هل تحب مذاق السكر ولا تستسيغ طعم المشروبات الساخنة أو العصائر المُثلجة إلا بالكثير من السكر؟ هل تحب الحلويات وتضعف أمام مذاقها؟ السكر حلو أمر ربما لا ينكره الكثيرون، ولكن الإفراط في تناوله يمكن أن يسبب لجسدك الضرر.
فنحن نتناول أطعمه مثل الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان والحبوب تحتوي بشكل طبيعي على السكريات الطبيعية، يقوم الجسم باستيعاب هذه الكربوهيدرات ببطء حتى تتمكن خلاياك من تحصيل الطاقة التي تحتاجها بشكل ثابت.
ثم نتناول السكريات المُضافة والتي تأتي في الأطعمة والمشروبات المحلاة، وتكون في هذه الحالة شيئاً إضافياً لا يحتاجه الجسم.
ما هو المقدار الذي يصبح بعده السكر أكثر من اللازم؟
لا توصي جمعية القلب الأمريكية بأكثر من 6 ملاعق شاي من السكر المُضاف يومياً للنساء، أي ما يُعادل 25 غراماً من السكر، وبالنسبة للرجال فهي تنصح أن لا يزيد المقدار الذي يحصلون عليه من السكر المضاف عن 9 ملاعق شاي من السكر.
وهو ما يعادل 36 غراماً، وهو ما لا يحدث فالمواطن الأمريكي يحصل في المُعتاد على 22 ملعقة شاي من السكر في اليوم، وهو ما يوازي 88 غراماً من السكر.
هذا بخلاف الاعتياد على شرب علب الصودا والمياه الغازية، التي تحتوي العلبة الصغيرة منها على نحو 10 ملاعق من السكر، دون أي فائدة غذائية يجنيها الجسم من ورائها، وسنعرض لك أهم الأضرار الجسدية التي يسببها تناولك للسكر الزائد.
الأضرار التي يسببها السكر الزائد للجسم:
كثير من الأضرار التي يقود إليها إفراطك في تناول السكر، ومنها:
– زيادة الوزن:
تعتبر المشروبات المحلاة مصدراً كبيراً من مصادر السكريات المضافة، فإذا كنت تشرب علبة من المياه الغازية بشكل يومي، ولا تقوم بنشاط أو رياضة تحرق خلاله السعرات الحرارية الكثيرة التي اكتسبتها، فإن هذا يعني أنك خلال فترة قصيرة ستحصد زيادة كبيرة في الوزن.
زيادة الوزن ليست أمراً بسيطاً، ولا تؤثر سلباً على مظهرك الخارجي فقط، ولكنها أيضاً تقود إلى مُشكلات صحيّة متعددة ومجموعة متنوعة من الأمراض من بينها السكري وبعض أنواع السرطان.
– أمراض القلب:
إذا كنت تحصل على ¼ سعراتك الحرارية اليومية من السكر المضاف فإن احتمال الوفاة بأمراض القلب يُصبح أكثر من الضعف مقارنة بالأشخاص الذين يحصلون على نصف هذا المعدل من السكر.
لا يُعرف على وجه الدقة ما السبب في هذا، لكن يُمكن أن يكون السكر الإضافي يتسبب في رفع ضغط الدم أو يُطلق المزيد من الدهون في مجرى الدم، وكلا الأمرين بإمكانه أن يؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية وأمراض قلب أخرى.
– مرض السكري:
يمكن للمشروبات المحلاة على وجه الخصوص أن تُزيد من احتمالات الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية، وهذا يحدث لأن السكر عندما يبقى في الدم فإن الجسم يتفاعل مع هذا عن طريق تقليل كمية هرمون الأنسولين.
وهو هرمون يصنعه البنكرياس ويسمح لجسمك باستخدام السكر المُستخلص من الكربوهيدرات في الطعام الذي تتناوله، بهدف الحصول على الطاقة اللازمة للخلايا، أو لتخزين السكر للاستخدام المستقبلي.
يساعد هرمون الأنسولين على الحفاظ على مستوى السكر في الدم، فلا يحصل الجسم على نسبة عالية جداً من السكر فيحدث ارتفاع لنسبة السكر في الدم، ولا يحصل على كمية قليلة جداً فيحدث نقص لنسبة السكر في الدم.
يوصف الأنسولين في كثير من الأحيان بأنه "المفتاح" الذي يفتح الخلية للسماح للسكر بدخول الخلية واستخدامها للطاقة.
– ارتفاع ضغط الدم:
عادةً ما يُنظر للملح على إنه السبب الرئيسي والأهم في ارتفاع ضغط الدم، لكن بعض الباحثين يقولون أنه يجب النظر باهتمام إلى بلورة بيضاء أخرى مدعاة للقلق أكثر من الملح في ارتفاع ضغط الدم، وهي السكر.
إحدى الطرق التي يُعتقد أن السكر يرفع من ضغط الدم من خلالها هي عن طريق رفع مستويات الأنسولين في الجسم، وهو ما يجعل الأوعية الدموية بالجسم أقل مرونة.
فضغط الدم هو قوة دفع الدم على جدران الأوعية الدموية، ويرتفع ضغط الدم عندما يكون ضغط الدم في الشرايين أعلى مما ينبغي أن يكونه.
– ارتفاع الكوليسترول:
الوجبات الغذائية السكرية والمشروبات المُحلاة تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ في الجسم (LDL) وخفض النوع الجيد (HDL).
والكوليسترول هو مادة شمعية تُشبه الدهون وهي موجودة في جميع خلايا الجسم، يصنع الكبد الكوليسترول، وهو أيضاً موجود في بعض الأطعمة مثل اللحوم ومُنتجات الألبان، ويحتاج الجسم إلى بعض الكوليسترول للعمل بشكل صحيح وصحي.
لكن وجود المزيد من الكوليسترول في الدم يُزيد من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، وهناك نوعان رئيسيان من الكوليسترول: الكوليسترول الضار (LDL) و الكوليسترول الجيد (HDL).
ويؤدي ارتفاع مستوى LDL إلى تراكم الكوليسترول في الشرايين، أما وجود الكوليسترول الجيد (HDL) فيُفيد الجسم لأنه يحمل الكوليسترول من أجزاء أخرى من الجسم إلى الكبد، ويتولى الكبد إزالة الكوليسترول من الجسم.
– أمراض الكبد:
السكر الذي يستخلصه الجسم من الأطعمة والمشروبات المحلاة، يتحول في الكبد إلى دهون، فإذا كنت تحصل على كميات إضافية كبيرة من السكر فإن الأمر يتحول إلى أجزاء من الدهون تتراكم في الكبد، وهذا ما يسمى مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو ما قد يؤدي إلى التورم والتندب ثم تلف الكبد.
– تجاويف الأسنان:
يُفسد السكر الأسنان، فهو يُغذي البكتيريا الموجودة في الفم، وتترك هذه البكتيريا وراءها حامضاً يُزيل مينا الأسنان، وهي الطبقة السطحية الصلبة الخارجية لأسنانك، والتي تعمل على الحماية ضد تسوس الأسنان.
تعتبر مينا الأسنان أقوى المواد المعدنية الموجودة في جسمك، وهي حتى أقوى من العظام، لكن على الرغم من قوتها، فإن الأحماض اليومية التي تنشأ من بعض الأطعمة والمشروبات.
خاصة تلك التي تحتوي على السكر أو تحتوي على النشا، بإمكانها أن تجعل المينا في خطر.
فالأحماض التي تُنتجها بكتيريا الفم يمكنها أن تضعف وتدمر مينا الأسنان عن طريق مهاجمة وتنعيم سطح الأسنان، وبمجرد أن تختفي المينا فهذا يعني ضياع الأسنان وتعرضها للتسوس والكسور بسهولة.
تعتبر المشروبات السكرية والحلوى والشيكولاتة، من المخالفات التي تؤدي إلى كل هذه الأضرار بالفم، فإذا كنت تأكل الحلوى فعليك أن تغسل فمك بالماء بعد ذلك، أو شرب بعض الحليب لتحييد الحمض.
– اضطرابات النوم:
تناول الكثير من السكر خلال اليوم قد يؤدي إلى اضطراب مُستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى حالة من فرط الطاقة وزيادة النشاط، فيمكن لطبق من الأيس كريم أو الكعك أن يزودك بالسكر الذي بإمكانه أن يوقظك طوال الليل.
كما يمكنه أيضاً تقليل الوقت الذي تقضيه في النوم العميق، مما يجعل هناك اضطرابات في نومك لا تسمح لك بالاستيقاظ مُنتعشاً وحاصلاً على كفايتك من النوم.
– الاضطرابات المزاجية:
هل تشعر بالإحباط أو القلق أو الاكتئاب؟ ربما يكون السكر هو السبب، فقد ربطت عدة دراسات بين مشكلات السكر الزائد والصحة العقلية، فأظهرت دراسة أن الرجال الذين تناولوا أكثر من 66 غراماً من السكر يومياً، وهو ما يُقارب ضعف الكمية التي يُوصى بها، كانوا أكثر عُرضة بنسبة 23% للتشخيص بالقلق أو الاكتئاب مُقارنة بالرجال الذين تناولوا 40 غراماً من السكر أو أقل.
كما أن للسكر تأثيرات على الدماغ أيضاً، فقد وجد العلماء أن الأطعمة الحلوة إلى جانب الأطعمة المالحة والدهنية، يمكنها أن تحدث تأثيرات تشبه الإدمان في الدماغ البشري، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الذات، والإفراط في تناول الطعام، وزيادة الوزن لاحقاً.
البدائل التي يمكن الاستعانة بها بدلاً من السكر:
إذا قررت الاستغناء عن السكر، فستجد العديد من البدائل التي يُمكنك من خلالها تحلية الأطعمة والمشروبات المختلفة، ومن هذه البدائل:
1- العسل:
العسل من المواد الطبيعية الصحية التي يمكن استخدامها في تحلية الأطعمة والمشروبات، فقد استخدم العسل لقرون لشفاء الجروح ومكافحة العدوى، كما إنه يوفر عدداً من الفوائد الصحية الأخرى عند تناوله بدون تطرف، استخدام العسل وسيلة للتحلية الطبيعية يُحقق فائدة للجسم، ويوفر له عناصر غذائية تعمل كمضادات للأكسدة ومضادات للجراثيم والفيروسات ومضادات للالتهابات.
2- سكر التمر:
إذا استخدمت سكر التمر من قبل فستعرف كم هو حلو المذاق، وتعتبر التمور مصدراً جيداً للعديد من العناصر الغذائية الأساسية بما في ذلك البوتاسيوم والمنجنيز والماغنسيوم والنحاس والكالسيوم والحديد والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
ملعقة صغيرة من سكر التمر، المصنوع من التمور المجففة، تكفي للحصول على المذاق الحلو الذي تريده، هذه المعلقة تحتوي على نحو 15 سعرة حراري، وتوازي 3 غرامات من السكر.
3- سكر جوز الهند:
يُستخرج سكر جوز الهند من براعم أشجار جوز الهند، ملعقة شاي من سكر جوز الهند تحتوي على نحو 15 سعرة حراري، وتوازي حوالي 4 غرامات من السكر.
يُقدم هذا السكر للجسم العديد من المواد والعناصر الغذائية، مثل: الحديد والنحاس والزنك والبوتاسيوم والفوسفور والماغنيسيوم والكالسيوم ومضادات الأكسدة.