«الديتوكس» لصحة أفضل.. دليلك الشامل بخطوات مُثبتة علمياً للتخلص من سموم الجسم وتجديد حيويته

يوضح هذا المقال بعض المفاهيم المغلوطة الشائعة حول الديتوكس، مع ذكر طرق مُثبَتة علمياً لتجديد حيوية نظام التخلص من السموم الموجود في الجسم بشكل طبيعي

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/24 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/21 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش
detox diet for slimming and weightloss. woman holding a glass of water. lemon and ginger laying on the table

يعد التخلص من سموم الجسم -أو الديتوكس- كلمة طنانة شهيرة ربما سمعتها أو قرأت عنها، عادة ما تعني هذه الكلمة اتباع نظام غذائي معين أو استخدام منتجات خاصة يُدَّعى أن من شأنها تخليص الجسم من السموم.

لكن لحسن الحظ فإن جسمك مجهَّز بشكل جيد للتخلص من السموم، ولا يحتاج إلى حميات غذائية خاصة أو مكملات باهظة ليتمكن من القيام بهذه المهمة.

وفي ضوء ذلك، يمكنك تحسين نظام التخلص من السموم الطبيعي الموجود في جسدك.

يوضح هذا المقال بعض المفاهيم المغلوطة الشائعة حول التخلص من السموم، مع ذكر تسع طرق مُثبَتة علمياً لتجديد حيوية نظام التخلص من السموم الموجود في الجسم بشكل طبيعي؛ بحسب ما نشره موقع شبكة Healthline الأمريكية.

مفاهيم مغلوطة حول الديتوكس

يُشاع أن الأنظمة الغذائية التي تعمل على طرد سموم الجسم تحسِّن الصحة وتعزِّز فقدان الوزن.

وغالباً ما تتضمَّن هذه الأنظمة استخدام المسهلات، ومدرات البول، والفيتامينات، والمعادن، والشاي، وغيرها من الأطعمة التي يُعتَقَد أن لها خصائص إزالة السموم.

في سياق التخلص من السموم، لا يُعرَّف مصطلح "سام" بشكل مُحكم. فعادة ما يشمل الملوثات، والمواد الكيميائية الصناعية، والمعادن الثقيلة، والأطعمة المصنّعة، وجميعها أمورٌ تؤثر سلباً على الصحة.

إلا أن الأنظمة الغذائية الشهيرة التي تعمل على التخلص من السموم نادراً ما تُحدِّد سموماً معينة تستهدف إزالتها أو آلية يُفتَرَض بها أن تطردها.

ولا توجد أي أدلة تدعم قدرة هذه الأنظمة على طرد السموم أو خسارة الوزن بشكل مستدام.

لدى جسدك طريقةٌ مُعقَّدةٌ للتخلص من السموم، يشارك فيها الكبد، والكليتان، والجهاز الهضمي، والجلد، والرئتان.

لكنه يستطيع التخلص من المواد غير المرغوبة بشكل فعَّال فقط في حالة تمتع تلك الأعضاء بصحة جيدة.

لذا، ففي حين أن حمية التخلص من السموم لا تستطيع تقديم شيء لا يستطيع جسدك فعله بشكل طبيعي، يمكنك زيادة قدرة نظام التخلص الطبيعي من السموم فيه.

تقليل الكحوليات

تجري عملية الأيض لأكثر من 90% من الكحول في الكبد.

لكن المشكلة هي أن إنزيمات الكبد تُحوِّل الكحول إلى الأسيتالديهيد، وهي مادة كيميائية تسبب الإصابة بمرض السرطان.

وعند التعرف على الأسيتالديهيد باعتبارها مادة سامة، يعمل الكبد على تحويلها إلى مادة غير ضارة تسمى الأسيتات، ويتخلص منها لاحقاً.

وعلى الرغم من أن الدراسات الرصدية تُظهِر أن الاستهلاك المعتدل أو المنخفض للكحول مفيد لصحة القلب، فإن استخدامه بشكل مفرط قد يتسبب في العديد من المشاكل الصحية.

فتعاطي الكحول بشكل مفرط يضر بأداء الكبد بشدة عن طريق التسبب في تراكم الدهون، والالتهابات، والتليف الكبدي.

وعندما يحدث ذلك، لا يتمكن الكبد من العمل بشكل مناسب أو أداء وظائفه الضرورية، التي تتضمَّن تصفية المخلفات والسموم الأخرى من جسمك.

ولذلك، يعد التقليل من الكحول أو الامتناع عن تناوله تماماً من أفضل طرق الحفاظ على قوة نظام التخلص من السموم في جسمك.

لذا، توصي السلطات الصحية بالاقتصار في تناول المشروبات الكحولية على مشروب واحد يومياً للنساء، ومشروبين اثنين للرجال. وإذا كنت لا تتناوله الآن، عليك ألا تحاول الاستفادة من الآثار الإيجابية المحتملة للشرب المعتدل والمنخفض على القلب.

ركز على النوم

يعد ضمان النوم الكافي الجيد كل ليلة أمراً ضرورياً لدعم صحة الجسم، ودعم نظام إزالة السموم الطبيعي.

إذ يتيح النوم لعقلك فرصة إعادة تنظيم نفسه وشحنه، إلى جانب فرصة التخلص من المخلفات السامة الثانوية التي تراكمت على مدار اليوم.

من بين هذه النواتج بروتين يدعى بيتا أميلويد، يساهم في ظهور مرض الزهايمر.

وفي حالة نقص النوم، لا يتاح لجسدك الوقت الكافي لأداء هذه الوظائف، وبذلك قد تتراكم السموم وتؤثر على جوانب صحية مختلفة.

ويرتبط النوم السيئ بالعواقب الصحية طويلة الأمد وقصيرة الأمد، مثل: التوتر، والقلق، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، والسمنة.

لذلك، يجب أن تحظى بسبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة بشكل منتظم لتعزيز الصحة الجيدة.

وإن كنت تعاني من أي مشاكل متعلقة بالنوم أو التيقظ خلال الليل، فسيفيدك تغيير بعض الأشياء في نمط العيش مثل: الحفاظ على مواعيد نوم معينة، والحد من الضوء الأزرق -الصادر عن أجهزة الجوال وشاشات الحواسيب- قبل النوم.

اشرب المزيد من الماء

لا تقتصر فائدة المياه على مجرد إزالة العطش، فهي تنظم حرارة الجسم، وتلين المفاصل، وتساعد على هضم وامتصاص الغذاء، وتزيل السموم من جسمك عن طريق التخلص من المخلفات.

يجب أن تخضع خلايا الجسم لإصلاح مستمر لتتمكن من العمل على أكمل وجه، وتحليل الغذاء بحيث يستطيع جسدك استخدامه كطاقة.

لكن هذه العمليات تطلق بعض المخلفات -في شكل اليوريا وثاني أكسيد الكربون- التي تضر الجسم إذا تراكمت في الدم.

لذا يعمل الماء على نقل هذه المخلفات، وإزالتها بكفاءة من خلال التبوُّل والتنفُّس والتعرُّق. ولذلك، يعتبر تناول كمية مناسبة من الماء ضرورياً لعملية إزالة السموم.

تعد كمية الماء المناسبة التي يحتاجها الرجال يومياً 125 أوقية (3.7 لتر) من الماء، فيما تحتاج النساء إلى 91 أوقية (2.7 لتر). ربما تحتاج كميةً أقل أو أكثر بناءً على حميتك الغذائية، والمكان الذي تعيش فيه، ومستوى نشاطك كذلك.

قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

يرى كثيرون أن السكر والاطعمة المصنعة هما جذر أزماتنا الصحية العامة المعاصرة.

إذ يرتبط الاستهلاك المرتفع للسكر والطعام المصنع بالسِّمْنة وغيرها من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، والسرطان، والسكري.

وهذه الأمراض تعمل على إعاقة قدرة جسدك على التخلص من السموم بشكل طبيعي، عن طريق الإضرار بالأعضاء التي تلعب دوراً هاماً في هذه العملية، مثل: الكبد والكليتين.

على سبيل المثال: يمكن أن يؤدي تناول الكثير من المشروبات السكرية للإصابة بالكبد الدهني، وهي حالة لها آثار سلبية على وظائف الكبد.

وبالحد من استهلاك الوجبات السريعة، يمكنك الحفاظ على صحة نظام التخلص من السموم في جسدك.

وتستطيع الحد من الوجبات السريعة عن طريق تركها على أرفف المتاجر. فعدم وجودها في مطبخك يقضي على إغراء تناولها بشكل كامل.

ويمكن تقليل استهلاك هذه الأطعمة من خلال إحلال خيارات صحية أكثر محلها مثل: الفواكه والخضراوات.

تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة

تحمي مضادات الأكسدة خلايا جسمك من أضرار الأجسام المسماة بالجذور الحرة. فقد تتسبب هذه الأجسام في ظهور الإجهاد التأكسدي إذا كان إنتاجها مفرطاً.

ينتج الجسد هذه الجزيئات بشكل طبيعي من أجل عمليات خليوية مثل: الهضم. ومع ذلك يمكن للكحول، والتدخين، والنظام الغذائي السيئ، والتعرض للملوثات أن تنتج الجذور الحرة بإفراط.

ومن خلال التسبب في تلف خلايا الجسم تؤدي هذه الجزيئات إلى عدد من الأمراض، مثل: الخرف، وأمراض القلب، وأمراض الكبد، والربو، وأنواع معينة من السرطان.

ويمكن للالتزام بحمية غذائية غنية بالمواد المضادة للأكسدة أن يساعد في محاربة الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة الزائدة، وغيرها من السموم التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة.

لذا، اجعل تركيزك على الحصول على مضادات الأكسدة من الطعام لا من المكملات التي قد تتسبب في الحقيقة في زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المحددة عند الإفراط في تناولها.

تشمل مضادات الأكسدة: فيتامين "أ"، و "ج"، و "هـ"، والسيلينيوم، والليكوبين، واللوتين، والزيكسانثين.

ويحتوي التوت، والفواكه، والمكسرات، والكاكاو، والخضراوات، والتوابل، والمشروبات مثل: الشاي الأخضر والقهوة على بعض من أعلى كميات مضادات الأكسدة.

تناول الأطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة

تعتبر الأمعاء الصحية هامة في الحفاظ على نظام التخلص من السموم بصحة جيدة. تحتوي الخلايا المعوية على نظام تخلص من السموم ونظام طرد يحميان أمعاءك وجسدك من السموم الضارة، مثل: الكيماويات.

وتبدأ صحة الأمعاء من البريبايوتكس، وهي نوع من الألياف التي تغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء، التي تسمى البروبيوتيك.

وبوجود البريبايوتكس تستطيع البكتيريا الجيدة إنتاج مواد مغذية تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي مفيدة للصحة.

لكن قد يختل توازن البكتيريا النافعة في أمعائك أمام البكتيريا الضارة بسبب استخدام المضادات الحيوية، وسوء العناية بنظافة الأسنان، وجودة النظام الغذائي.

وبالتالي، يضعِف هذا التغير غير الصحي نظامي المناعة والتخلص من السموم، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات.

يساعد تناول الطعام الغني بالبريبايوتكس على الحفاظ على صحة نظامي المناعة والتخلص من السموم. ومن بين المصادر الجيدة للبريبايوتكس: الطماطم، والخرشوف، والموز، والهليون، والبصل، والثوم، والشوفان.

قلِّل من تناول الملح

بالنسبة لبعض الناس يعني التخلص من السموم القضاء على المياه الزائدة.

ويعد تناول الكثير من الملح مسبباً لاحتفاظ الجسم بالمزيد من السوائل، خاصة إذا كنت مصاباً بمرض يؤثر على الكُلى أو الكبد، أو إذا لم تشرب كمية كافية من الماء.

وقد يتسبب تراكم السوائل الزائدة في الانتفاخ وجعل الملابس غير مريحة؛ لذا إن كنت تجد نفسك تستهلك الكثير من الملح يمكنك تخليص بدنك من وزن المياه الزائدة.

وعلى الرغم من أن ذلك يبدو غير منطقي، لكن زيادة شرب المياه هو أحد أفضل طرق التخلص من المياه الزائدة الناتجة عن التناول المفرط للملح.

ويمكن تفسير هذا بأنه عند تناول الكثير من الملح دون شرب الماء الكافي، يفرز جسمك هرموناً مضاداً للجفاف يمنعك من التبول، وبالتالي تزداد السموم في الجسم.

وعند زيادة شرب الماء، يقلل الجسم من إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول؛ فيزيد التبوُّل، ويتخلص من المزيد من الماء والمخلفات.

ويساعد على ذلك أيضاً تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، التي تعادل بعض آثار الصوديوم. ومن بين الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: البطاطس، والاسكواش، والفاصوليا، والموز، والسبانخ.

كن نشيطاً

ترتبط التمرينات المنتظمة -مهما كان وزن الجسم- بطول الحياة وتقليل مخاطر العديد من الأمراض والحالات المرضية، بما فيها: السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وبعض السرطانات.

ومع وجود العديد من الآليات المفيدة للصحة في التمرينات الرياضية، فإن تقليل الالتهابات هو النقطة الرئيسية.

ففي حين أن بعض الالتهابات ضرورية للتعافي من العدوى، أو لشفاء الجروح، فإن عدداً كبيراً منها يضعف أنظمة جسدك ويعزز الأمراض.

وبتقليل الالتهابات، تساعد التمرينات الرياضية أنظمة جسمك -ومن بينها نظام التخلص من السموم- على العمل بشكل جيد، وتحميها من الأمراض.

لذلك، يوصى بممارسة ما لا يقل عن 150-300 دقيقة من الرياضة المعتدلة أسبوعياً مثل المشي السريع، أو 75-150 دقيقة من التمرينات الشديدة أسبوعياً، مثل الجري.

نصائح أخرى للتخلص من السموم

على الرغم من أنه لا توجد حالياً أدلة تدعم استخدام حميات الديتوكس لإزالة السموم من الجسم، فإن بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة قد تساعد في تقليل ما يحمله من سموم، وتدعم نظام الجسم للتخلص من السموم.

  • تناول الأطعمة التي تحتوي على الكبريت: تعزز الأطعمة الغنية بالكبريت، مثل: البصل والبروكلي والثوم من عملية التخلص من المعادن الثقيلة مثل الكادميوم.
  • جرِّب الكلوريلا: الكلوريلا هي أحد أنواع الطحالب التي تحمل فوائد غذائية عديدة، ويمكن أن تعزز عملية التخلص من السموم مثل المعادن الثقيلة، وفقاً لدراسة على الحيوانات.
  • تبِّل الأطباق بالكزبرة: تحسِّن الكزبرة من التخلص من بعض السموم مثل: المعادن الثقيلة مثل الرصاص والمواد الكيميائية، بما في ذلك حمض الفثاليك، والمبيدات الحشرية.
  • ادعم الجلوتاثيون: يساعد تناول الأطعمة الغنية بالكبريت مثل: البيض، والبروكلي، والثوم في تحسين عمل مادة الجلوتاثيون، وهي أحد مضادات الأكسدة الرئيسية التي ينتجها الجسم، والتي تشارك بشكل كبير في التخلص من السموم.
  • استخدِم مواد التنظيم الطبيعية: يقلل استبدال منتجات التنظيم الطبيعية مثل الخل وصودا الخبز، محل منتجات التنظيف التجارية، من تعرُّضك لبعض السموم الكيميائية المحتملة.
  • اختَر العناية الطبيعية بالجسم: بإمكان استخدام مزيلات العرق ومستحضرات التجميل والمرطبات والشامبو ومنتجات العناية الشخصية الأخرى الطبيعية أن تؤدي إلى تقليل تعرضك للمواد الكيميائية.

أخيراً وليس آخراً

ومع أن هذه الطرق واعدة، إلا أنها لم تظهر نتائج إلا في التجارب التي أُجريت على الحيوانات. وبالتالي فهناك حاجة لدراسة أثرها على البشر لتأكيد هذه النتائج.

يقال إن حميات الديتوكس تساعد على التخلص من السموم، وبالتالي تحسن الصحة وتعزز خسارة الوزن.

لكن لا حاجة لجسمك في هذه الحميات -مع أنها مغرية- لأنه يمتلك نظامه الخاص شديد الكفاءة للتخلص من السموم.

وبذلك، يمكنك تحسين نظام التخلص من السموم الطبيعية في جسدك، وتحسين صحتك بشكل عام عن طريق شرب قدر كافٍ من الماء، وتقليل كميات الملح في طعامك، والبدء في زيادة الأنشطة الرياضية، واتباع حمية غنية بمضادات الأكسدة.

تحميل المزيد