يصيب من يعملون ليلاً أكثر من غيرهم.. تعرّف على «اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة» وطرق معالجته

فإنَّ اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة، أو ما يُعرف اختصاراً بـ«SWSD»، هو حالة من الشعور بالنعاس تُعتبر اضطراباً في إيقاع الساعة البيولوجية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/02 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/02 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة، أو ما يُعرف اختصاراً بـ«SWSD»

يمكنك أن تتعلَّم كيف تُدرك الفارق بين اضطراب النوم بسبب العمل وشعور التعب والإرهاق العادي الذي يخلفه العمل.

وفي حال كنت تُعاني اضطراباً في النوم، تعلَّم كيف يتسنَّى لطبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية معالجة الاضطراب وتشخيصه.

وفقاً لموقع Very Well الأمريكي؛ فإنَّ اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة، أو ما يُعرف اختصاراً بـ"SWSD"، هو حالة من الشعور بالنعاس تُعتبر اضطراباً في إيقاع الساعة البيولوجية.

وهو ما يعني في الأساس أنَّ الأشخاص الذين يُمارسون العمل في أثناء ساعات النوم العادية يُمكن أن يختل إيقاع نومهم الطبيعي "النظم اليوماوي أو الساعة البيولوجية للجسم".

نظرة عامة

يحدث اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة حينَ يتعوَّد الشخص على التكيف مع ساعات العمل خلال التوقيت الزمني الذي يخلد فيه معظم الناس إلى النوم –مثل العمل في نوبات ليلية. وينتج عن هذه الحالة تعارض بين ساعات النوم والنوم الطبيعي.

ومثالٌ على هذا، قد ينام الشخص المُصاب باضطراب النوم لبضع ساعاتٍ فقط ما ينتج عنه اضطراب في جودة النوم إضافة إلى المدة التي يستغرقها.

تقود هذه الحالة إلى الشعور بالتعب والإرهاق، الذي يؤدي في النهاية إلى حالة من الإعياء والاستنزاف.

من المهم الإشارة إلى أنَّه ليس كل من يعمل في نوبات ليلية يُعاني بالضرورة من اضطرابات النوم. إذ يُمكن أن يتكيَّف العديد من الأشخاص مع مواعيد النوم الجديدة خلال الأسابيع القليلة الأولى.

فمثلاً قد يتمكَّن الأشخاص الذين يميلون للسهر ليلاً من التكيف مع العمل في مناوبة ليلية متأخرة بسهولة.

فيما يجد الأشخاص الذين يُحبذون الاستيقاظ في الصباح الباكر سهولة في التكيف مع المناوبات التي تبدأ قبل شروق الشمس. لكنَّ ورديات العمل الليلية والتناوب المستمر تُمثل مشكلة للكثيرين.

الأعراض

غالباً ما تظهر أعراض اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة طالما كان للشخص جدول عمل خاضع لهذا النظام.

إذ تقول المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم أنَّه "يُمكن أن يتسبَّب ذلك في الإصابة باضطراب النوم المزمن، إذ لا يتسنَّى للشخص أبداً الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ويُحرم بنسبة كبيرة منه. لهذا الاضطراب المزمن آثار خطيرة على الصحة، والإنتاجية، والسلامة".

بمجرد التوقف عن تداخل ساعات العمل المُجدولة مع ساعات النوم الطبيعية، قد تختفي أعراض اضطراب النوم.

ورُغم ذلك، يستمر بعض الناس في معايشة مشاكل في النوم حتى بعد تغيير ساعات العمل. قد تشمل أعراض الاضطراب الناتج عن العمل في نوبات ما يلي:

– الشعور بالنعاس الشديد في أثناء ساعات اليقظة أو بشكلٍ عام

– عدم القدرة على النوم أو النوم المتواصل

– النوم الذي يتخلله عدد ساعات غير كافية

– النوم غير الكافي والذي يترك الشخص في حالة كسل

– صعوبة في التركيز

– تهيُّج الأعصاب

– الشعور بالإحباط والاكتئاب

– نقصان الطاقة والقدرة على العمل

– الصداع

– مشاكل في العلاقات

يواجه معظم الناس بعض الصعوبات في ظل وجود هذه الأعراض من حينٍ لآخر. ومثالٌ على ذلك، قد يستيقظون بعد أقل من 7 إلى 9 ساعات من النوم أو يشعرون بالنعاس أثناء وقت العمل.

ولكن بالنسبة لأولئك ممَّن يُعانون من اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة، يُمثل لهم الشعور بالنعاس والخمول المزمن مشكلةً مستمرة تتسبب في حدوث أعراض وخيمة "مثل التهيج، ونقصان الطاقة، أو الاكتئاب" والتي سرعان ما تُؤثر على العمل والحياة الأسرية.

النوم بالغ القصر وفرط النوم "النعاس المُفرط"

وفقاً للمؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، يعاني العديد من الموظفين العاملين بنظام المناوبة من حالةٍ يُطلق عليها النوم بالغ القصر أو microsleeps. وهذا يعني أنَّهم، وبكل بساطة، يغطون في النوم لفتراتٍ وجيزة للغاية في أثناء العمل، أو الجلوس مع العائلة.

أو ممارسة الأنشطة الترفيهية، كنتيجةٍ لحالة النعاس المفرط. يُمكن أن تقود حالة النوم بالغ القصر هذه إلى وقوع حوادث خطيرة أو أمورٍ مؤسفة في حال كان الشخص يقود سيارته أو في أثناء تواجده في العمل.

تختلف حالة النعاس الخطيرة تلك عن الانخفاض الطبيعي في مستوى الطاقة الذي قد يُصيب معظم الناس في أوقاتٍ معينة من اليوم. إذ تظهر أعراض اضطراب النعاس طوال اليوم مثلاً ويشعر الشخص المُصاب به كما لو كان يُقاوم النوم بشكلٍ مستمر.

الأسباب

قد تنطوي مُسببات اضطراب النوم الناجم عن العمل التناوبي على:

– العمل في مناوبات ليلية

– العمل في مناوبات مستمرة من الليل للصباح

– العمل في مناوباتٍ دورية

– العمل في مناوبات في الصباح الباكر

ما هو النظم اليوماوي أو التواتر اليومي؟

النظم اليوماوي يُمثل الساعة الداخلية للجسم على مدار اليوم، والتي تُنبه الجسم بالوقت الذي يخلد فيه إلى النوم ومتى يستيقظ من خلال إفراز بعض الهرمونات التي تغير درجة حرارة الجسم إلى جانب المزيد.

وتُعد الطريقة الوحيدة التي يُنظم من خلالها الجسم دورات الاستيقاظ والنوم هي إفراز هرمون يُسمى الميلاتونين. يُستخدم ضوء الشمس الطبيعي لتحديد متى وكيف يُفرز الميلاتونين.

في أثناء الإصابة باضطراب النوم، يحدث إفراز الميلاتونين في كثيرٍ من الأحيان حين يحتاج الشخص لأن يكون مُستيقظاً منتبهاً في العمل.

وحين تحدث محاولات للنوم أثناء النهار، أي في ظل وجود ضوء الشمس، قد لا يُفرز الميلاتونين، وهذا بدوره يحول دون النوم.

مخاطر اضطرابات النوم الناجمة عن العمل بنظام المناوبة

يُفيد موقع Sleep Education.org بأنَّ مخاطر اضطرابات النوم قد تشمل:

– أخطاء في العمل

– العدوى المتكررة، ونزلات البرد، والإنفلونزا

– زيادة أوقات التعب أثناء العمل

– مستويات كوليسترول عالية

– سرطان الثدي والبروستاتا

– أمراض القلب

– البدانة

– وقوع حوادث عند القيادة بسبب حالة النعاس أو الاستغراق في النوم على عجلة القيادة

– تعاطي العقاقير المخدرة "استخدام المخدرات أو الكحول لتُعين على النوم"

التشخيص

حين يُعاني شخص يعمل بنظام المناوبة من مشكلة في الوقوع في النوم أو الشعور بالإرهاق، حتى بعد قضاء ليلة كاملة مُسترخياً قرابة 7 إلى 8 ساعات، فقد يشير ذلك إلى تشخيصه باضطراب النوم SWSD.

عادةً ما يجري التشخيص من خلال ما يقدمه الشخص من تقارير عن عادات نومه إلى جانب اختبارات النوم.

ورُبما يطلب مُقدم الرعاية الصحية المشرف على التشخيص من المرضى تسجيل ساعات نومهم في مفكرة يومية خاصة بالنوم.

وكذلك تُشكل الأسئلة حول التاريخ الطبي للمريض وما يُعانيه من مشكلات طبية في الوقت الحالي جزءاً من التقييم.

وكذلك رُبما تُجرى بعض دراسات النوم داخل المختبر أو اختبارات النوم المُتعدد "MSLT"  لاستبعاد بعض الحالات، ولكن عادةً ما تحدث فقط حين يُشتبه في حالة النوم القهري أو ما يعرف بمرض الخدار أو في حالة توقف التنفس أثناء النوم.

تجري اختبارات النوم على مدار الليل وحتى الصباح في داخل عيادة طبية في أثناء نوم المريض.

ويعتبر اختبار MSLT هو فحصٌ شائع للخدار، إذ يقيس مدى سرعة استغراق شخص ما في النوم أثناء النهار.

يُمكن كذلك فحص المصاب باضطراب النوم باستخدام جهاز مراقبة actigraphy "وهو مستشعر حركة يلف معصم المريض ويقيس وقت الاستيقاظ ووقت النوم"، إلى جانب أخذ عينات الميلاتونين "سحب عينات بشكل مستمر من اللعاب لتحليل الميلاتونين، لتقييم الأنماط الإيقاعية".

العلاج

يوجد عدة طرق لعلاج اضطراب النوم بسبب العمل بنظام المناوبة، يتضمن العلاج عادةً بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل:

– الحفاظ على جدول نوم منتظم كل ليلة بما فيها الليالي التي لا يعمل فيها الشخص

– تقليل مرات التعرض لأشعة الشمس بعد العمل في مناوبة لمنع الساعة البيولوجية النهارية من السيطرة على جسمك

– أخذ قيلولة عند الحاجة

– الحد من تناول الكافيين مدة أربع ساعات على الأقل قبل النوم

– تناول نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة للمساعدة في تقوية الجهاز المناعي

– خلق أجواء مُظلمة للمساعدة على النوم من خلال استخدام ظلال إضاءة مُعتمة للغرفة

– اطلب من زملائك في الغرفة أو أفراد أسرتك خفض مستوى الضوضاء قدر الإمكان أثناء حصولك على قسط من النوم في النهار

– تجنب التعرض لأشعة الشمس عند التخطيط للحصول على قسط من النوم خلال النهار، ارتدِ النظارات الشمسية إذا كان هناك أمر يقتضي الخروج

– استخدم الموسيقى الباعثة على الاسترخاء لحجب أي أصوات عالية ومزعجة أثناء النوم مثل أن يقص الجيران العشب

– تناول مكملات الميلاتونين، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل إضافة أي مكمل غذائي إلى نظامك، بما في ذلك الميلاتونين.

إجراءات طبية

يوجد كذلك مجموعة متنوعة من الإجراءات الطبية التي رُبما تكون خيارات عملية وقابلة للتطبيق. تأكد من مناقشة طبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية في ما هو الأفضل لحالتك.

العلاج بالضوء الساطع

إنَّه نوع اصطناعي من الضوء يُستخدم على مدار اليوم وبإمكانه مساعدة النظم اليوماوي أو الساعة البيولوجية على التكيف مع التغيير في ساعات النوم واليقظة.

الأدوية المنومة

قد يصف مُقدم الرعاية الصحية للمريض نوعاً ما من الأدوية التي تُعين على النوم لمساعدة الشخص المصاب باضطراب النوم في أن ينام بشكلٍ أفضل. مع العلم أنَّ الأدوية المنومة يُمكنها كذلك أن تُسبب آثاراً جانبية خطيرة، مثل الإصابة باضطراب الخطل النومي.

ينطوي اضطراب الخطل على أفعالٍ يقوم بها الشخص أثناء النوم دون أن يتحكم بها الشخص المريض، مثل السير أثناء النوم.

المكملات

قد تكون المكملات الطبيعية مثل الميلاتونين خياراً أفضل لأولئك الذين يحتاجون إلى تناول عنصر محفز للنوم.

إن مكملات الميلاتونين طبيعية بالكامل، ولا يعتبر إدماناً، وكذلك يمكن تناوله على المدى الطويل بدون ظهور الآثار الجانبية المعروفة للوصفات الطبية (رُغم ضرورة استشارة طبيبك قبل تناول أي مكملات بصورة مستمرة). ينبغي تناول الميلاتونين قبل ساعات قليلة من الاستعداد للنوم.

تحميل المزيد