كثيراً ما تحدث رعشة العين بشكل عارض فتصيبنا بالدهشة، ثم سرعان ما ننسى أمرها بعد ذلك. لكن أحياناً قد تزيد وتيرة حدوث تلك الرعشة بشكل قد يثير القلق والاستغراب.
في هذا التقرير نستعرض أسباب حدوث رعشة العين الأكثر شيوعاً، ومتى ينبغي التدخّل ومراجعتها لدى الطبيب لتجنُّب أي تطورات مُحتملة.
أسباب ظاهرة ارتعاش العين
تحدث ظاهرة رعشة العين نتيجة حدوث تشنُّج في العضلات بشكل لا يمكن التحكُّم فيه. وهي الحالة التي يسميها الأطباء والمختصّون "تشنُّج الجفن".
وتميل الحالة إلى الحدوث أكثر في الجفون العلوية للعينين. وفيها يتحرك هذا الغطاء كل بضع ثوانٍ، وعادةً يمتد لمدة دقيقة أو دقيقتين على الأكثر.
وبالنسبة لمعظم الناس، تحدث هذه التشنجات بشكل طفيف للغاية ويتم الشعور بها وكأنها شد لطيف في الجفن العلوي كما هو شائع، أو السفلي في بعض الأحيان أيضاً. ومع ذلك، قد يعاني البعض الآخر من تشنج قوي في الجفن لدرجة تدفعهم إلى غلق أعينهم كلياً.
ودائماً ما يصعُب التنبؤ بحدوث تلك النوبات من ارتعاش الجفن. وقد يحدث متقطعاً لعدة أيام. وقد ينقطع ولا يتكرر لأسابيع وشهور متواصلة.
وهذه التشنجات في العادة تكون غير مؤلمة أو ضارة أبداً، لكنها قد تسبب الإزعاج والحرج للشخص المصاب.وهي تُحل وتزول في معظم الأحيان من تلقاء نفسها دون الحاجة للحصول على علاج.
لكن في حالات نادرة، قد تكون تشنجات الجفن علامة تحذير مبكر لاضطراب حركي مزمن، خاصة إذا كانت تلك الحركة مصحوبة بتشنجات أخرى في الوجه أو حركات لا يمكن السيطرة عليها في العضلات.
أنواع رعشة العين وفقاً لدرجتها وأسبابها
هناك 3 أنواع لهذا النوع من تشنج الجفون، وهي بحسب WebMD كالتالي:
1- تشنُّج العين البسيط: غالباً ما يرتبط ارتعاش الجفن البسيط بأشياء يومية طبيعية مثل الشعور بالتعب أو الإجهاد أو استهلاك كمية كبيرة من الكافيين.
وقد تحدث الظاهرة أيضاً بسبب تهيج سطح العين (القرنية) أو الأغشية التي تبطِّن الجفون (الملتحمة).
2- تشنُّج الجفن الحميد: عادةً ما يظهر تشنج الجفن الأساسي الحميد في منتصف وحتى أواخر مرحلة البلوغ، وقد يزداد سوءاً بمرور الوقت. وهي حالة صحيّة شائعة وغير خطيرة، وهي أكثر شيوعاً بين النساء أكثر من الرجال.
ومع أنها ليست حالة خطيرة صحياً، ولكن بعض الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تتداخل مع حياتك اليومية الطبيعية وتسبب الحرج في المناسبات الاجتماعية.
وتبدأ هذه الحالة بالغمش المستمر أو تهيج العينين.
ومع تفاقم الأمر، قد يبدأ الشخص في المعاناة من حساسية تجاه الضوء، وتشوش الرؤية، وتشنجات في الوجه. وأحياناً قد تصبح التشنجات شديدة لدرجة أن تدفع الشخص إلى غلق جفنه لعدة ساعات متواصلة.
ويعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والجينات والظروف الحياتية المحيطة هي السبب وراء حدوث هذا العرض الصحي.
3- التشنُّج النصفي: يعتبر التشنج النصفي هو النوع الأكثر ندرة. ويشمل العضلات حول الفم والجفن. وعلى عكس النوعين الآخرين، فإنه عادةً ما يؤثر على جانب واحد فقط من وجهك. وفي أغلب الأحيان، يكون سبب الإصابة به هو وجود شريان يضغط على العصب الوجهي.
أسباب حدوث رعشة العين:
قد يرتعش الجفن لعدة أسباب، تتراوح من صدور إشارة غير عادية في الدماغ أو بسبب تشنُّج في عضلات الوجه. وتشمل الأمور اليومية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث رعشة العين، وفقاً لموقع Healthline الصحي:
1- تهيُّج العينين
2- إجهاد الجفن
3- الإعياء
4- قلة النوم
5- المجهود البدني
6- أحد الآثار الجانبية لدواء معين
7- الضغط العصبى
8- الاستخدام المفرط للكافيين، التبغ أو الكحول
وفي حال أصبحت التشنجات مزمنة ومتكررة، فقد يكون لديك ما يُعرف باسم "تشنج الجفن الأساسي الحميد" الذي أسلفنا ذكره.
وبالرغم من عدم وضوح أسباب الإصابة بهذا النوع من رعشة العين، لكن الأمور التالية عادة ما تزيد التشنجات سوءاً، وفقاً لـ Healthline أيضاً:
1- التهاب الجفن
2- التهاب الملتحمة أو الخنصر
3- عيون جافة
4- المهيجات البيئية، مثل الرياح أو الأضواء الساطعة أو الشمس أو تلوث الهواء
5- الإعياء
6- الحساسية للضوء
7- ضغط عصبي
8- الإفراط في التدخين وتناول المنبّهات أو الكحوليات
ومن المحتمل أن تتفاقم الحالة بمرور الوقت، وقد تؤدي في النهاية إلى إصابة الشخص بالرؤية الضبابية، وزيادة الحساسية للضوء، وتشنجات في الوجه.
ووفقاً للمنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة، فإن تشنج الجفن الأساسي له العديد من الأعراض المبكرة التي يمكن أن تساعد في تمييزه عن رعشة العين العارضة، وهي بحسب Medical News Today كما يلي:
1- حدوث تورُّم في واحدة أو كلتا العينين
2- رمش العين بشكل متكرر
3- معاناة عضلات أخرى في الوجه من تشنجات
4- تهيُّج العيون في الضوء الساطع والظروف الشديدة
5- استمرار التشنجات لمدة ساعة أو أكثر
رعشة العين بسبب اضطرابات دماغية أو إصابات الأعصاب
نادراً ما تكون تشنجات الجفن من أعراض اضطراب الدماغ أو الأعصاب الأكثر خطورة. وعندما تكون تشنجات الجفن نتيجة لهذه الحالات الأكثر خطورة، فإنها دائماً ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى.
وتشمل اضطرابات الدماغ والأعصاب التي قد تسبب تشنجات الجفن ما يلي:
- شلل الوجه النصفي (شلل الوجه)، وهو حالة تؤدي إلى تدلي جانب واحد من وجهك إلى أسفل.
- خلل التوتر العضلي، الذي يسبب تشنجات عضلية غير متوقعة والالتواء أو الانحناء الشديد في جزء المنطقة المصابة من الجسم.
- خلل توتر عنق الرحم (صعر تشنجي)، والذي يتسبب في تشنج الرقبة بشكل عشوائي والتواء الرأس في أوضاع غير مريحة.
- التصلب المتعدد (MS)، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي يسبب مشاكل في الإدراك والحركة، وكذلك التعب.
- مرض باركنسون، والذي يمكن أن يسبب ارتعاش الأطراف وتيبس العضلات ومشاكل التوازن وصعوبة التحدث.
- متلازمة توريت، والتي تتميز بالحركة اللاإرادية والتشنجات اللاإرادية اللفظية.
- ويمكن أن تتسبب خدوش القرنية غير المُشخَّصة أيضاً في تشنجات الجفن.
وفي حال كنت تعتقد أنك تعاني من إصابة في العين، فاستشر طبيب العيون على الفور. إذ يمكن أن تسبب خدوش القرنية ضرراً دائماً للعين.
متى تتطلب تشنجات الجفن ورعشة العين زيارة الطبيب المختصّ؟
نادراً ما تكون تشنجات الجفن خطيرة بما يكفي لتتطلب علاجاً طبياً طارئاً. ومع ذلك، قد تكون تشنجات الجفن المزمنة من أعراض اضطراب الدماغ أو الجهاز العصبي الأكثر خطورة.
ومن الممكن أن تحتاج إلى زيارة طبيبك إذا كنت تعاني من تقلصات مزمنة في الجفن بالإضافة إلى أي من الأعراض التالية:
- احمرار وانتفاخ العينين والمعاناة من إفرازات غير عادية.
- تدلّي الجفن العلوي من مكانه الطبيعي.
- انغلاق جفنك بالكامل في كل مرة ترتعش فيها عيناك.
- استمرار الشعور بوخز في العين لعدة أسابيع.
- تأثير الوخز على أجزاء أخرى من الوجه.
العلاج ودواعي الوقاية من رعشة العين العرضية
تزول معظم تشنجات الجفن ورعشة العين دون علاج في غضون أيام أو أسابيع قليلة. ولكن إذا لم تختف وعاودت الحدوث، يمكنك محاولة القضاء على الأسباب المحتملة أو تقليلها.
وأكثر أسباب ارتعاش الجفن شيوعاً هي الإجهاد والتعب وفرط استهلاك الكافيين.
ولتخفيف ارتعاش العين ، قد ترغب في تجربة ما يلي بحسب Healthline:
- تناول كمية أقل من الكافيين.
- احصل على قسط كافٍ من النوم.
- حافظ على ترطيب عينك بالدموع الاصطناعية أو قطرات العين التي تُصرف دون وصفة طبية من المتاجر والصيدليات.
- ضع ضغطاً دافئاً على عينيك عندما يبدأ التشنج.
وإذا تواصلت رعشة العين لديك بعد اتباع تلك الخطوات، فأنت على الأغلب بحاجة إلى استشارة الطبيب المختص منعاً لحدوث مضاعفات، وللبحث في احتمالية وجود سبب أساسي وراء تلك الأعراض.