القضاء على الملاريا من أجل الخير؛ هذا هو شعار هذا العام لليوم العالمي لمكافحة الملاريا الذي تستضيفه منظمة الصحة العالمية.
في 25 من أبريل/نيسان من كل عام يُحيي العالم يوم الملاريا العالمي من أجل زيادة الوعي بمرض الملاريا، والتبرّع بالأموال اللازمة لعلاج الملاريا والوقاية منه. كما يهدف اليوم إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى التدخُّل السياسي من أجل مكافحة مرض الملاريا.
تضع منظمة الصحة العالمية الوقاية من الملاريا في مقدمة هذا الحدث، بهدف تقليل عدد الوفيات العالمية الهائل الناتج عن الإصابة بالملاريا، ويبلغ 400 ألف شخص كل عام.
وقد أدّت الجهود المبذولة لإبراز طرق الوقاية إلى تقليل عدد الوفيات، لا سيما من خلال استخدام المبيدات الحشرية والناموسيات، فالبعوض هو أكثر ناقلات الملاريا انتشاراً.
اليوم العالمي للملاريا واستمرار الوعي، وكذلك الضغط من أجل دعم سياسي أفضل، يجب أن تستمر وتزداد من أجل القضاء على المرض ومنع الوفيات الناجمة عنه. كما يعدّ اهتمام الحكومات أحد مقومات هذه المعركة المستمرة ضد الملاريا والوفيات المرتبطة بها. سنتعرف في هذا التقرير على مرض الملاريا، وأعراضه، وعلاجه، وطرق الوقاية منه.
كيف ينشأ مرض الملاريا؟ وما هي بعوضة الملاريا؟
يحدث مرض الملاريا نتيجة طفيليّات من فصيلة المتصوّرات تسبب المرض. وتنتقل تلك الطفيليات إلى البشر عن طريق لدغات أجناس من بعوضة الأنوفيلة الحاملة للمرض، ويطلق عليها البعض بعوضة الملاريا أو نواقل الملاريا.
هناك 5 أنواع من فصيلة المتصورات تسبِّب مرض الملاريا، وأخطرها المتصورة المنجلية وتنتشر في أفريقيا والمتصورة النشيطة وهي السائدة في معظم البلدان خارج أفريقيا. كما أنّ هناك أكثر من 400 نوع من البعوض من جنس الأنوفيلية، من بينها 30 نوعاً ناقلاً للمرض.
يبدأ فيه الطفيلي دورة حياته من عند البعوض، وعند لدغ البعوضة الحاملة للطفيلي جسم الإنسان، ينتقل الطفيلي على الكبد البشري فينمو ويتضاعف. ثم ينتقل على مجرى الدم، ويصيب خلايا الدم الحمراء ويدمرها.
لكن انتبه فأعراض الملاريا تشبه أعراض الإنفلونزا!
تبدأ أعراض الإصابة بمرض الملاريا بعد مرور حوالي 10 إلى 15 يوماً من لدغة بعوضة الملاريا الحاملة للمرض، وقد تصل إلى 30 يوماً.
أشهر أعراض الملاريا تتمثَّل في الحمَّى، والصداع، والتقيؤ، والارتجاف، والضعف العام في الجسم.
وقد تصاحب هذه الأعراض أعراض وبائية أخرى لدى الأطفال مثل ضيق التنفُّس أو فقر الدم. قد تكون الملاريا معقدة وشديدة، فتتسبب في تدمير خلايا الدم الحمراء، وحدوث فشل كلوي، وفقدان الوعي، وانهيار القلب والأوعية الدموية، وانخفاض نسبة السكر في الدم.
الملاريا معدية فقط في هذه الحالات! وهذه طرق الوقاية منها
الملاريا مرض ينقله البعوض ولا ينتشر من شخصٍ لآخر، باستثناء أثناء الحمل ولكنه ينتشر في ظروفٍ معينة دون البعوض. نادراً ما يحدث هذا في حالات انتقال المرض من امرأة حامل إلى جنينها الذي لم يولد بعد (الملاريا الخلقية)، أو عن طريق نقل الدم، أو عند مشاركة الإبر.
في المناطق التي يكثر فيها الإصابة بمرض الملاريا، فإن مكافحة ناقل المرض (بعوضة الملاريا) هي الطريقة الرئيسية لمكافحة المرض. ويمكن مكافحة البعوض نفسه عن طريق استخدام الناموسيات خاصة تلك المعالجة بمبيداتٍ حشرية من مركبات البيريثرويد، وتوزعها منظمة الصحة العالمية مجاناً في المناطق المعرض أصحابها للإصابة.
كذلك من ضمن طرق مكافحة الملاريا استخدام المبيدات الحشرية لرش المنازل في الأماكن التي تكثر فيها الإصابات، وتدوم فاعلية الرش الثمالي من 3 إلى 6 أشهر.
الرش الثمالي IRS هو عملية رش داخل المساكن بمبيدٍ حشريٍ لقتل البعوض الذي ينشر الملاريا، وتستخدم فيه المبيدات الحشرية التي تعطى مفعولاً يدوم لفتراتٍ أطول، وهناك مواد مثل مادة DDT تدوم ما بين 9 إلى 12 شهراً.
إذا سافرت إلى إحدى الدول التي ينتشر فيها مرض الملاريا، فاحرص على ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة، والأحذية المغلقة لتجنب لدغات البعوض، واستخدم ناموسيات السرير، كذلك يمكنك استخدام مضادات الحشرات التي يمكن دهنها على الجلد.
هل هناك أدوية تقاوم مرض الملاريا؟
توفّر منظمة الصحة العالمية للسيدات الحوامل في مناطق تفشي مرض الملاريا علاج وقائي في الثلثين الثاني والثالث من الحمل علاج وقائي قائم على مادة السلفاديوكسين – بيريميثامين. كذلك، توصي بإعطاء الرضع الذين يعيشون في تلك الأماكن 3 جرعات من العلاج، بالإضافة إلى اللقاحات الروتينية.
وفي عام 2012 وحتى الآن يحصل الأطفال دون الخامسة خلال موسم تفشي المرض على جرعاتٍ شهرية من الأمودياكين والسلفاديوكسين – بيريميثامين.
تشخيص وعلاج الملاريا وبعض الحقائق عنها
يعتبر التشخيص المبكر لمرض الملاريا إحدى وسائل التخفيف من حدّته والوفيات الناتجة عنه. فتتشابه أعراض إصابته مع أعراض الإنفلونزا، ولذا إذا لم تكن من مواطني الدول التي ينتشر فيها المرض، وسافرت إلى إحداها مؤخراً، فعليك إخبار طبيبك على الفور.
تعدّ المعالجة التوليفية القائمة على الأرتيميسينين أحد أفضل طرق علاج الملاريا المتوفرة. ومن الواجب قبل تناول العلاج التأكُّد من الإصابة بالطفيليات عن طريق الفحص المجهري الذي تظهر نتائجه عادة في غضون 15 دقيقة.
ولكن بين الحين والآخر تُظهر الطفيليات مقاومة للأدوية المستخدمة في علاج الملاريا والوقاية منها، مما يسبب بقاء تل الطفيليات على قيد الحياة.
نصف سكان العالم معرَّضون للإصابة بالملاريا
ينتشر مرض الملاريا في أجرزاء كبيرة من العالم خاصة دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وقد سجل عام 2015 وجود حوالي 212 مليون إصابة بالملاريا، من بينهم 429 ألف حالة وفاة. كما سجل عام 2016 وجود أكثر من 215 مليون إصابة، تسببت في وفاة 445 ألف حالة.
الأطفال معرَّضون للخطر أكثر من غيرهم
ترتفع معدلات الإصابة بالملاريا لدى الأطفال دون سن الخامسة، كما تزداد حالات الوفيات بينهم. وكذلك تتعرَّض الحوامل والمسافرين الذين لم يأخذوا العلاج الوقائي اللازم لتقليل خطر الإصابة بمرض الملاريا.
التشخيص المبكر يقي من الوفاة
التشخيص المبكر للملاريا، وعلاجها تحد من تفشّي المرض وتحوله إلى وباء، ويسهم ذلك فيما بعد في الحد من انتقاله.
بدأت في مقاومة علاجها
بدأت الملاريا في مقاومة أدوية الآرتيميسينين والتي تعتبر مادة أساسية في المعالجة التوليفية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية لعلاج الملاريا. وانتشرت مقاومة تلك الأدوية في 5 دول جنوب شرق آسيا، بينما ظلت فاعليته قائمة في باقي الدول.
تسبب إجهاض الحوامل
تشكل الملاريا خطراً كبيراً على الحوامل، وتشكِّل أيضاً مضاعفات تشمل الإجهاض، والولادة المبكرة، والإصابة بفقر الدم الوخيم. ولذا، أوصت منظمة الصحة العالمية بتوفير العلاج الوقائي للنساء الحوامل في مناطق تفشي المرض.