نداء إلى جميع الجالسين دوماً على كراسي المكاتب، وهم جميع الذين أعرفهم، والكثيرون جداً جداً غيرهم. إذا كان الجلوس طوال اليوم يتسبَّب لك في الضغط مثلما يتسبَّب لي، فاليوم إذاً هو موعد تغيير حياتك، أو على الأقل تمكينك من فعل شيء حيال ذلك.
لقد سمعنا مرَّات عديدة أنَّ الجلوسَ قد يضرُّ بصحَّتنا -يقولون إن الجلوس هو التدخين الجديد، ولكن حين ينطوي عملك على الجلوس خلف مكتب وأمام شاشة، ما الذي يُفترض أن تفعله حينها؟ إليك المعلومات اللازمة بحسب موقع Mind Body Green الأمريكي.
موازنة الخطر
لسنوات طويلة، ظلَّ عالم العلوم واللياقة البدنية في جدلٍ حول ما إذا كانت التمرينات تُخفف فعلاً من الآثار السلبية للجلوس، أم أن هذا ليس صحيحاً. ويسعدنا أن نعلن الآن أنها بالفعل يمكنها تحقيق ذلك.
عادة ما يرتبط مقدار الوقت الذي يُقضى في الجلوس بزيادة خطر الوفاة لدى البالغين غير النشيطين، نعم أعرف أن الأمر مُرعبٌ.
ولكن لحسن الحظ توصَّلَت دراسةٌ جديدة أجرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب، إلى أن زيادة نشاطك البدني يمكن أن يقضي على هذا الارتباط.
بعبارة أخرى، إذا قمت بزيادة مقدار الوقت الذي تقضيه في حالة نشاط، ستتمكَّن بشكلٍ فعَّال من موازنة الخطر الناجم عن الجلوس الطويل، وستكون الموازنة أفضل إذا قرَّرت الجلوس لفترات أقل.
يقول إيمانويل ستاماتاكيس، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية والحاصل على درجة الدكتوراة: "إن نتائجنا تدعم الجهود المستمرة لتعزيز النشاط البدني بين السكّان الذين يجلسون طويلاً لأي سبب كان، ففي غياب بعض النشاط البدني قد لا يكون تقليل أوقات الجلوس فحسب كافياً من أجل صحة أفضل".
زيادة نشاطك البدني
شملت الدراسة حالات 149,077 من الرجال والنساء الأستراليين، الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً فيما أكثر، وأظهرت النتائج أنه إذا كنت من "المفرطين في الجلوس"، أي أنك تجلس لأكثر من ست ساعات يومياً، فإن زيادة نشاطك البدني ستكون لها تأثير إيجابي أكبر على صحتك وعلى تفادي خطر الموت مما لو كنت من غير المفرطين في الجلوس.
وإن كنتَ من الذين يجلسون لفترات أقل، فإنَّ الرهان الأفضل لتقليل خطر الوفاة هو استبدال الوقوف بالجلوس، ولكن بالنسبة للمفرطين في الجلوس، فإن هذا التغيير ليس كافياً.
وقال ستاماتاكيس إنَّ "أحد التفسيرات المحتملة لذلك هو أنه بين المشاركين الذين يقضون أوقاتاً طويلة في وضع الجلوس، قد لا يكون الوقوف كافياً للحدِّ من المخاطر الصحِّية، وبدلاً من ذلك يمكن للمشي السريع كبديل للجلوس أن يُعدَّ خياراً أفضل لغالبية البالغين".
ومن غير المثير للدهشة أن النشاط البدني القوي قد أثبت فاعليته لتعويض تأثير الجلوس، ولكن يعترف مؤلفو الدراسة بأن هذا الأمر غير مُيّسّر بالنسبة لجميع البالغين، لذا فالبديل أن يُركّز المفرطون في الجلوس على الحصول على أكبر قدر ممكن من النشاط البدني، وفقاً لما تسمح به جداولهم الزمنية، وبأقصى كثافة يمكنهم اتّباعها.
النشاط البدني بدون توصيف
تُعتَبَر هذه الدراسة مثيرةً بشكل خاص، لأنه كما يشير باحث الأوبئة المتخصص في النشاط البدني والباحث في المعهد الوطني للسرطان، تشارلز ماثيوز، تؤكد هذه النتائج أن هناك طرقاً متنوعة لتقليل مخاطر الوفاة المرتبطة بالجلوس أكثر من اللازم، وقلّة ممارسة النشاط البدني. وهذا سبب إضافي للتحرك.
ويقول ماثيو: "بالنظر إلى أن سلوك الجلوس أكثر من اللازم كان يفوق سلوكيات النشاط البدني الصحيّة خلال فترة إجراء الدراسة، فإنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نلتزم بالأنشطة البدنية اليومية، وتحديد موعد لمحاولة تحسين كل من السلوكين لتحسين الصحّة".
وباختصار، كلما زادت مدّة جلوسنا، ينبغي أن يزداد سعينا للنشاط البدني أياً كانت طبيعته. وإذا كنت تبحث عن طرق لفعل لذك، فقد وصلت إلى المكان الصحيح.