اضطرابات النوم لدى الأطفال مشكلة جدية لا ترثؤ في نموهم فقط، بل حتى أمراض أخرى لاحقاً في الحياة. والحقيقة، أننا نتعرض جميعاً لمشاكل في النوم إما بسبب الإجهاد أو المرض، أو ربما تغيُّر الروتين المعتاد. استمرار هذه المشاكل يعني وجود اضطرابات في الأطفال.
لا يقتصر الأمر على الشعور بالنعاس في أثناء النهار فقط، إنما تكون هناك إمكانية لحدوث مشاكل صحية عقلية وبدنية تتمثل أحياناً في فقدان الذاكرة، وزيادة الوزن، وضعف الأداء الوظيفي، وتأثيرات سلبية على المزاج.
أنواع اضطرابات النوم الشائعة
– الأرق: ويعني عدم القدرة على النوم بشكل جيد في أثناء الليل، بسبب الإجهاد أو السفر، أو تناول أدوية معينة، وربما الكافيين الموجود في الشاي والقهوة.
– توقف التنفس في أثناء النوم: ويحدث عند توقف التنفس في أثناء النوم، وهو ما يجبر على الاستيقاظ لمتابعة التنفس، وعادة يحدث كثيراً طوال الليل، ولا يتذكر المصاب أنه استيقظ، ولكن يشعر بالإرهاق والتعب أثناء النهار.
– متلازمة تململ الساقين: وفي هذا الاضطراب تحدث حركات لا إرادية لا تقاوَم لكل من الساقين أو الذراعين في أثناء النوم.
– اضطرابات الساعة البيولوجية: ببساطة، الضوء هو الإشارة الرئيسة التي تؤثر في الإيقاع اليومي. في الليل، عندما يكون هناك ضوء أقل، فإن الدماغ يطلق الميلاتونين، وهو هرمون يجعلك تشعر بالنعاس. عندما تشرق الشمس في الصباح، يخبر الدماغ الجسم بأن الوقت قد حان للاستيقاظ.
وعندما تتعطل الساعة البيولوجية أحياناً بسبب عدم تزامنها مع وقت العمل، فقد تشعر بالنعاس، والرغبة في النوم بأوقات غير مناسبة.
ولكن، ماذا عن الأطفال؟ هل يعانون اضطرابات في النوم؟
بالطبع، يعاني الأطفال مشاكل واضطرابات في النوم، فالأطفال بحاجة إلى النوم 9 ساعات في كل ليلة.
ولكن، هناك من لا ينالون قسطهم الكافي من النوم. وهناك بعض العلامات التي تدل على أن الطفل يعاني اضطرابات النوم، ومن بينها:
- صعوبة في النوم ليلاً.
- توقف التنفس عند الأطفال
- صعوبة البقاء مستيقظاً خلال فترات النهار.
- انخفاض أداء الطفل في المهارات اليومية.
- قد يحدث أحياناً المشي في أثناء النوم، أو الكوابيس.
اضطرابات النوم لدى الأطفال تؤثر في نموهم
عند قلة النوم تحدث مشاكل سلوكية، ومزاجية، ومشاكل في التعلم والاستذكار، ولا يقف التأثر عند هذا الحد فقط.
فعندما يحدث اضطراب في النوم لدى الأطفال الصغار، خاصة أولئك الذين لم يكملوا النمو بعد، يمكن أن تكون هناك عواقب كبيرة، ذلك لأن إفراز هرمون النمو يحدث في أثناء الليل خلال مراحل النوم المحددة.
يبدو النوم العميق (non-REM)، الذي يحدث في وقت مبكر من الليل، مهماً بشكل خاص لإفراز هرمون النمو. هذا النوم يسود في الثلث الأول من الليل، وإذا اختل هذا النوم، فقد لا يحدث النمو بشكل طبيعي، ويبدأ الأطفال المتأثرون في التراجع عن منحنى النمو.
علاج اضطرابات النوم يعيد الطفل إلى مساره الطبيعي
عند وجود نسيج متضخم أو متورم بمجرى التنفس العلوي في أثناء النوم (مثل اللوزتين المتضخمتين، أو الزوائد الأنفية، أو الممرات الأنفية المنتفخة الناتجة عن التهاب الأنف التحسسي)، فإن التنفس يكون ضعيفاً.
ويقل بذلك الهواءُ المار عبر المجاري الهوائية إلى الرئتين؛ وهو ما يتسبب في قلة الأكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم.
ويلجأ الجسم في هذه الحالة إلى الاستيقاظ، لفتح المجرى التنفسي واستئناف التنفس الطبيعي، ومع استمرار الاستيقاظ على مدار الليل تقل جودة النوم؛ ومن ثم يتعطل إفراز هرمون النمو.
أي اضطراب في النوم يعطل النوم العميق قد يقلل من إفراز هرمون النمو. وعلاوة على ذلك، فإن مجرد عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يكون له التأثير نفسه.
لحسن الحظ، الأطفال الذين يعالجون انقطاع النفس في أثناء النوم تحدث لديهم طفرة في النمو. سوف يستردُّ الكثيرون مسارهم السابق للنمو، ويعودون إلى مستوياتهم السابقة.
هذا يشير إلى أن معالجة الظروف الأخرى التي تقلل جودة نوعية النوم، مثل متلازمة تململ الساقين، قد تكون مفيدة كذلك.
اضطرابات النوم وسمنة الأطفال والسكري
هناك رابط بين الحرمان من النوم والبدانة لدى البالغين والأطفال.
فهناك أدلة سريعة التراكم تشير إلى أن فقدان النوم الجزئي المزمن قد يزيد من خطر السمنة والسكري.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على متطوعين أصحاء، أن تقييد النوم مرتبط بتأثير سلبي على توازن الغلوكوز، حسبما نُشر على NCBI.
انخفاض الأنسولين بسرعة وبشكل ملحوظ دون تعويض كافٍ، يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكري.
تتوافق الدراسات الوبائية المحتملة في كل من الأطفال والبالغين مع الدور المسبب للنوم القصير، في زيادة خطر الإصابة بالسكري.
يرتبط تقليص النوم أيضاً بإحداث خلل في السيطرة على الغدد الصماء العصبية للشهية، مع انخفاض عامل هرمون الليبتين leptin وزيادة في هرمون غريلين ghrelin المعزز للجوع.
وهكذا، فإن فقدان النوم قد يغير من قدرة الليبتين والغريلين، للإشارة بدقة إلى الحاجة إلى السعرات الحرارية، والعمل في تناغم لإنتاج سوء فهم داخلي، لعدم كفاية توافر الطاقة.
بالتوافق مع الأدلة المختبرية، أظهرت الدراسات الوبائية المتعددة وجود ارتباط بين النوم القصير وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
يبدو أن هذه النتائج تستمر إلى فترة ما بعد فترة اضطراب النوم.
ففي عام 2005، أظهرت دراسة أن الحرمان من النوم في سن 30 شهراً تنبأ بالسمنة عند سن 7 سنوات.
ويفترض الباحثون أن اضطراب النوم قد يتسبب في ضرر دائم بمنطقة الدماغ المسماة تحت المهاد أو الوطاء hypothalamus، المسؤولة عن بعض عمليات الأيض.
بعض النصائح لتحسين نوعية نوم الطفل
هناك بعض العادات اليومية يمكنك اتباعها مع أطفالك لتحسين نومهم في فترات الليل، ومن بينها:
- تحديد وقت منتظم للنوم في كل ليلة، كذلك وقت الاستيقاظ. من الممكن أن يتأخر وقت الاستيقاظ في العطلات بما لا يتجاوز ساعة أو ساعة ونصف فقط.
- تحديد روتين يومي لفترة قبل النوم، من الممكن أن يكون حماماً دافئاً أو قراءة قصة قصيرة.
- الامتناع عن تناول أي مشروبات تحتوي على الكافيين قبل موعد النوم بـ6 ساعات.
- التأكد من درجة حرارة الغرفة، وانخفاض مستوى إضاءتها، ومنع الضوضاء من المنزل.
- يجب إيقاف التلفاز، والكمبيوتر، والموبايل قبل النوم بحوالي ساعة حتى تقل الإضاءة الزرقاء التي تعبث بالساعة البيولوجية.
- تجنب تناول الوجبات الكبيرة قبل النوم.