غالباً ما يتم إجراؤها بشكل طارئ ومفاجئ، خوفاً من مضاعفات قد تؤدي لتسمم الجسم بالكامل. نتحدث عن عملية الزائدة الدودية الشائعة بكثرة حول العالم.
لكن ما هي، وما أعراضها ومتى يتم اللجوء للعملية بشكل فوري؟
لنتحدث أولاً عن الزائدة الدودية.. ما هي؟
تُمثّل الزائدة الدودية Appendix أنبوباً رفيعاً يصل طوله إلى ما يقارب 10 سم، ويقع في الغالب في الشق الأيمن من البطن، وبالتحديد في النقطة التي تصل الأمعاء الدقيقة بالأمعاء الغليظة.
ولم يستطع العلماء حتى اليوم معرفة الوظيفة الحقيقية للزائدة الدوديّة، ويعتقد البعض أنّها بلا فائدة؛ إذ إنّ استئصالها لا يؤثر في صحة المصاب عامةً ولا يؤدي لأية مشاكل صحية ملحوظة.
ويمكن القول إنّ أغلب المشاكل الصحيّة التي تواجه الزائدة الدوديّة هي التهابها، ويمكن أيضاً أن تُصاب بالأورام، وقد تكون هذه الأورام حميدة أو سرطانية.
لكن تجدر الإشارة إلى أنّ أورام الزائدة الدوديّة نادرة الحدوث.
وماذا عن التهاب الزائدة الدودية؟
يعد التهاب الزائدة الدوديّة Appendicitis حالة طبية طارئة تتطلّب إجراء جراحة فورية خوفاً من انفجارها، إذ إنّ انفجارها يتسبب بانتقال المواد التي تتسبّب بالعدوى لأجزاء البطن الأخرى، وخاصة الغشاء المبطّن للبطن.
وينتج عن ذلك ما يُعرف بالتهاب البريتون.
الزائدة الدوديّة قد تُصيب الأشخاص في أيّ عمر، ولكن غالباً ما تُصيب الأشخاص في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 10-30 عاماً، ويندر حدوثها دون السنتين من العمر.
أسباب الزائدة الدودية
يُعزى سبب حدوث التهاب الزائدة الدوديّة لوجود تسكير فيها؛ إمّا بسبب انتفاخها نتيجة تعرّضِها للعدوى وإمّا بسبب تسكيرها بمادة غريبة أو براز، أو إصابتها بالسرطان.
وكيف نعرف أعراض التهاب الزائدة الدودية عن النساء والرجال؟
قد لا تظهر الأعراض نفسها على المصابين بالتهاب الزائدة الدوديّة، ولكن يُعتبر ظهور الأعراض علامة خطر تستدعي طلب المساعدة الطبية بشكل فوريّ، وذلك لأنّ الزائدة الدوديّة الملتهبة يمكن أن تنفجر بعد مرور 48-72 ساعة على لحظة ظهور الأعراض.
- ألم في البطن، وغالباً ما يبدأ على شكل مغص بسيط، ولكن بازدياد الالتهاب سوءاً واشتداده يصبح الألم شديداً ويتمركّز في أسفل الجهة اليمنى من البطن، وقد يظهر ألم في منطقة الحوض أو أسفل الظهر في حال وجود الزائدة الدوديّة خلف القولون.
- ارتفاع بسيط في درجات الحرارة قد تصل إلى درجة الحمّى، إذ يمكن أن تتراوح درجة حرارة المصاب ما بين 37.2-38 درجة مئوية.
ومن الجدير بالذكر أنّ بلوغ درجة الحرارة 38.3 درجة مئوية وحدوث تسارع في نبضات القلب يدلّ في الغالب على انفجار الزائدة الدوديّة الملتهبة.
- اضطرابات الجهاز الهضميّ التي تتمثل بمعاناة المصاب من الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، وقد يُعاني المصاب من إسهال شديد، أو إمساك، أو صعوبةٍ في إخراج الغازات.
بعد الأعراض، ننتقل إلى تشخيص الإصابة بالتهاب الزائدة..
غالباً ما يحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ الصحيّ للمصاب لتشخيص الإصابة بالتهاب الزائدة الدوديّة بالإضافة إلى حاجته لإجراء بعض الفحوصات والاختبارات.
1- الفحص الجسديّ، إذ يقوم الطبيب بفحص المريض جسدياً لمعرفة مكان الألم، واحتمالية انتشار العدوى والالتهاب في الغشاء البريتونيّ.
وقد يفحص الطبيب الجزء السفليّ من المستقيم.
2- فحص الدم: يطلبه الطبيب للكشف عن حالة خلايا الدم البيضاء، إذ إنّ ارتفاعها يُعطي انطباعاً عن إصابة الجسم بالعدوى.
3- فحص البول: يطلب الطبيب المختص فحص البول لاستبعاد الظروف الأخرى التي تتسبب بحدوث آلام مشابهة، مثل عدوى المسالك البولية وحصى الكلى.
4- الصور الإشعاعيّة: يمكن للطبيب أن يطلب إجراء بعض الصور الإشعاعية للكشف عن الأسباب الأخرى المحتملة للألم، أو بهدف التأكد من وجود التهاب في الزائدة الدوديّة، ومنها التصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعيّ المحوسب، وتصوير البطن بالموجات فوق الصوتية.
علاج الزائدة الدودية.. متى يجب اللجوء لعملية إزالتها؟
يمكن علاج الزائدة الدوديّة بطرق مختلفة وفق الحالة.
المضادات الحيوية: على الرغم من اعتقاد بعض العلماء بإمكانية صرف المضادات الحيوية للمصاب للسيطرة على التهاب الزائدة الدوديّة لديه في الحالات البسيطة غير المعقّدة؛ إلا أنّ بعضهم الآخر قد خالف هذه الفكرة، وعليه لا يزال اعتماد المضادات الحيوية أمراً يلزمه إجراء المزيد من الدراسات.
الجراحة: يمكن التخلص من الزائدة الدوديّة الملتهبة بإجراء أحد أنواع الجراحة الآتية:
- تنظير البطن أو منظار البطن Laparoscopy، وفيها يقوم الطبيب بإدخال منظار على شكل أنبوب رفيع مع كاميرا صغيرة وضوء، وبذلك يستطيع الطبيب الاطّلاع على داخل البطن بوضوح، ويمكن إزالة الزائدة الدوديّة الملتهبة بعمل شق صغير في البطن.
ويتعافى المريض بعد هذه العملية بسرعة وتكون الندوب بسيطة.
- فتح البطن: يمكن للطبيب اللجوء لخيار الجراحة عن طريق فتح البطن، ويُعطى المريض بعد العملية مضادات حيوية في الوريد، ومن الحالات التي يُلجأ فيها لخيار فتح البطن، انفجار الزائدة الدوديّة وانتشار العدوى في البطن، تسبب الزائدة الدوديّة بحدوث الخُرّاج وتكوّنه، معاناة المصاب من أورام في الجهاز الهضميّ، حمل المرأة في الثلث الأخير أو خضوع المصاب للعديد من عمليات البطن الجراحية قبل هذا الوقت.
لكن بالطبع هنا مضاعفات لعملية الزائدة
كأيّ عمليّة جراحيّة أخرى قد يصاحب عمليّة الزائدة حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة، ومنها:
عدوى الجرح: تُعدّ الإصابة بالعدوى في منطقة الجرح الناجم عن عمليّة الزائدة أكثر المضاعفات شيوعاً، كما قد يعاني الشخص من تشكّل الخراج في منطقة الجرح.
انسداد الأمعاء: تقدّر نسبة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة انسداد الأمعاء بعد إجراء عمليّة الزائدة بما يقارب 3%، وفي حال عدم علاج هذه المشكلة قد تؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة أيضاً.
الولادة المبكرة: يزداد خطر الولادة المبكرة في حال إجراء عمليّة الزائدة خلال الحمل، كما يرتفع خطر وفاة الجنين في بعض الحالات.
المضاعفات الأخرى: توجد عدد من المضاعفات الصحيّة الأخرى الأقل شيوعاً، والتي قد تحدث نتيجة إجراء عمليّة الزائدة مثل ضعف الحركة الدوديّة في الأمعاء، وإصابة أحد الأعضاء الأخرى خلال العمليّة، وحدوث الغرغرينا في الأمعاء، وتخثّر الدم، والنوبة القلبيّة، والالتهاب الرئويّ وعدوى المسالك البوليّة.