كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أوهايو أن الأطفال الصغار الذين قرأ لهم آباؤهم خمسة كتب في اليوم يدخلون مرحلة رياض الأطفال بعد أن سمعوا 1.4 مليون كلمة أكثر من الأطفال الذين لم يقرأوا قط. ويمكن أن تكون تلك الفجوة اللغوية التي تضم أكثر من مليون كلمة مفتاحاً لتفسير الاختلافات في تطور المفردات والقراءة.
كما أوضحت الدراسة أن من يقرأون كتاباً واحداً في اليوم سوف يسمعون حوالي 290 ألف كلمة إضافية بعمر 5 سنوات مقارنة بالأطفال الذين لا يقرأون الكتب بانتظام مع والديهم.
وقال لوغان، وهو عضو في مركز أبحاث وسياسة الطفولة المبكرة بولاية أوهايو، إن الأطفال الذين يسمعون المزيد من الكلمات المفردات سيكونون أكثر استعداداً لرؤية هذه الكلمات مطبوعة عند دخولهم المدرسة، ومن المحتمل أن يكتسبوا مهارات القراءة بسرعة وسهولة أكبر.
هذه إحدى فوائد قراءة الكتب لأطفالك، ولكن تعليم الأطفال القراءة بأنفسهم عند تعلم القراءة، يساعدهم على إحراز درجات أعلى في جميع اختبارات المدرسة، ولديهم معرفة ومعلومات أكثر من أولئك الذين لا يقرأون.
وبالطبع لا يقف تعليم القراءة للأطفال عند سن معينة، فيمكنك تنمية حب القراءة للأطفال مهما كانت أعمارهم.
وهنا جمعنا مجموعة من الطرق البسيطة التي تقول لكِ كيف تساعدين طفلك على حب القراءة.
1- اقرئي لطفلك في سن مبكرة، وابدئي بالكتب التفاعلية
كما أن بإمكانك صنع طقوس خاصة أثناء القراءة، فعلى سبيل المثال، يمكنك الربط بين القراءة والحضن لينتقل الإحساس بالأمان إلى الطفل تلقائياً عند القراءة.
عند شراء الكتب الأولى التي ستقرئينها لطفلك، احرصي أن تكون كتباً تفاعلية مصنوعة من الورق المقوى أو الأقمشة كي لا تتلف سريعاً، كما سينظر إليها الطفل على أنها إحدى ألعابه.
لا تقرئي لطفلك في وقت النوم فقط، ولكن احملي كتابه المفضل داخل حقيبتك لتقرئيه له أثناء التنزه، كذلك يمكنك تصفح الكتاب مع طفلك، وأنتِ تطعمينه.
احرصي على مناقشة طفلك فيما تقرئينه، فتلك وسيلة جيدة لزيادة معدل ذكائه، وغرس حب القراءة لديه.
2- حددي موعداً ثابتاً للقراءة لتصبح عادة يومية
بإمكانك القراءة لطفلك في العديد من الأوقات كما ذكرنا، وعادة ما تتغير تلك الأوقات يومياً، ولكن اجعلي هناك وقتاً ثابتاً كل يوم للقراءة.
حددي وقت النوم لقراءة قصة جديدة، حتى وإن كان لم يمض على قراءة قصتكما السابقة أكثر من ساعة، فهذا لا يمنع قراءة قصة جديدة في الموعد المقدس يومياً وهو قبل النوم.
بمرور الوقت، سيعتاد طفلك على القراءة في هذا الوقت، وسيخبرك بنفسه أنه قد حان وقت القراءة.
3- اصطحبي طفلك معك أثناء شراء الكتب
احرصي أثناء شراء الكتب الخاصة بطفلك أن تصحبيه معكِ، وتمنحيه فرصة الاختيار، كذلك في المنزل اجعليه يجلب لكِ الكتاب الذي ستقرئينه معه.
عند شراء الكتب، قد تلاحظين أن اهتمام طفلك منصب على نوع معين من الكتب على سبيل المثال كتب الحيوانات، أو الكتب الخاصة بالفضاء، أو الكيمياء. فعليكِ إذن الاهتمام بشغفه وجلب الكتب التي يفضلها، وبهذا يتطور لديه حب القراءة.
4- لا ترغمي طفلك على تعلم القراءة
لا تجعلي الوقت المخصص للقراءة يتحول لمحاولة تعليم طفلك كيفية القراءة، فهدفكِ الآن ليس مساعدته على تعلم القراءة، وإنما تشجيعه على حب القراءة، فتعليمه القراءة قد ينهي متعة القراءة.
هذا لا يمنع أن تقرئي صفحة من الكتاب، ثم تجعليه يقرأها مرة أخرى بنفسه، ومن تلقاء نفسه سيقرأ التي تليها إن أحس أن القراءة سهلة، ولكن لا ترغميه إن رفض. إذا أرغمت طفلك على تعلم القراءة، فسيشعر أنه غبي، وبالطبع لن يساعده ذلك.
ولكن، إذا لاحظتِ أن طفلك يواجه صعوبة في التعرف على الحروف، أو يخلط بين الحروف، أو لا يستطيع نطق الكلمات، أو يتعذر عليه التعرف على الكلمات التي رآها عدة مرات من قبل، فمن المحتمل أن يكون لديه مشكلة في التعلم مثل عسر القراءة، ويحتاج لاستشارة متخصص.
5- لا تتوقفي عن القراءة له بمجرد أن يتعلم القراءة
اقرئي لطفلك حتى بعد أن يتعلم القراءة بفرده، اقرئي له طالما يسمح لكِ بذلك مهما كان عمره. فالاستمرار في القراءة سيبقيكِ على تواصل دائم معه، كما سيفتح أمامكما الطريق للتحدث حول القيم، والأخلاق، واختلاف المفاهيم باستمرار.
وقد يشتكي بعض الآباء من أن أطفالهم عندما يتمكنون من القراءة لا يستمرون في الاهتمام بالقراءة. من الطبيعي أن يمر معظم الأطفال بتلك المرحلة، ولكن يمكنكِ أن تجعليه يعبرها بأمان.
فالطفل في هذه المرحلة يستطيع قراءة القصص البسيطة، إلا أن خياله يتوق إلى القصص والكتب الأعمق قليلاً مع تعدد الشخصيات ووجود بعض المؤامرات البسيطة، إلا أن قراءتها تسبب له العدول عن القراءة بأكملها بسبب دخول بعض الألفاظ والمفاهيم الجديدة التي لا يعرفها، ولا يستطيع فهم معانيها وحده.
هنا يأتي دوركِ في مواصلة القراءة معه، كي يظل مفتوناً بالكتب، وذلك حتى يصبح قارئاً ماهراً.
6- كوني قدوة حسنة لأطفالك
نعرف جميعاً أن الأطفال يقلدون الكبار، لذا إن كنتِ تريدين أن يحب طفلك القراءة، فأحبيها أولاً. حينما يراكِ الطفل ممسكة بكتاب تقرئينه، أو سمع صوتك تقرئين بصوت مرتفع، فسيذهب هو الآخر لإحضار كتابه ليقرأ مثلك.
إذا تعلم طفلك القراءة، يمكنكِ جعل طفلكِ يقرأ لكِ، كما يمكن تخصيص وقت للأسرة يتناقلون الكتاب فيما بينهم ليقرأ كل منهم جزءاً.
7- قللي من استخدام التكنولوجيا
إن حاولتِ أن تخيري طفلكِ بين استخدام الحاسوب، أو جهازك اللوحي، أو حتى مشاهدة التلفاز، وبين القراءة، فحتماً سيختار أي شيء إلا القراءة.
قد يكون الحد من استخدام الشاشة أو حظرها حتى يتم تأسيس الطفل جيداً، أهم شيء يمكنك القيام به لتشجيعه القراءة، وتمكينه من حبها.