تقليل كمية الكافيين أو النيكوتين هو تحدٍّ حقيقي لمُعتادي شرب القهوة والسجائر، ربما يكون من الأسهل عليهم عدم تناول الطعام أو الشراب طوال اليوم، لكن من الصعب جداً التوقف عن شرب فنجان القهوة الصباحي، هذا الأمر يكون مؤلماً ومتعباً لأنه يجعلهم يشعرون بالصداع وعدم التركيز طوال اليوم.
لكن الشيء الجيد هو أنك سوف تجد هنا بعض الطرق التي تُمكنك من تجنب حدوث هذا الأمر، ستساعدك هذه الطرق على الاستمتاع بشهر رمضان دون أن تواجه مشكلات الكافيين والنيكوتين المعتادة التي تمر بها كل عام.
ما هو الانسحاب؟
يرتبط الانسحاب وأعراضه غالباً بالعقاقير غير المشروعة وغيرها من المواد المُسببة للإدمان، وهو مصطلح يُشير إلى رد فعل الجسم تجاه التقليل المفاجئ والشديد في تناول هذه المواد، وفي حين أن بعض ردود الفعل هذه يمكن التحكم فيها، يمكن أن يؤثر البعض الآخر على الطريقة المُعتادة في ممارسة الحياة اليومية، كما يؤثر على الصحة العقلية والنفسية.
التدخين شيء يمكن أن يدمنه الناس بسهولة، كذلك الكافيين، والذي يتم الحصول عليه من الشاي والقهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، كل هذه السوائل تحتوي على مستويات مختلفة من الكافيين، وفي حين أن كميات صغيرة من الكافيين تكون غير ضارة وتُعزز من الصحة والتمثيل الغذائي، لكن الإفراط في تناول الكافيين بانتظام يتحول إلى إدمان.
إذا كنت لا تعتقد أنك قد وصلت بعد مرحلة إدمان النيكوتين أو الكافيين، حاول إيقاف جرعتك اليومية من القهوة أو الشيشة والسجائر، إذا وجدت نفسك تُعاني من الصداع، الدوخة الطفيفة، الرغبة الشديدة في تناول القهوة أو السجائر، ففي الأغلب يمر جسمك بحالة من الانسحاب، إذا لم تكن تُعاني من حالات طبية أخرى.
لتجنب النقص المفاجئ وأعراض الانسحاب، ابدأ بتقليل عدد الأكواب التي تشربها يومياً من القهوة، وزيادة عدد الساعات بين كل منها، تنطبق نفس القواعد على إدمان النيكوتين، إذا حاولت ببطء الحدّ من تناول الشيشة أو السجائر الآن، سيجعلك هذا تُعاني أقل خلال الأيام الأولى من رمضان.
انسحاب النيكوتين في رمضان
المادة الموجودة في السجائر والتي يدمنها الناس هي النيكوتين، قد يتعرض المدخنون الذين يتوقفون عن التدخين في رمضان لأعراض الانسحاب من 3 إلى 5 أيام خلال التوقف، تشمل هذه الأعراض العصبية والغضب، قد يتوقون أيضاً إلى التدخين كثيراً، وهو ما يجعلهم يُدخنون كماً هائلاً من السجائر بعد الإفطار.
بصرف النظر عن الأعراض الانسحابية الجسدية التي قد تستمر لعدة أيام، قد يستمر الجانب النفسي الناتج عن الحرمان من التدخين، إلى الرغبة في التدخين أكثر، والإفراط في شرب السجائر أكثر.
ورغم هذا، فقد يكون رمضان أفضل وقت للإقلاع عن التدخين نهائياً، فحقيقة أن معظم الناس يسيطرون على التدخين لأكثر من 14 ساعة هو دليل على أنهم يمكنهم المحاولة والإقلاع إلى الأبد، فالساعات الطويلة من الصيام تؤدي إلى انخفاض مستوى النيكوتين في الدم مما يجعل من الأسهل بكثير على المدخنين الإقلاع عن التدخين.
الصداع العنيف من الأعراض الرئيسية للانسحاب في رمضان
لأي شخص يصوم، وليس لمُدمني الكافيين والنيكوتين فقط، قد تكون الأيام الأولى من رمضان صعبة للغاية، يستغرق استغناء الجسم عن الروتين الذي اعتاده لبعض الوقت حتى يعتاد على النظام الجديد، فقد يُعاني الكثيرون من صداع شديد، خاصةً عندما يصادف رمضان أشهر الصيف.
وتكون أصعب أوقات مواجهة الصداع في منتصف النهار أو قبل الإفطار وبعده مباشرة، وليس مواجهة الصداع هو الأمر الصعب فحسب، ولكن الجزء الأصعب يكون في جعل الأعصاب التي تتأرجح على الحافة تحت السيطرة، والسبب الأكثر شيوعاً لهذه البداية الصعبة هو انسحاب الكافيين والنيكوتين.
في الكثير من الحالات يكون سبب الصداع هو إدمان الكافيين من الشاي والقهوة، وكذلك إدمان النيكوتين الناتج عن التدخين أيضاً، فتشمل علامات الانسحاب الصداع الشديد، كما يُعاني مُدمنو القهوة والسجائر أيضاً من العصبية المُفرطة ويفقدون أعصابهم بسهولة، ويكون هذا طبيعياً أيضاً خلال الأيام القليلة الأولى من رمضان، وبعد نحو 4 إلى 5 أيام يتكيف الجسم مع هذا.
النيكوتين يؤدي إلى توسيع الشرايين العصبية، وبالتالي يزداد تدفق الدم إلى المخ، عندما يتوقف ما يحصل عليه الجسم من النيكوتين أثناء الصيام يقلّ تدفق الدم مما يسبب الصداع.
في حين أن الكافيين يُزيد من كمية الطاقة لديك ويُحسن الحالة المزاجية، والتوقف عن تناوله يُسبب الإجهاد والصداع والعصبية أيضاً، لتجنب ذلك يجب أن تبدأ الاستعدادات لشهر رمضان مقدماً من خلال خفض تناول الكافيين اليومي، حتى يحصل الجسم على الوقت للتكيف مع مستويات الكافيين المنخفضة، يجب تدريب الجسم من خلال التحولات البطيئة لا "الصدمة" الناتجة عن التوقف المُفاجئ.
طرق يمكنك من خلالها التعامل مع أعراض الانسحاب
1- تقليل كمية النيكوتين والكافيين التي تحصل عليها قبل أيام من رمضان
قد يبدو هذا أمراً صعباً، لكنه مفيد جداً، إذا قمت بتقليل تناول القهوة قبل حلول رمضان بأيام، فستواجه أعراض الانسحاب وأنت غير صائم، ستشعر بالغثيان وسيكون لديك صداع عنيف يصعب مواجهته، لكن على الأقل ستواجه هذا وأنت غير صائم، لأن أعراض الانسحاب تستمر فقط لمدة 3-6 أيام، هذا سيجعلك على استعداد لعدم شرب قهوتك الصباحية في رمضان وسوف تعتاد على ذلك بتتالي الأيام، يُمكنك تجربة التوقف عن شرب القهوة تماماً قبل رمضان بيومين.
2- مرّن نفسك على الالتزام بمواعيد مُحددة لتناول الكافيين والنيكوتين قبل أيام من رمضان
إذا فشلت في التوقف عن شرب القهوة تماماً قبل رمضان بيومين، فأقل ما يمكنك فعله هو شرب عدد أقل من أكواب الكافيين يومياً ومحاولة تحديد موعد لها في وقت مُحدد من اليوم، الأفضل أن يكون هذا الوقت مساءً لتضمن أنك ستكون فاطراً حينها، من خلال القيام بذلك سوف تساعد جسمك على التعود على عدم تناول القهوة في الصباح الباكر، واستبدال المواعيد التي اعتادها بمواعيد أخرى جديدة.
3- يمكن شرب كوب واحد من القهوة بعد الإفطار وليس بعد السحور
يُسمح لك بشرب فنجان من القهوة خلال ساعتين من الإفطار، ولكن ليس بعد السحور، تجنب كسر صيامك على القهوة لأنه يجعل بطنك يُطلق العصائر المعدية على معدة فارغة ويؤذي بدوره الغشاء المخاطي في المعدة.
لتجنب هذا يمكنك شرب فنجان من القهوة بعد ساعتين من تناول الإفطار، لأن جسمك يصبح قادراً على تعديل مستويات السكر في الدم بحلول ذلك الوقت، تجنب أيضاً شرب فنجان القهوة في السحور لأنه سيجعلك تُعاني من الجفاف طوال اليوم، ويكون الصباح أكثر صعوبة مع العطش وعدم التركيز.
4- تناول فاكهة الموز
يحافظ الموز على رطوبة الجسم، وهو ما نحتاجه تماماً خلال الصباح في رمضان، لكن بالإضافة إلى ذلك يساعد الموز في تقليل الصداع الذي يحدث بسبب نقص الكافيين والنيكوتين، فإذا كنت من مُدمنيهما فيجب أن يكون الموز ضمن الفاكهة التي تحصل عليها بعد الإفطار.
5- استبدل القهوة بالشاي خلال الليل
يمكنك الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الشاي بعد الإفطار، نعم يحتوي الشاي على الكافيين أيضاً ولكنه بمستويات أقل من القهوة، الشاي مشروب صحي أكثر وأقل إدماناً، كما إنه يساعد على تحييد الصداع.
6- تناول بعض الكربوهيدرات للحصول على الطاقة
أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يشربون القهوة هو الطاقة التي توفرها لهم، ولكن بدلاً من ذلك، حاول تناول الكربوهيدرات لتوفر لك الكثير من الطاقة، ولكن يجب عدم الإفراط في تناولها أيضاً.
يمكنك اللجوء إلى منتجات الألبان مثل الحليب والزبادي أو حتى الآيس كريم المُحبب خلال فصل الصيف، يمكن أيضاً تناول الكثير من الفواكه بين الإفطار والسحور، ولا تنس الحلويات، فهذه يجب أن تكون على رأس قائمتك.
باعتدال يمكنك الاستمتاع بجميع الحلويات الرمضانية، كل هذا سيبقيك نشيطاً وسيساعد في عدم الاحتياج إلى القهوة.