ألم بالحلق وصعوبة في البلع والتهاب باللوزتين والجيوب الأنفية. عوارض التهاب البلعوم العقدي كثيرة ومؤلمة، والسبب بكتيريا تتأهب للانتشار مع موسم الخريف والشتاء فاحذرها.
التهاب البلعوم العقدي (المعروف أيضاً باسم التهاب البلعوم أو التهاب اللوزتين بالعقديات) هو التهاب تتسبب فيه بكتيريا العِقْديّة المقيِّحة أو عقديات المجموعة "أ".
يُعد التهاب البلعوم العقدي شديد العدوى، ويمكن أن ينتشر عن طريق الإفرازات الأنفية واللعاب.
غالباً ما يصيب هذا المرض الأطفال دون 16 عاماً، وهو من أكثر الأمراض شيوعاً في فصلي الشتاء والربيع، وفقاً لما نقله موقع Live science الأميركي لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها.
الأسباب محدودة والمضاعفات متنوعة
يمكنك أن تلتقط بكتيريا العِقْديّة المقيِّحة عندما تتعرض لقطرات من لعاب شخص مصاب بالمرض؛ أي من سعال أو عطس المصابين.
ولا تعد البكتيريا الحلقية شديدة الخطورة على وجه الخصوص، ولكن قد تتفاقم الإصابة، خاصة إذا لم يتم علاجها.
وفي حال لم تتحسن حالة المصاب بالتهاب البلعوم العقدي في غضون يومين من بدء العلاج، فقد يشير ذلك إلى وجود عدوى أخرى، أو انتشار البكتيريا في مناطق أخرى خارج الحلق، أو رد فعل التهابي.
كما أنه إذا تُرك الالتهاب دون علاج، فقد يصيب اللوزتين والجيوب الأنفية، ويمكن أن يصيب الأذن الوسطى والجلد والدم أيضاً.
عوارض التهاب البلعوم العقدي تبدأ في الفم وتنتهي بالطفح الجلدي
عادة ما تظهر أعراض الإصابة بالتهاب البلعوم العقدي بعد عدة أيام من التعرض للبكتيريا.
وتتمثل أكثر هذه الأعراض شيوعاً، في احتقان الحلق، وصعوبة بالبلع. وقد يشعر المصاب أيضاً بتورم على مستوى اللوزتين والعقد اللمفية.
كما قد يعاني بعض الأشخاص الحمى، أو آلاماً في المعدة، أو القيء، أو الإرهاق، أو الصداع .
علاوة على ذلك، هناك إمكانية ظهور طفح جلدي أبيض على اللوزتين، وفقاً لمجموعة "مايو كلينك" الطبية.
التشخيص والتحاليل.. افتح فمك
لتشخيص الإصابة بالتهاب البلعوم العقدي، يجري الطبيب فحصاً جسدياً ومسحة للحلق.
وفي أثناء الفحص الجسدي، يفحص الطبيب الحلق والفم بحثاً عن علامات العدوى، ومن ضمنها الاحمرار والتورم.
كما سيتحقق الطبيب أيضاً من الحمى والعقد الليمفاوية، التي تتوسع في حالة الإصابة بالعدوى.
الأسباب وأسماء البكتيريا المتهمة بالتسبب في هذا المرض
يمكن أن تسبب العديد من أنواع البكتيريا التهاب الحلق، وبشكل أكبر مما ذُكر آنفاً.
ولتحديد نوع البكتيريا، يجري الأطباء مسحة للحلق، من خلال فرك مسحة قطنية على الجزء الخلفي من الحلق واللوزتين.
ويمكن بعد ذلك تمرير العينة إلى ما يسمى "اختبار المستضد السريع"، الذي لا يستغرق سوى بضع دقائق ويكشف ما إذا كانت الجزيئات التي تسمى مستضدات مرتبطة ببكتيريا "عقديات المجموعة أ" قد ظهرت.
وبإمكان الأطباء أيضاً زراعة البكتيريا (الزرع الحيوي الدقيق) في المختبر، وهو اختبار يمكن أن يستغرق يومين.
على الرغم من أن الأطباء غالباً ما يشكّون في أن بكتيريا التهاب البلعوم العقدي تمثل سبب التهاب الحلق، فإن الباحثين بجامعة ألاباما في برمنغهام وجدوا أن هناك بكتيريا أخرى تتسبب في ذلك، وهي بكتيريا المغزلية الناخرة، التي يجب أن تكون أيضاً على قوائم الأطباء المختصرة.
العلاج والدواء طبيعيان.. وعلى الأرجح مضادات حيوية
من الممكن التخلص من التهاب البلعوم العقدي من دون دواء. ومع ذلك، يمكن أن يرتفع خطر حدوث مضاعفات لدى بعض الأشخاص، كما أن البكتيريا تعتبر معدية إلى أن يتم علاجها.
عادة ما يصف الأطباء دواء البنسلين أو أموكسيسيلين لعلاج المصابين بالتهاب البلعوم العقدي.
وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية من البنسلين، يمكنهم استخدام أجيال جديدة من المضادات الحيوية، التي تشمل سيفالكسين، والإريثروميسين، وأزيثروميسين.
وتقضي كل هذه المضادات الحيوية على البكتيريا المتسببة في التهاب البلعوم العقدي، وتخفف من الأعراض وتقلل من مدة مرض الشخص المصاب.
كما أشارت مجموعة "مايو كلينك" إلى أن الأطباء قد ينصحون باستعمال أدوية لتخفيف الألم وخفض الحمى.
وفي غضون 24 ساعة من بدء العلاج، تصبح إصابة الشخص غير معدية، كما أنه يشعر بالتحسن.
مع ذلك، ينبغي استخدام جميع الأدوية التي وصفها الطبيب على امتداد الفترة المقررة لمنع حدوث أي مضاعفات.
والأهم من الدواء الراحة والكثير من الماء
بالإضافة إلى الدواء، يجب على المصابين التمتع بالراحة وعدم مزاولة أعمالهم أو دراستهم، فضلاً عن شرب الكثير من الماء وتجنُّب المواد الكيميائية والبيئات التي قد تؤدي إلى تهيج الحلق.
كما يمكن غرغرة المياه المالحة الدافئة، واستخدام المرطب وتناول الأطعمة الطرية والباردة لتهدئة الحلق.
وإذا كنت كثير الإصابة بالالتهاب.. فالأفضل استئصال اللوزتين
وهناك بعض الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق بشكل متكرر. وفي كثير من الأحيان، يلجأ الأطباء إلى إزالة اللوزتين؛ لمنع الإصابة بمزيد من الالتهابات.
أنواع أخرى من عدوى البكتيريا.. هل سمعت عن الحمى القرمزية؟
يمكن أن تتسبب بكتيريا "عقديات المجموعة أ" في الإصابة بالحمى القرمزية.
وتعتبر الإصابة بهذا المرض أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عاماً، والتي عادة ما تبدأ بالحمى والتهاب الحلق.
وعادةً ما تكون الحمى القرمزية مرضاً بسيطاً قد يُشفى الشخص منه من تلقاء نفسه، لكن العلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن يساعد في اختفاء الأعراض بمدة أقصر.
قد تنتقل البكتيريا إلى الأطفال عند الولادة
تمثل بكتيريا "العقدية المجموعة ب" نوعاً آخر من التهاب البلعوم العقدي، والتي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالتهاب الدم، والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا لدى الأطفال حديثي الولادة.
وتحمل بعض النساء هذا النوع من البكتيريا في الأمعاء والمهبل، ولكن لا يتم نقلها عبر الاتصال الجنسي.
مع ذلك، بإمكان الأمهات تمرير البكتيريا إلى الأطفال حديثي الولادة في أثناء الولادة، وفقاً للمكتبة الوطنية الأميركية لعلم الطب.
ولا يصاب معظم الأطفال الذين يتواصل بعضهم مع بعض بالمرض، لكن الأطفال القلائل الذين يصابون به يمكن أن يواجهوا مشاكل حادة، من ضمنها التهاب بالدم (الإنتان)، أو الرئتين (الالتهاب الرئوي) أو الدماغ (التهاب السحايا).
وبناء على ذلك، يفحص الأطباء جميع الأمهات المتوقع إصابتهن بالبكتيريا.
ويتم وصف المضادات الحيوية في أثناء المخاض للنساء اللاتي كانت نتيجة اختبارهن لهذا النوع من البكتيريا إيجابية.
وقد تصيب المسالك البولية عند البالغين وأماكن أخرى
أما بالنسبة للبالغين، فيمكن أن تتسبب بكتيريا "العقدية المجموعة ب" في الإصابة بالتهاب المسالك البولية، والتهابات الدم، والتهابات الجلد، والالتهاب الرئوي، ونادراً التهاب السحايا.
ووفقاً للمكتبة الوطنية الأميركية لعلم الطب، يمكن أن يسبب التهاب البلعوم العقدي التهاب الكلى، والإصابة بما يسمى التهاب كبيبات الكلى ما بعد العقديات.
ويمكن أن تحدث الإصابة بهذا المرض بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بالتهاب البلعوم العقدي.
لذا، لو كنت تشك في إصابتك بهذا الالتهاب فعليك أن تراجع طبيبك على الفور؛ كي تحاصر البكتيريا المتهمة في مكان واحد، فلا تنتقل إلى جبهات أخرى من جسمك.