات المصاحبة لمرض السكري، الذي يسبب الجلد الداكن، بقع الساق أو اعتلال الجلد السكري والذي قد يخلط الناس بينه وبين بقع التصبغات العمرية.
ثانياً: البقع الجلدية الفاتحة
غالباً ما تظهر البقع البيضاء على الجلد عندما تنحصر بروتينات الجلد أو الخلايا الميتة تحت سطح الجلد. وقد تحدث أيضاً نتيجة تصبُّغ أو فقدان اللون في البشرة.
وفي العادة لا ينبغي للبقع البيضاء على الجلد أن تسبب القلق أو تتبعها أعراض أخرى.
ومع ذلك، من المهم أن يقوم طبيب الأمراض الجلدية بفحص البقع البيضاء لفهم سببها وأفضل طريقة لعلاجها؛ لكيلا تكون عرضاً لحالة صحية كامنة وخطيرة.
فيما يلي، أبرز الأسباب وراء حصول البقع الجلدية فاتحة اللون، وكيف يمكن التعامل معها.
1- البقع الشمسية أو نقص التصبُّغ النقطي
البقع الشمسية هي بقع بيضاء حيث فقد الجلد صبغته. ولا تسبب هذه البقع عادةً أي أعراض، وقد يبلغ حجمها من 1 إلى 3 ملليمترات، وتميل إلى الظهور أولاً على الساقين قبل أن تتطور وتصل إلى الذراعين وأعلى الظهر والوجه.
وبحسب Medical News Today، لم يتأكد الباحثون بعدُ من أسباب البقع الشمسية. وقد تشمل الأسباب نقص الميلانين، والعوامل الوراثية، وعوامل التقدم في السن.
وفي حين أن التعرض المفرط للشمس دون حماية يمكن أن يساهم في خطر الإصابة بسرطان الجلد، فإن البقع الشمسية بحد ذاتها لا تشير إلى الإصابة بالسرطان.
ومع ذلك، فهي غير ضارة على الأغلب، ومعالجتها مسألة تجميلية. وفيما يلي، الأسباب التي قد تؤدي لحدوث البقع الجلدية فاتحة اللون.
2- السعفة المبرقشة أو النخالية المبرقشة
يعاني الأشخاص المصابون بالسعفة المبرقشة من نمو الفطريات على سطح الجلد بشكل خارج عن السيطرة.
وتسبب تلك الفطريات بقعاً جافة متشققة ومثيرة للحكَّة تكون إما أفتح وإما أغمق من الجلد المحيط. وعادةً ما تنمو هذه البقع ببطء إلى حد ما وغالباً ما تتجمع معاً.
وفي بعض الأحيان، قد تكون أعراضها ملحوظة فقط عندما يكون لدى الشخص اسمرار في المنطقة المصابة. وتميل الأعراض إلى أن تصبح أكثر وضوحاً في البيئات الدافئة والرطبة بالجسم.
3- مرض النخالية البيضاء
النخالية البيضاء هي حالة جلدية منتشرة نسبياً وغير سرطانية تُسبب بقعاً حمراء متقشرة ومثيرة للحكَّة. وتلتئم تلك البقع الجلدية في النهاية وتترك وراءها بقعاً بيضاء باهتة.
وتميل تلك الحالة إلى التطور عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و16 عاماً، وعادةً ما تؤثر على الوجه بشكل أساسي، ولكنها قد تؤثر أيضاً على الرقبة والكتفين والذراعين.
وتعتبر النخالية الصباغية نوعاً نادراً من الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وإن لم يتم الإبلاغ عنها في الوقت الملائم فقد تسبب تداعيات أكبر. تتسبب في ظهور بقع متقشرة بيضاء مزرقّة تحددها بقعة من الجلد الفاتح للغاية.
4- مرض البهاق
يعاني الأشخاص المصابون بالبهاق من ظهور بقع بيضاء على الجلد في الأماكن التي تتدمر فيها الخلايا التي تصنع صبغة الجلد أو اللون.
وعلى الرغم من الأبحاث المتواصلة فإن الباحثين غير متأكدين من أسباب البهاق حتى اليوم. وهو في العموم حالة من أمراض المناعة الذاتية يتضرر فيها الجهاز المناعي عن طريق الخطأ بالخلايا السليمة.
وتميل البقع البيضاء إلى الظهور في الأماكن المعرضة للشمس، وقد تتطور ببطء أو تنتشر بسرعة. وفي العادة يسري البهاق بشكل وراثي، ويلاحظ معظم المصابين تغير لون الجلد لديهم لأول مرة في العشرينيات من عمرهم.
5- مرض ميليا
يسبب مرض ميليا نتوءات بيضاء مرتفعة على الجلد مثل الحبوب الصلبة والبارزة وغير المؤلمة والتي تكون باللون الأبيض. ويتراوح عرض تلك النتوءات أو الحبوب بين 1 و4 ملم عن سطح الجلد.
وتظهر الميليا الأوَّلية بشكل عشوائي، عندما يصبح الكيراتين، وهو بروتين يساعد على تصلب الطبقة الخارجية من الجلد، محاصراً تحت الجلد ويشكل كيساً مملوءاً بالسوائل.
وتتطور الميليا الثانوية نتيجة الصدمة الناتجة عن إصابات سطحية، مثل كشط الجلد وتلف الأنسجة والتقرح والتهاب الجلد. وقد تحدث الميليا الثانوية أيضاً كأثر جانبي لبعض الأدوية.
ضرورة مراجعة الطبيب لمعرفة احتمالات الإصابة بالسرطان
ينصح موقع Very Well Mind بزيارة طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك سنوياً لإجراء فحص للجلد، حتى لو كنت تعتقد أن أي شذوذ على بشرتك غير ضار وبسيط. وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون هناك ما يدعو إلى القلق بشأن البقع الداكنة، تذكَّر أن تغيرات البقع الجلدية يمكن أن تكون أحياناً علامة على الإصابة بالسرطان، خاصة عند اقترانها بتغيرات أخرى مثل النزيف والحكة والاحمرار.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يظهر السرطان الجلدي على هيئة بقعة شمسية مثل النمش، ويكون في الواقع نوعاً من الورم الميلانيني يسمى النمشة الخبيثة. إذا رأى طبيبك بقعة داكنة أو فاتحة اللون يمكنه ببعض الفحوص مثل الخزعة، معرفة ما إذا كانت البقع سرطانية أو عرضية لمرض معين أم لا.