ينشأ هذا المرض على مدى عدة سنوات دون الشعور بألم أو أي أعراض أخرى، وغالبا ما يكتشف بعد الإصابة بكسر، لذلك سمي ب"المرض الصامت"، إنه هشاشة العظام (Osteoporosis)، يسمى أيضا بمرض "العظام المنخورة"، لأنه تصاحبه حالة ضعف في العظم تسبب انخفاض كثافة العظام فتصبح هشة مما يؤدي لسهولة كسرها.
الآية القرآنية الرابعة من سورة مريم تقول {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} فقد كان سيدنا زكريا عليه السلام كبيرا في السن فدعا ربه بهذا الدعاء ليهبه غلاما طيبا ويكون رضيا، ووهن العظم أي ضغفه هو أمر طبيعي مع تقدم السن.
فعظامنا أعضاء حية، فيها توازن بين عمليتي البناء والهدم، تكون عملية البناء أقوى في مقتبل حياتنا فتصل الكثافة العظمية إلى ذروتها في العشرينيات من العمر، ومع التقدم في العمر تصبح عملية الهدم أسرع، فيبدأ الترقق تدريجياً ليصبح العظم قابلاً للكسر.
هذه الآية تعطينا الأمل بأن نكون قادرين على الاعتناء بصحتنا، وأن نحافظ على هذا الجسد الذي وهبنا الله إياه، وألا نستسلم لأي وهن أو ضعف أو مرض مهما بلغنا من العمر، فالله تعالى قادر على حمايتنا، فكيف نكون قادرين على الحفاظ على هذه العظام التي وهبنا الله إياها لأداء وظيفتنا وهي عمارة الأرض .. التالي بعض السبل التي تساعدنا على ذلك:
1- تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم يوميا
يعد الحليب، اللبن الرائب، الجبن، الخضراوات الورقية الخضراء مثل البروكولي، السبانخ واللفت بالإضافة إلى الأسماك مثل السردين، السلمون، ومنتجات الصويا من أهم مصادر الكالسيوم، بالإضافة إلى المنتجات المعززة بالكالسيوم مثل عصير البرتقال وحبوب الإفطار، كما يتوفر الكالسيوم على شكل مكملات غذائية.
تعد المصادر الغذائية أفضل من المكملات الغذائية، لأن هذه المكملات إذا أخذت بجرعات كبيرة يرافقها آثار جانبية عديدة تبدأ بالإمساك وتصل إلى ارتفاع في ضغط الدم، تكوِّن حصوات في الكلى واضطرابات نظم القلب.
2- التعرض لأشعة الشمس
يقوم الجسم بالتصنيع المباشر لفيتامين "دي" بعد التعرض المباشر لأشعة الشمس، يساعد فيتامين "دي" على سرعة امتصاص الكالسيوم المسؤول عن قوة العظام وصحة بنائها، ويعد السمك، البيض، منتجات الألبان، والكبد، والفطر (عيش الغراب) من أهم المصادر الغذائية لفيتامين "دي".
يجب توخي الحذر من الجلوس لفترة طويلة تحت أشعة الشمس خوفا من الإصابة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى الانتباه إلى استخدام واقيات الشمس باستمرار يسبب نقص فيتامين (د).
3- ممارسة التمارين الرياضية
تعد العظام من الأعضاء الحية والمتحركة وبممارسة التمارين الرياضية مثل المشي، الهرولة البسيطة، السباحة واليوغا تزداد قوة العظام وصلابتها، بالإضافة إلى أن الرياضة تساعد في بناء العضلات وتقويتها وإعطاء المرونة والاتزان للجسم وبالتالي تقلل من فرصة السقوط وحدوث كسور.
4- تجنب التدخين والكحول
أثبتت الدراسات الحديثة أن التدخين يعد من أهم العوامل المسببة لهشاشة العظام، وذلك لأن العظام تستمد الأوكسجين والمعادن عن طريق الدم، والتدخين يرفع نسبة مادة النيكوتين التي تسبب انقباضا في الأوعية الدموية، وبالتالي تقل كمية المواد الغذائية التي تصل إلى العظام، وأثبتت الدراسات أن التدخين هو السبب الرئيسي وراء إصابة الرجال بهشاشة العظام، كما أن التدخين يؤثر على إنتاجية هرمون الإستروجين الذي يعمل على إبقاء العظام قوية، ولذلك فالنساء المدخنات ينقطع لديهن الطمث أسرع وتزداد لديهن سرعة فقدان العظم، كما أن الكحول يعيق قدرة الجسم على الحفاظ على العظام صحيحة وسليمة.
5- الحفاظ على بنية قوية ووزن طبيعي
النحافة والبنية الضعيفة تزيد فرصة الإصابة بالهشاشة، كما أن السمنة وزيادة الوزن المفرطة خاصة في منطقة البطن تؤثر سلباً على العظام والمفاصل، أيضاً الرجيم القاسي يعد من العادات السيئة التي تسبب الهشاشة نتيجة لنقص في العناصر الغذائية المهمة، الدراسات تبين أن الوزن المعتدل والكتلة الدهنية في الجسم تقلل من احتمالية حدوث وهن للعظم.
6- التقليل من الكافيين
المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة تسبب فقدانا كبيرا للكالسيوم في البول وبالتالي نقص كتلة العظام.
7- الاعتدال في تناول الأغذية الغنية بالبروتين
إن تناول الأغذية الغنية بالبروتين يؤدي إلى زيادة مستوى الحموضه في الدم، فيقوم الجسم بزيادة استهلاك الكالسيوم من العظم في محاولة للتخفيف من مستوى الحامض في الدم، فكلما كثر استهلاك البروتين ازدادت الحاجة إلى الكالسيوم وبالتالي تزداد نسبة الإصابة بترقق العظام.
7- تجنب الاكتئاب والقلق والتوتر
أشارت دراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والقلق والتوتر وقلة النوم هم الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
8- تجنب التعرض للعقاقير الستيرويدية لمدة طويلة
9- تجنب تناول بعض الأدوية بجرعات عالية من تلك التي تؤدي إلى التقليل من كثافة العظام منها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.