في أكثر أوقات النوم هدوءاً، يُصدر بعض الأشخاص صوتاً عالياً كريهاً، ليس شخيراً، بل قد نتنفَّس بصوت عالٍ أثناء النوم، ويكون هذا الصوت أعلى من صوت أنفاسهم حينما يكونون مستيقظين.
لماذا قد نتنفس بصوت عالٍ أثناء النوم؟
الصوت الذي نصدره أثناء التنفس – سواء كنا مستيقظين أو نائمين – سببه اهتزاز الهواء الذي يتحرك خلال القصبة الهوائية، ويعتمد مدى ارتفاع أصوات التنفس على مدى ضيق القصبة الهوائية وسرعة مرور الهواء خلالها.
وبشكلٍ أكثر بساطة، اعتبر الدكتور تيموثي مورغنثالر، اختصاصي أمراض الرئة وطب النوم في موقع Mayo Clinic الطبي، أن القصبة الهوائية تشبه الآلة الموسيقية، ويختلف الصوت حسب قوة الضغط على الأوتار أو نفخ الهواء.
عندما تتنفس، فإن حركة الهواء السريعة التي تتدفق إلى مجرى الهواء العلوي – جزء من الجهاز التنفسي يمتد من الفم إلى الحنجرة – وتقلل الضغط في المجرى التنفسي بأكمله، ويمكن أن يؤدي تغيير الضغط هذا إلى انقباض مجرى الهواء العلوي مما يعيق التنفس، لكن عندما تكون مستيقظاً فإن الممرات الهوائية تبقى مفتوحة، عند خروج الهواء من المجرى العلوي، ولا يحدث هذا الانقباض.
قال مورغنثالر في حديثه لموقع Live Science الأمريكي: "لكون مجرى الهواء مفتوحاً، لا يكون التدفق مضطرباً، لذلك يتحرك الهواء دون إحداث الكثير من الأصوات، لكن عندما تكون نائماً، لا يكون رد الفعل بالقوة نفسها، وعادة ما ينقبض مجرى الهواء العلوي بشكل جزئي، ويصبح صوت التنفس أعلى".
النوم وخاصة أثناء مرحلة حركة العين السريعة، يؤدي أيضاً إلى انقباض عضلي أقل حول مجرى الهواء، بمعنى آخر، ترتخي العضلات التي تدعم مجرى الهواء، مما يسمح بانقباض القصبة الهوائية.
وعندما يضيق مجرى الهواء، تزداد سرعة تحرك الهواء خلاله ويزداد تذبذب الهواء ويصدر مزيداً من الأصوات، ويؤدي ضيق مجرى الهواء أيضاً إلى أن تصبح أنفاسك سريعة وغير عميقة؛ حيث قال مورغنثالر إن الشخص العادي يتنفس حوالي 14 مرة في الدقيقة أثناء الاستيقاظ و15 أو 16 مرة أثناء النوم.
ورغم أننا نتنفس على نحو أكثر تكراراً أثناء النوم، فإننا في الواقع نتلقى حينها كمية أقل من الأكسجين ونُخرج كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون لأن حاجة أجسامنا للتنفس ليست كبيرة مثلما نكون مستيقظين، نظراً لأننا نبذل مجهوداً أقل كثيراً أثناء النوم.
وإذا أصبحت القصبة الهوائية لدى الشخص ضيقة للغاية، فقد يبدأ في الشخير، وهذا يحدث عادة عندما يصل طول قطر مجرى الهواء إلى طول قطر ماصة المشروبات العريضة. وعندما يكون قطر مجرى الهواء صغيراً، لا يهتز الهواء داخله فحسب، بل تهتز أيضاً الأنسجة في هذه المنطقة، مما يسبب صوت الشخير. وعندما يضيق مجرى الهواء أكثر أثناء النوم، فقد يؤدي ذلك إلى انقطاع النفس، لهذا قد يستيقظ الشخص وهو يلهث بحثاً عن الهواء.
علاجات التنفس بصوت عالٍ أثناء النوم
هناك أسباب عديدة لعلاج مشكلة الصوت العالي أثناء التنفس وانقطاع النفس، بينها تجنب استهلاك المشروبات الكحولية الذي يرخي العضلات، وكذلك وضعية النوم غير الجيدة التي قد تجعل المجرى الهوائي ضيقاً.
إذ تكمُن أسهل طرق وقف الصوت المزعج أثناء النوم في النوم على جانبك، فحين تنام على ظهرك يسقط لسانك، ويتراجع فكّك، وتضغط الرقبة بوزنها على مجرى الهواء العلوي، وعموماً، يجعلك النوم على ظهرك أكثر عرضةً لاضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس النومي.
كذلك ينصح في مثل هذه الحالات بفقدان الوزن، نظراً لأن الدهون الزائدة حول مجرى الهواء قد تعيق التنفس، ويُمكن للأنسجة الدهنية الزائدة في الحلق والرقبة أن تُضيِّق الشعب الهوائية، وحين يندفع الهواء عبر فتحةٍ ضيّقة؛ تتقلّص الأنسجة المُحيطة بالفتحة بقوة، ما يرفع الصوت، علاوةً على أن دهون البطن ترفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى، ما يُضيّق الحجم المُتبقي للرئة.
لذلك فإن العلاج بالنسبة للشخص الذي يُعاني من السمنة المفرطة، يكمن في فقدان بعض الوزن الذي يُمكن أن يُساعد في فتح الشعب الهوائية.