قد يكون من الصعب التوجّه إلى الخارج في الأيام الممطرة أو الثلجية، وقد يمنعك هذا من ممارسة الرياضة في الهواء الطلق كما كنت تفعل في السابق، ربما يكون من الصعب جداً مُمارسة الرياضة في الشتاء.
وهذا يجعل الكثيرون يُعانون من زيادة أوزانهم خلال هذا الفصل، وينتظرون قدوم الربيع حتى يستعيدون لياقتهم، لكن لا تجعل الجو البارد يُعطلك عن مُمارسة حياتك الصحيّة التي تحرص عليها.
فيمكن أن تساعد ممارسة التمرينات الرياضية في الشتاء على الحدّ من الكآبة الشتوية، وزيادة الطاقة، ومنع زيادة الوزن، وللحصول على هذه النتائج يجب معرفة بعض النصائح التي تُمكنك من الانطلاق وممارسة الرياضة خلال فصل الشتاء، وأنت مُحتفظ بدفئك، وتتمكن من الحركة دون الشعور بأن أطرافك على وشك التجمد، ودون الخوف من الإصابة بنزلات البرد المرضية التي يُحدثها الطقس البارد، من هذه النصائح:
الاستعانة بالملابس.. القُطن أكثر مُلاءمة
جانب رئيسي من محاولات التعامل مع الطقس البارد تكمن في الملابس، وفهم كيفية الاستغلال الأمثل لها للشعور بالدفء، فعند التعامل مع الطقس البارد يجب عدم ارتداء الملابس المصنوعة من القطن بشكل مُلاصق للجسم.
القطن يمتصّ العرق والمطر ويتسبب في الرطوبة التي تُزيد من الشعور بالبرد، واستبداله بالألياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون المُصمم ليجفّ بسرعة والذي يمتص الرطوبة بنحو 50% أسرع من القطن.
كذلك يجب ارتداء أكثر من طبقة من الملابس، فيُمكنك ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية كطبقة أولى تسحب العرق بعيداً عن جسدك عن طريق امتصاصه وتجفيفه، إذا كان الجو بارداً في الخارج، يُمكنك ارتداء طبقة متوسطة، مثل الصوف لمزيد من الدفء، ثم إضافة طبقة خارجية لحمايتك من الرياح والثلوج والمطر كطبقة خارجية عازلة.
ارتداء الألوان الزاهية، البعض يصف الطقس في الشتاء بأنه مُظلم وكئيب، ربما يُزيد ارتداؤك للون الأسود الأمر سوءاً، بارتدائك الألوان الزاهية ستتحسن حالتك النفسية، كما تقلّ احتمالات الخطورة عليك إذا كنت تتشارك الطريق الذي تتمرن به مع السيارات؛ لأنه سيجعلك مرئياً بشكل أفضل.
حافظ على أطرافك
عند التوجه للخارج لمُمارسة الرياضة في فصل الشتاء، عليك مراعاة أن يصل الدفء الكافي إلى أطرافك والأجزاء الأكثر تأثراً بالبرد، فالأصابع والأذنان والأنف والقدمان تتأثر بدرجة أكبر من غيرها بالطقس البارد؛ لأن الدم يصل إليهم بشكل أقل من سائر الأطراف.
لذلك يُمكنك دوماً الاستعانة بالقُفازات والجوارب الصوفية التي لديها القدرة على تجفيف الماء أسرع من نظيرتها القطنية، ويُمكن بالنسبة للرجال الاستعانة بملابس داخلية مصنوعة من الأقمشة الاصطناعية.
إذا وجدت رغم هذا قدمك باردة وأصابعك توشك على التجمد، فعليك النظر في تصميم حذائك، فقد صُممت أحذية الجري بشكل يسمح بتقليل درجة الحرارة على القدمين، وهذا ما لا يتناسب مع الطقس شديد البرودة، حينها يُمكنك الاستعانة بأغطية الأحذية التي تُساعد على الاحتفاظ بالحرارة، البارد، أو شراء حذاء مُصمم خصيصاً للتعامل مع الطقس البارد.
بشرتك تحتاج إلى الاهتمام أيضاً
هواء الشتاء ليس بارداً فقط إنه جاف أيضاً، وللحفاظ على بشرتك من الجفاف خلال الخروج لممارسة الرياضة في الشتاء، فعليك شرب 8 أكواب من الماء على الأقل يومياً، بالإضافة إلى الاحتفاظ الدائم بكريم ترطيب، ويُوصى باستخدام الفازلين على المناطق الأكثر حساسية مثل فتحتي الأنف وجانب الأنف والأذنين.
قبل الخروج لممارسة الرياضة في الشتاء، عليك أن تضع الكريم الواقي من الشمس، فرغم أن الجو يكون غائماً والشمس غير ظاهرة أمام عينيك فإن الأشعة فوق البنفسجية تظل تصل إليك، يجب أيضاً استخدام بلسم للشفاه قبل وأثناء وبعد ممارسة الرياضة في الشتاء.
يجب أيضاً ارتداء وشاح على وجهك لا يظهر منه غير عينيك، فهذا يحميك من البرد، ويحميك أيضاً إذا كان الجو به عواصف أو يحمل أتربة.
كلمة السر.. تمارين الإحماء
عند ممارسة الرياضة في الشتاء، فعليك أن تبدأ بعمليات إحماء بسيطة تُحاكي التمرين الذي توشك على أدائه، ولكن بحركات أقل وأبطأ، فممارسة الرياضة في الشتاء يُعرضك لاحتمال الإصابة بالالتواءات والشدّ العضلي أكثر من احتمالية حدوث هذا في الفصول الأخرى من السنة، وعمليات الإحماء البسيطة تُزيد من تدفق الدم، وتُساعد على رفع درجة الحرارة في العضلات، لتُصبح أكثر مرونة وأقل تعرضاً لخطر هذه الإصابات.
فإذا كنت على وشك البدء في تمرين الجري، فيُمكن أن تكون تمارين الإحماء هي تقليب الذراعين وتحريكهما في الهواء مع الساقين بحركة بطيئة في البدء.
المزيد من الماء.. وطعام المُناسب
بعض الناس لا يشعرون بالعطش أثناء مُمارسة الرياضة في الشتاء، الأمر لا يُشبه ممارستهم للرياضة خلال فصول السنة الأخرى التي يحتاجون فيها شرب كميات كبيرة من الماء، ما يجب معرفته أن ممارسة الرياضة خلال الشتاء أيضاً كما الفصول الأخرى تجعلك تفقد الكثير من السوائل من خلال العرق، ويجب تعويض هذه السوائل بشرب الماء.
ربما يمكنك الاستعانة بمُلاحظة البول لمعرفة كم يحتاج جسمك لشرب الماء، البول القليل غير المُنتظم، يُنبهك أن جسدك يحتاج الماء، وإنك لا تعوضه بشكل جيد عمّا يفقدة من السوائل، وربما يصل الأمر إلى الجفاف الذي يُسبب بدوره الصداع والدوار والإجهاد.
كذلك أنت بحاجة إلى تناول الأطعمة التي تُلائم ممارسة الرياضة عموماً، وممارسة الرياضة في الشتاء بطقسه البارد خصوصاً.
تناول ما يكفي من الطعام خلال اليوم، للحصول على العناصر الغذائية الأساسية، وكمية مُناسبة من الدهون والكربوهيدرات، التي يستخدمها الجسم كطاقة للحفاظ على الدفء.