بعدما وجدنا أنفسنا، أنا وزميلي، في المغرب، لسبعة أيامٍ، لإنجاز بعض العمل في قيظ الصيف، قضيناها في تتبع 300 متسابقة رالي عبر الصحراء الكبرى، قرَّرنا أننا لا يمكن أن نغادر هذا البلد دون أن نكتشف شيئاً من بهائه الغرائبي الذي يميز السياحة في المغرب.
أنهكنا التعب ونحن نتسلق كثباناً شاهقةً تتناثر عليها الجمال، ونمنا في خِيَامٍ نصبناها بنفسنا، والرمال في شعرنا خير دليلٍ. الآن، نحن مستعدان لبعض الغرابة والرفاهية التي تشجِّع المسافرين على أن يقصدوا المغرب منذ عقودٍ. نريد أن نرى مروضي الأفاعي، وشوارع متاهيةً، وساحاتٍ مترفةً. نريد المفاصلة مع البائعين على سجاجيد ومساند، ثم نذهب لتناول الشاي بالنعناع والطاجين المغربي. ولا مانع لدينا من قضاء بعض الليالي على مراتب سرير حقيقيةٍ أيضاً.
وألهمتنا المتسابقات بأن نفعل كل هذا سفراً بالسيارة. فما الذي يمكن أن يكون أروع من رحلةٍ بالسيارة عبر شمال إفريقيا و السياحة في المغرب ؟ فقد وصف لي أحد الأشخاص ذات مرةٍ أن الساعات الأربع بين الصحراء الكبرى في وسط المغرب ومراكش، إلى الشمال الغربي، هي من أكثر الرحلات الخلّابة المناظر، وهو الاقتراح الذي لم يسقط من ذاكرتي منذ سمعته.
من جبال الأطلس إلى سحر مراكش
يمكننا الوصول إلى ساحل الأطلسي خلال بضع ساعاتٍ أخرى، مارِّين بـ480 كم من المظاهر الطوبوغرافية المتنوعة في غضون سبع ساعاتٍ تقريباً. تبدو مغامرةً سهلة التنفيذ نسبياً. قيل لنا إنَّ من الصعب أن نضلَّ طريقنا -فليس هناك سوى طريقٍ واحدٍ- لكن ذلك الطريق طويلٌ، ومنحدرٌ، وزاخرٌ بالتعرُّجات الحادة والبقع العمياء. فكَّرنا في قطع الرحلة وحدنا، ولكن نُصِحنا بالاستعانة بخدمات سائقٍ محترفٍ.
استشرت صديقاً من وكالة السفريات الفاخرة (Epic Road) سبق له أن قطع هذه الرحلة مسبقاً. فساعدنا على تحديد وجهاتنا، ويبحث لنا عن سائق متمكن يستطيع أن يأخذنا إلى هناك على مدار خمسة أيامٍ. سنبدأ في سكورة، وهي واحة على حافة الصحراء الكبرى، ثم نمرُّ في طريقنا بجبال الأطلس، وهي سلسلة جبالٍ قليلة السكَّان تمتدُّ عبر المغرب والجزائر وتونس، ونصل إلى الريف الأمازيغي الخصب. ومن هناك، سنمضي في طريقنا إلى مراكش المزدحمة قبل التوجه نحو بلدة الصويرة الساحلية الهادئة، التي هي موقع مدينةٍ داخليةٍ مُسَوَّرةٍ مُستَلهَمةٍ من المعمار الأوروبي، وهي واحدةٌ من 10 مواقع حدَّدتها منظمة اليونسكو بأنَّها مواقع تراثٍ عالميٍّ في المغرب.
في السنوات الأخيرة، تتربَّع مراكش باستمرارٍ على صدارة أشهر الوجهات السياحية في العالم. ويرجع جزءٌ من جاذبية السياحة في المغرب إلى مدى اختلافه -لدرجة تقترب من الخيال- وسهولة الوصول إليه في آنٍ واحدٍ، إذ يبعد المغرب عن أوروبا 14 كم فقط بحراً وسبع ساعاتٍ بالطائرة من نيويورك. (تنظِّم شركة الخطوط الملكية المغربية رحلاتٍ يوميةً مباشرةً إلى الدار البيضاء من عدة مدنٍ، من ضمنها نيويورك وواشنطن). ومن هناك، يتوجَّه العديد من المسافرين صوب مدينةٍ مغربيةٍ أخرى بالطائرة أو بالقطار؛ وإذا شئت أن تقطع رحلةً بالسيارة مثلنا، فعليك أن تستقلَّ طائرةً من الدار البيضاء إلى مدينة ورزازات.
يعتنق 98% من الشعب المغربي الدين الإسلامي، وهو ما يتَّضح في تردُّد صدى الأذان عدَّة مراتٍ كل يومٍ، بدءاً من الفجر، ويتَّضح كذلك في صعوبة (ولكن ليس استحالة) الحصول على شراب كوكتيل كحولي. ولكن في المجمل، الإسلام الوسطيُّ هو السائد. فترتدي معظم النساء المغربيات الحجاب، لكن الشعب المغربي لا يتوقع من الأجنبيات ارتداء الحجاب أيضاً، وإن كنت قد التزمت دوماً بارتداء ملابس محتشمةٍ، كسراويل أو فساتين طويلةٍ، حتى في أوج الحرِّ. ومن السهل أن تقضي مصالحك باستخدام اللغة الإنكليزية، ولم أشعر قطُّ بعدم الأمان أو عدم الترحاب.
في الواحات.. تحلو الحياة
محطتنا الأولى هي سكورة، واحةٌ من الزيتون، واللوز، ونخيل التمر الذي يَحُدُّ الصحراء الكبرى، التي تحتضن سلسلة من قرى الأمازيغ، إلى جانب أحد أفخم الفنادق المنصوح بها أثناء السياحة في المغرب . دار أحلام (darahlam.com) هو قَصبَةٌ من القرن الـ19 جرى ترميمها في موقع مربع صيدٍ تابعٍ لأحد سلاطنة القرون الوسطى، ويحتوي الفندق على 144 غرفةً فحسب، تقع في نهاية طريقٍ رمليٍّ طويلٍ، وهو مكانٌ من النوع الذي تبدأ فيه إجازتك أو تختمها به ختاماً مثالياً.
أسَّسه منسِّق فعالياتٍ فرنسيٌّ ذو خلفيةٍ في تنظيم الفعاليات الفانتازية، لذلك لا تشعر بأنه فندقٌ على قدر ما هو موقع تصويرٍ سينمائيٍّ سحريٍّ، أسطح ردهاته من الجصِّ المغربيِّ التقليديِّ وتضيئه الشموع، وأركانه الخفية مُكَدَّسةٌ بالوسائد والمساند. (احتجت إلى الإرشاد للعودة إلى غرفتي أكثر من مرةٍ). يأتي الضيوف إلى هنا لتجربة الصحراء على متن سيارات رباعية الدفع، مستمتعين بتناول الشمبانيا عند غروب الشمس أعلى الكثبان الرملية، أو بالسهرات الليلية في مخيَّم المنتجع الذي يقع على بعد خمس ساعاتٍ. وهناك أيضاً رحلاتٌ نهاريةٌ لاستكشاف قصباتٍ عمرها مئات السنين والتجوال عبر القرى المجاورة. ولكن كما يقول المدير العام هشام حرايد روشيت، تتردَّد على الفندق أعدادٌ كبيرة من النزلاء الراغبين في الاسترخاء بكأسٍ من النبيذ المغربي، وكتابٍ على المسبح الطويل الذي تظلِّله أشجار النخيل بانتظار وجبتهم التالية، التي تتحدَّد بناءً على تفضيلات الضيوف، وتُقَدَّم في مواقع مفاجئةٍ، إما داخل حدود الفندق أو خارجها. وبما أننا قد أمضينا بعضَ الوقت في الكثبان بالفعل، فقد اخترنا أن نقضي إقامتنا على هذا النحو، لنُعِدَّ أنفسنا للرحلة البرِّيَّة القادمة.
طريق الذهب والعاج
في الصباح التالي، بعد تناول الفطور في حديقة الفندق العامرة بورد الجوريِّ، غادرنا. منذ قرونٍ، كان تجَّار الصحراء يسلكون الطريق من سكورة إلى مراكش، لنقل الذهب والعاج والملح إلى المدينة، ومع أن الحركة المرورية به قد ازدادت، وارتفعت أرقام السياحة في المغرب ، فهو لم يتغيَّر كثيراً على مرِّ الزمان.
وخلال الساعات التالية، مرَّت سيارتنا من خلال قرى تقليديةٍ رأينا فيها رعاةً أمازيغ مع قطعانهم. وكلَّ نصف ساعةٍ يتغير المشهد الطبيعيُّ، فنرى الحقول الخضراء من أمامنا، والجبال ذات القمم الثلجية من ورائنا. واكتشفنا على مدار الرحلة أن سيارتنا المستأجَرة تستحق التضحية التي قدَّمناها بتخلّينا عن روح المغامرة المستقلة، والسبب الرئيسيُّ هو أن المنعطفات الخالية من حواجز الحماية لا يمكن التعامل معها إلا بواسطة سائقٍ محترفٍ. بالإضافة إلى أنها تسمح لنا بالاستمتاع بقدرٍ أكبر بالمناظر المدهشة، وبعضها من ارتفاعاتٍ تصل إلى أكثر من 2000 مترٍ.
ستكون محطتنا التالية في برنامج السياحة في المغرب هي الريف الواقع على ناحية مراكش من جبال الأطلس، إذ فضَّلنا عبور الجبال مرةً واحدةً. إلا أن هناك عدة قصباتٍ مُرَمَّمةٍ على الطريق تستضيف الراغبين في إمضاء بعض الوقت في التجوُّل بالجبال سيراً على الأقدام أو بالدراجات الجبلية، أو الاستراحة بجانب نار مخيَّمٍ. ومن هذه القصبات قصبة توبقال، وقصبة تامادوت لصاحبها البريطاني ريتشارد برانسون ().
لكن البادية الأمازيغية صارت مهرباً أنيقاً جديداً لمن يرغبون في الاقتراب من مراكش، دون الدخول في زحامها، مما مهَّد الطريق في الآونة الأخيرة لظهور خيارات إقامةٍ جديدةٍ مثل Berber Lodge، وهو فندقٌ من تسع غرفٍ في أحضان فدادين من حدائق الزيتون على بعد 20 دقيقةٍ خارج المدينة.
وصاحب الفندق ومديره هو المغترب السويسري رومان ميشيل مينيي، الذي صنع اسمه بتصميم ديكور بعض أكثر المواقع رواجاً في مراكش. وعند وصوله إلى مراكش، انجذب كغيره من الوافدين نحو جموح المدينة القديمة، ورأى نفسه "يحتسي الشاي بالنعناع، ويدخِّن السجائر المجنونة"، على حدِّ قوله. وتنعكس هذه الرؤية على أعماله الأولى في ديكورات فنادق صغيرةٍ مثل Riad de Tarabel وRiad Mena، في مراكش، وKasbah Bab Ourika في جبال الأطلس. ولكنه وقع حقاً في غرام السياحة في المغرب أثناء زياراته في العطلات الأسبوعية إلى البادية الأمازيغية، حيث يبني الناس بيوتهم من الصخر والطين ويرعون بساتينهم الصغيرة.
عندما بدأ يفكِّر في إنشاء دار ضيافةٍ خاصةٍ به، انجذب نحو أسلوب حياة الأمازيغ وتصميمه: حداثي وبسيط. فيقول إنَّ الآخرين جميعاً كانوا يشيِّدون "قصوراً هنديةً، أو صورة شرقية حالمة أقرب ما تكون إلى أفلام ديزني. أما أنا فأردت أن أصنع شيئاً يساعد على الاسترخاء بدلاً من ذلك. مكانٌ مريحٌ لمن يرغبون بشدةٍ في الاختفاء عن الأنظار، حيث يمكن للناس أن يحضروا عائلاتهم، ويسبحوا ويتناولوا وجبةً شهيةً".
السياحة في المغرب : ألف ليلة وليلة بمدينة مراكش
يجري بناء الغرف باستخدام تقنياتٍ ومواد أمازيغيةٍ تقليديةٍ (طوب طينيّ، وروافد من خشب الكافور)، موزَّعةً حول بيتٍ مركزيٍّ على شاكلة قرى الأمازيغ، ومزيَّنة على نحوٍ أنيقٍ وبسيط، بالأنسجة المغربية الكلاسيكية، وقطع الروطان، والنماذج محلية الصنع لتحفٍ فرنسيةٍ. هنا يتجمَّع الضيوف -وهم مزيجٌ متعدد الجنسيات لهواة السياحة في المغرب – جوار نار المخيم لتناول مشروبات الكوكتيل والوجبات الموسمية المغربية والرائجة في بلدان البحر المتوسط، مثل طاجن الدجاج بالسفرجل والخوخ المسلوق بلويزة الليمون، وتُقطَف الثمار من حديقة الفندق العضوية.
وكما هو متوقع، ومع أنَّ الفندق قادرٌ على تنظيم أنشطةٍ مثل جولاتٍ في سوق الأمازيغ، ورحلات تسوق إلى مراكش، ودروس طهي، يقول ميشيل مينييه إنَّ معظم الضيوف يسعدون بقضاء وقتهم في مجرَّد احتساء الشاي بالنعناع والاستمتاع بالمنظر.
بعد بضع ليالٍ، نودِّع رفقاء الفندق ونشدَّ الرحال مجدداً في السيارة متوجهين نحو مراكش. ولأن مراكش كانت مدينةً إمبراطوريةً في السابق، فهي لا تخلو من روائع التصميم في هيئة قصورٍ وحدائق ومتاحف -بما فيها متحف إيف سان لوران الجديد في حديقة ماجوريل التاريخية بمراكش- وبعض أجمل فنادق العالم.
وتحتوي مدينتها القديمة على ما يقدَّر بألف رياضٍ، وقصورٍ تقليديةٍ ذات صحونٍ تعمل الآن كدور ضيافةٍ، فضلاً عن معظم المتاجر، أو الأسواق. وتتباين الرياض من الرياض المغربية الكلاسيكية (السيراميك المصقول، والأسقف الخشبية المدهونة) إلى الرياض الصامتة فائقة الحداثة، وتعمل على نحوٍ شبيهٍ بمهاجع النوم والفطور في بلاد الغرب، بلا مطاعم داخليةٍ، وإنما بخدم لطفاء متاحين لتقديم القهوة، أو شراب الكوكتيل، أو وجبةٍ كاملةٍ من اختيارك. وبناءً على اقتراح ميشيل مينييه، فضَّلنا الإقامة في Riad Mena، وهو رياضٌ صغيرٌ يتألف من 6 غرفٍ على بعد مسيرة 10 دقائق تقريباً من ملاعب الأفاعي والقرود البربرية في ساحة جامع الفناء الشهيرة . وكان الرياض في بدايته بيتاً خاصاً تعيش به والدة فيلومينا ميركول، صاحبة البيت، بعد تقاعدها، وما زال الرياض محتفظاً بالشعور الأليف للبيات في منزل صديقٍ عزيزٍ. وتعاون فيلومينا وميشيل مينييه على الديكور الذي يخلط بين التهاويل المغربية وبساطة منتصف القرن، واشتريا معظم القطع من أرجاء المدينة القديمة.
تسافر فيلومينا بين لندن وألمانيا والمغرب، ولكن حينما تكون في الرياض، تسعد بأن تعطي للضيوف ترشيحاتها لأفضل المطاعم، كما فعلت معنا (مطاعم Nomad، وLe Grand وCafe de la Poste، وLe Jardin)، والمتاجر (Chabi Chic، وسفيان زارب)، ومناطق الفنون (Le 18، وGalerie 127) والثقافة (دار ياقوت، حيث تقام حفلات موسيقى الكناوة، وLe Comptoir للرقص الشرقي).
مغارات علي بابا المليئة بالاكتشافات
الزوار يمكنهم (وحريٌّ بهم) بسهولةٍ استكشاف الحارات الداخلية لشوارع مراكش المغبَّرة لأسابيع، وسيجدون كثيراً من الجواهر النفيسة المدفونة بأنفسهم. ومع أنَّ كثيراً من المسافرين المتردِّدين على المدينة قد يقولون إنَّ المقارنة بين الأسعار أو المفاصلة مع الباعة في الأسواق هو جزءٌ من المرح، لا سيَّما من يأتون لأجل قطع الأثاث المنزلية.
ولكن إذا لم يكن لديك متسعٌ من الوقت (أو لم تكن بمزاجٍ يسمح لك بالمفاصلة)، فأفضل متجرٍ لن تحتاج بعده إلى زيارة متجرٍ آخر هو مصطفى بلوي، موقعٌ ملائمٌ للذوق الغربي يحتوي على ثلاثة مستوياتٍ من أفضل ما تقدمه الأسواق. ستكون الأسعار عاليةً، لكنك ستوفِّر الوقت لتلحق بمشاهدة الغروب على الميدان في La Terrasse des Epices، أحد الأماكن القليلة في المدينة القديمة التي يمكنك فيها تناول شرابٍ كحوليٍّ.
ويمكن أن تستعين كذلك بمعظم الفنادق أو الرياض للعثور على مرشدٍ محليٍّ بوسعه تضييق دائرة البحث (سواءٌ كان عن سيراميك، أو سجاجيد، أو مساند، أو مصابيح، أو توابل، أو جميع ما سبق) ثم اصطحابك إلى أفضل المتاجر وإعانتك في التفاوض للحصول على أسعارٍ مناسبةٍ بأدنى قدرٍ ممكنٍ من المفاصلة. وأفضل جانبٍ في الأمر هو أنك بعد أن تنتهي من التسوق لن تضطَّر إلى حمل مشترياتك أثناء التجول، إذ إن معظم المتاجر تقدِّم خدمة الشحن.
من الصعب ألا تفقد التحكم في نفسك، هناك ما يزيد عن 3000 متجرٍ، وجميعها مكتظَّةٌ عن آخرها بسلعٍ جذابةٍ. لكن فور اكتفائنا من التسوق، عدنا إلى سيارتنا واتجهنا غرباً صوب الصويرة، رحلة مدتها ساعتان بالسيارة عبر أودية خصبةٍ مكسوةٍ بأشجار الأركان وإحدى أكثر المناطق المغربية إنتاجاً للنبيذ. توقفنا لتناول الغداء وكأسٍ من النبيذ الوردي في Les Domaine du Val D'Argan، وهي حانة على مساحة أكثر من 120 فداناً تستضيف كذلك الزوار ليبيتوا فيها.
موغادور.. كأس شاي على ضفاف الأطلسي
برنامج السياحة في المغرب الخاص بنا اكتمل بدخولنا الميناء النشط لصيد السمك في الصويرة -التي كان اسمها موغادور سابقاً- تغيَّر الهواء وكذلك الشعور العام، في وجود مبان بيَّضتها أشعة الشمس، مستلهمة من المعمار العسكري الأوروبي المعاصر.
المدينة القديمة هنا أصغر من نظيرتها في مراكش، إلا أنها ما زالت ملأى ببائعي التوابل والقفاطين القطنية والمنتجات الجلدية. ولكن مصدر الجذب الرئيسي في الصويرة هو الشاطئ، حيث يتزلَّج أهل المدينة على القوارب الشراعية ويصيدون الأسماك الطازجة، ويمكن ركوب الجمال على الرمال.
قضينا بضع ليالٍ في رياض دار مايا ، وهي جوهرةٌ مدفونةٌ ذات تصميمٍ أنيقٍ وبسيطٍ في وسط المدينة القديمة، يملكها غاريث توربين القادم من لندن. إلا أننا سمعنا كذلك أشياء طيبةً عن (L'Heure Bleue (، وهو موقعٌ فاخرٌ يطلُّ على المحيط ويتَّسم بنظامٍ فندقيٍّ أكثر تقليديةً.
في ليلتنا الأخيرة، أرشدنا توربين لتناول الطعام في حانة La Table by Madada، حيث كانت كوكتيلاتنا قويةً على نحوٍ مفاجئٍ ومخلوطة بأطعمةٍ بحريةٍ طازجةٍ، لدرجة أن النادل قد أخبرنا بأنها جاءت منذ نصف ساعةٍ فقط. ويقدِّم المطعم كذلك دروس طهي، وهناك فندقٌ فاخرٌ بالأعلى، كأن شعارهم هو: تعال لتناول العشاء. وابقَ معنا طالما شئت، وعلينا الاعتراف بأن العرض مُغرٍ.