السيسي وصفهم بأنهم قرآن يعمل.. يوميات معلمة مصرية، تكشف غرائب المدارس اليابانية ولماذا أضرب مدرسوها؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/04 الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/04 الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش

إنه ليس تعليماً كالذي نعرفه، بل نظامه مختلف تماماً يجعل الطالب شريكاً للمدرس، ولكن المشكلة في الإدارة المصرية، وما فعلته بنا وبالتجربة، بهذه الكلمات وصفت معلمة شابة تجربة المدارس اليابانية في مصر.

في البداية كان اليابانيون متحمسين لإطلاق تجربة المدارس اليابانية في مصر.

إذ يشعرون بأن لديهم واجباً تجاه المنطقة العربية التي وفرت لهم النفط الذي صنع نهضتهم لسنوات، ويشعرون أن لديهم واجباً تجاه العالم برمته لمنع الإرهاب الذي يأتي من هذه المنطقة، والسبب في رأيهم هو سوء التعليم.

ويشعر اليابانيون كذلك، أنهم أقدر على مساعدة المنطقة العربية في تطوير تعليمها باعتبار أن هناك تشابهاً في العادات والتقاليد بين العرب واليابانيين، كما قال وزير الخارجية الياباني في منتدى الحوار العربي الياباني الذي عقد بالجامعة العربية في 2017.

حتى أنه كرر كلمة منسوبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن اليابانيين هم قرآن يعمل، مشيراً إلى أن اليابان سوف تستقبل نحو 2500 مصري للتعليم والتدريب في اليابان.

التعليم للجميع هكذا يراه اليابانيون، ولكن المسؤولين المصريين لهم رأي مختلف

كان اليابانيون يريدون أن تكون تجربتهم متاحة للجميع فقراء وأغنياء، خاصة أن مشكلات التعليم في مصر والمنطقة يعاني منها الفقراء أكثر من الأغنياء، ومن الطبقات الفقيرة يخرج الإرهابيون عادة.

ولذا كانوا يريدون أن تكون مصروفات المدارس اليابانية منخفضة، ولكن المسؤولين لهم رأي آخر.

Gepostet von ‎المدرسة المصرية اليابانية بحوش عيسي‎ am Mittwoch, 13. Februar 2019

فقد اشترط اليابانيون ألا يكون الربح هو الهدف من إنشاء هذه المدارس، بما لا تزيد معه قيمة المصروفات عن أربعة آلاف جنيه (نحو 228 دولاراً) للسنة النهائية، أو لطالب الثانوية العامة، بحيث تبدأ الدراسة بألفي جنيه (نحو 115دولاراً) في المراحل الأولى، ثم تتدرج إلى أن تصل للحد الأقصى مع نهاية الدراسة تماماً.

ولكن وزير التعليم المصري طارق شوقي أعلن أن مصاريف هذه المدارس 10 آلاف جنيه مصري (570 دولاراً).

بداية تجربة المدارس اليابانية في مصر

في فبراير/شباط 2016 زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليابان.

وخلال هذه الزيارة تم الاتفاق على نقل تجربة المدارس اليابانية إلى مصر، وذلك بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، وتم الاتفاق على بناء 100 مدرسة.

وقد دعمت اليابان بناء هذه المدارس بـ260  مليون دولار، في صورة قروض ميسرة  تقوم  الحكومة المصرية بسدادها بفائدة لا تزيد عن 2%.

وبدا الاهتمام الياباني واضحاً في تركيز وزير الخارجية الياباني على التجربة خلال وجود في الجامعة العربية عام 2017..

ورغم الحماسة اليابانية والدعاية الحكومية المدارس تتأخر

على الرغم من تطبيق تجربة المدارس اليابانية للعام الدراسي 2018-2019، لكن لا يزال هناك الكثير من المشاكل مستمرة حتى الآن، منها رفض أولياء الأمور لارتفاع الرسوم الدراسية، بالإضافة إلى عدم جاهزية المدارس حتى هذه اللحظة.

وورد وزير التعليم  بالقول بأن التجهيزات غير الموردة إلى المدارس لا تضر بالعملية التعليمية داخلها، خاصة أن الأطفال في سن مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي لا يحتاجون إلى معامل لغات أو حاسب آلي.

كما تأخر إنشاء المدارس اليابانية في مصر عن التوقيتات المعلنة في البداية.

ففي أغسطس/آب 2017، قال عمرو عبدالمنعم، مدير وحدة المدارس اليابانية بوزارة التربية، إن السبب في التأخير هو عدم تسليم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المسؤولة عن تنفيذ مشروع المدارس حتى الآن، مضيفاً أنهم "أعلنوا عدة مرات مواعيد لتسليم المدارس، ولكن حتى الآن لم يتم".

وكان من المقرر أن تبدأ التجربة العام الماضي، ولكن تأخرت إلى العام الدراسي الجاري 2018 / 2019.

ولكن كان هناك مشكلة أكبر بل فضيحة حسب وصف أحد الكتاب المصريين، وقعت فيها وزارة التعليم بسبب هذه المدارس.

الفضيحة التي ارتكبتها وزارة التعليم.. مصر ترسل لليابان إداريين على أنهم معلمون

استقبلت اليابان، حسب المتفق عليه، عدداً من المدرسين المصريين لتأهيلهم قبل بدء الدراسة، من بين ٥٥٠ معلماً تم الاتفاق على تدريبهم هناك، بخلاف من سيتم تدريبهم في الداخل.

إلا أن اليابانيين اكتشفوا بعد ذلك أن من تم إرسالهم، أو بعضاً منهم، كانوا مجموعة من الإداريين من ديوان عام الوزارة لا علاقة لهم بالتدريس، وإنما كان ذلك على سبيل التدليس والمجاملات والفسحة ولمنح البدلات المالية، حسبما قال رئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية الأسبق عبدالناصر سلامة.

ورصدت جهات رقابية أخطاء فادحة في اختيار المعلمين، وعدم وجود معايير دقيقة تم على أساسها سفرهم لتلقي التدريبات، وهذا ما رفضه الجانب الياباني، ليتم تأجيل المدارس اليابانية ليكون افتتاحها في العام الدراسي 2018-2019.

لماذا تم تأجيل افتتاح الجزء الأكبر من المدارس اليابانية؟

وبلغ عدد المدارس اليابانية التي تم بناؤها حتى الآن 45 مدرسة، تم تصميمها وفقاً للنموذج الياباني، والذي يتميز بالفصول والملاعب الواسعة.

والطلاب الذين بدأت الدراسة بهم هم مرحلة الروضة والصف الأول الابتدائي فقط.

تصميم الفصل في المدارس اليابانية مصدر الصورة صفحة المدرسة اليابانية بالإسكندرية

ويوقع ولي أمر الطالب على إقرار بأنه يقبل "تطبيق ابنه النموذج الياباني بكافة أعبائه داخل وخارج المدرسة، وقبول ولي الأمر تقديم خدمة تطوعية للمدرسة لمدة عشرين ساعة سنوياً، ووفقاً للقواعد التى تضعها المدرسة".

أثناء ممارسة بعض الأنشطة داخل الفصل/مواقع التواصل الاجتماعي
أثناء ممارسة بعض الأنشطة داخل الفصل/مواقع التواصل الاجتماعي

لغة التعليم في هذه المدارس هي اللغة العربية، والتدريس على طريقة التوكاتسو والهدف منها تعليم الطالب التعاون والعمل في مجموعات، والاعتماد على النفس، وإلغاء الحفظ والتلقين وتعليمه مهارات الإبداع والتفكير، ودور المعلم هو متابع ومرشد فقط، إذ يقوم الطالب بفعل كل شيء بنفسه.

ويبلغ عدد الطلاب في الفصل الواحد 35 طالباً، وقد دخلت الخدمة في العام الدراسي 2018-2019 34 مدرسة فقط نظراً لعدم جاهزية المدارس الباقية على الرغم من أن هذه المدارس كان من المقرر بدء الدراسة فيها عام 2017.

ولكن الدراسة أرجئت بها لعدة أسباب: منها عدم انتهاء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمسؤولة عن مشروع المدارس اليابانية سوى من 8 مدارس فقط مقابل 28 مدرسة كان من المقرر الانتهاء منها.

هل هي تجربة رائدة أم مهزلة كما يقول البعض؟

على غرار كل شيء في مصر، يختلف المؤيدون والمعارضون للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول تجربة المدارس اليابانية في مصر.

وفي هذا التقرير يسعى عربي بوست لرصد وتقييم تجربة المدارس اليابانية في مصر من خلال يوميات معلمة تعمل بها، تحدثنا عن تجربتها، منذ تقدمت للوظيفة

وترصد مميزات وعيوب تجربة المدارس اليابانية، ليس من خلال ما ينشر في الإعلام، بل عبر معرفة تفاصيل خبايا هذه التجربة التي تعول عليها مصر لتطوير التعليم بها.

اختبارات القبول.. ماذا ستفعلين إذا كان التلميذ صوته مرتفعاً!؟

في البداية تحكي "آلاء علي" (وهو اسم مستعار) المعلمة في إحدى المدارس اليابانية لـ"عربي بوست"عن تجربتها قائلة: "في أبريل/نيسان عام 2018 أعلنت وزارة التربية والتعليم عن وظائف لمعلمين ووكلاء ومديرين للعمل في المدارس اليابانية.

وقامت آلاء بالتسجيل وتعبئة استمارة تحتوي على التخصص وخبرة العمل، وبعد ذلك خاضت اختباراً لمدة 20 دقيقة للإجابة على  48 سؤالاً تقريباً قامت بالإجابة عليهم، وعلى إثر ذلك تم قبول الطلب".

وتستمر آلاء في حديثها قائلة إنه "بعد مرور شهرين أرسل لها رسالة على البريد الإلكتروني، بقبول طلبها وتحديد موعد للمقابلة الشخصية، في فندق حرس الحدود بمصر الجديدة، والكشف الطبي في مستشفى المعادي العسكري، وذلك في  يوليو/أيلول 2018".

Gepostet von Aya Hossny am Mittwoch, 11. Juli 2018

وتسرد آلاء قصة المقابلة الشخصية فتقول: "لقد قام بعقد المقابلة الشخصية بعض من أساتذة كليات التربية من جامعات مختلفة".

وكانت المقابلة عبارة عن أسئلة عادية لا يستطيع أحد الحكم من خلالها على مهارة المعلم الذي أمامك، حسب قولها.

إذ تقول "الأسئلة كانت عبارة عن إعطاء عنوان درس والسؤال عن الاستراتيجية التي سأستخدمها خلال الدرس أو في حالة أن طالباً كان صوته مرتفعاً أثناء تواجدك في الفصل ماذا سيكون رد فعلك؟".

وتتابع آلاء قائلة "إنه في اليوم نفسه عقد اختبار لها على الإنترنت مدته نصف ساعة، على نفس نهج أسئلة المقابلة".

"إحنا هنا زي الجيش".. موقف شديد الإحراج لضمان عدم تعاطيهم للمخدرات!

وتكمل آلاء حديثها عن اليوم الثاني قائلة: "ذهبنا إلى مستشفى المعادي العسكري لعمل أشعة على منطقة الصدر والبطن والظهر وتحليل دم شامل".

وتتابع آلاء حديثها بضيق قائلة "إن أكثر أمر سيئ تعرضت له أثناء الكشف الطبي هي دخول فتاة معها دورة المياه لتتأكد بأن عينة البول الخاصة بتحليل المخدرات لن أقوم بتغييرها".

وتضيف "على الرغم من أنها طلبت من الفتاة تفتيشها ذاتياً، بدلاً من الدخول معها لكنها رفضت".

وتقول آلاء "الفتاة لم تنظر إليه لكنه أمر سيئ بالنسبة لي".

 وتضيف الكثيرون اعترضوا على هذا الأمر لكن جاء الرد "إحنا هنا زي الجيش، ولن يخرج أحد بدون أن يفعل ذلك" حسب وصفها.

 وتؤكد آلاء على خضوع الجميع لهذا التحليل معللة ذلك بأنه من أجل "أكل لقمة العيش".

 ولكنها تقول إن الكشوف الأخرى كانت "روتينية الطبيب ينظر لنا ويكتب لائق".

فأر في الغرفة في أول يوم للتدريب

"بعدها بشهرين تم الاتصال بي" حسبما تقول آلاء.

وتم إبلاغها بقبولها للعمل بالمدارس اليابانية، وخضوعها لتدريب لمدة أسبوع في مدينة مبارك بمدينة 6 أكتوبر بغرب القاهرة.

 وتصف آلاء يومها الأول قائلة: "في اليوم الأول قمت باستلام الغرفة وكانت غير نظيفة ومملؤة بالكثير من الحشرات، حتى أنها وجدت هي وزميلاتها فأراً في الغرفة" حسب وصفها.

وتضيف "مر اليوم الأول بدون أن نعرف ماذا سيحدث معنا، خاصة بأننا لم نتحدث مع أي مسؤول عن التدريب".

ثم وجهت لهم تهديدات صادمة من ضابط من الجيش

في اليوم الثاني "جاء شخص من الوزارة ليتحدث معنا عن الرواتب التي كانت قليلة جداً".

وتقول إنه أبلغهم بأن المعلمين الذين يعملون في المدارس الحكومية سيحصلون على إجازة بدون مرتب لمدة خمس سنوات مدة العقد مع المدرسة".

وتوضح آلاء بأن هذا معناه "في حالة جاءت ترقية للمعلم خلال هذه الفترة، لن يحصل عليها لأنه في إجازة وليس منتدباً للعمل بجهة حكومية أخرى".

وتقول آلاء لـ"عربي بوست": "كان هناك اعتراض شديد، ورفض الجميع  إكمال التدريب والسفر".

لكن المفاجأة هي وجود ضابط من القوات المسلحة مسؤول عن التدريب قام بإخراج مسدس من جيبه، وهددنا به"، وفقاً لما قالت آلاء.

إذ قال: لن يتحرك أحد من هنا إحنا مش بنلعب، وهتكملوا التدريب بإرادتكم أو غصب عنكم"، حسب قولها.

وتضيف "لقد قام بإغلاق قاعة التدريب علينا بالمفتاح، الأمر ضاعف من رفضنا، وبسبب ذلك تم الاتصال بالدكتور محمد عمر نائب وزير التعليم، حتى يضع حداً لهذه الأمور".

وحبسوا إلى أن جاء نائب الوزير

"وبالفعل جاء نائب الوزير في تمام الساعة العاشرة ليلاً".

وتقول "هذا معناه بأنه تم حبسنا وإغلاق القاعة علينا من الساعة 10صباحاً حتى 10مساءً".

وعلى إثر تدخله، تم التوصل لحلول وسط حيث "قاموا بزيادة الرواتب، وتغيير قرار الإجازة بالنسبة للمدرسين الذين يعملون في الحكومة، وأصبحت مأمورية أي تحسب لهم ضمن خدمتهم بالحكومة".

ثم اعتذر لهم الضابط الذي قام  بتهديدهم.. هذا من أجل مصلحة البلد

تقول آلاء لــ"عربي بوست": "إن الضابط الذي قام بتهديدنا بالمسدس اعتذر لنا بناء على طلب نائب الوزير" قائلاً: "ده كان عشان مصلحة البلد مش أكتر".

الجدير بالذكر أن الصحف تناولت إضراب المعلمين ولكن لم تتناول تفاصيل ما حدث؟.

وتقول آلاء "إن التدريب بدأ يوم الأحد وانتهى يوم الخميس، وقام بتدريبنا مصريون ويابانيون".

كان التدريب عبارة عن التعريف بنظام التوكاتسو، وكيفية تطبيقه مع الطلاب، وقيام معلمين بشرح درس يستخدم هذا النظام".

إحدى وجبات المعلمين أثناء التدريب في مدينة مبارك/ صفحة المدارس المصرية اليابانية
إحدى وجبات المعلمين أثناء التدريب في مدينة مبارك/ صفحة المدارس المصرية اليابانية

وتشير آلاء إلى حدوث حالات تسمم أثناء التدريب من الطعام في مدينة مبارك،  وكانت هي واحدة من ضمن هذه الحالات، وتم علاجها.

وتتابع آلاء قائلة "انتهى التدريب ولا توجد أي إضافة جديدة، وأنها ظلت تشرح على نفس النهج الذي كانت تتبع في المدرسة الحكومية، بجانب تطبيق أنشطة التوكاتسو".

المدرسة اليابانية تتحول إلى سكن لعمال اليومية

"انتهى التدريب وذهبت آلاء إلى المدرسة، وكانت المفاجأة"

 إذ أن المدرسة غير مؤهلة لاستقبال الطلاب للعام الدراسي الجديد، فالحمامات سيئة وفناء المدرسة يوجد به طوب ورمل والفصول ليست نظيفة.

 ولكن الأغرب أننا وجدنا ملابس وطعاماً في الفصول وكانت صدمتنا كبيرة عندما علمنا بالسبب.

إذ تبين بأن بواب المدرسة قام بتأجير المدرسة كسكن للعمال الذين يعملون باليومية.

وعندما تحدثنا معه، قال (مش أحسن ما كنت أسيبها مقفولة). ويقصد هنا أن المدرسة تم إغلاقها لمدة عام بسبب تأجيل افتتاح المدارس في العام الدراسي 2017-2018.

اسبوع مليء بالدراسة والانشطة الممتعة في 😍 ( jr1B ) 😍 😍🏋🏼‍♀❤😍❣️♥️🌹😍

Gepostet von ‎تواصل – المنتزة‎ am Samstag, 2. März 2019

وتقول آلاء: "إن المدرسة تم تنظيفها لمدة شهر كامل، لتبدأ الدراسة فيها بعد شهر من بداية العام الدراسي".

وأثناء هذه الفترة قام بعض أولياء الأمور بسحب ملفات أبنائهم، نظراً لعدم جاهزية المدرسة"، وهو الوضع الذي مازال مستمراً حتى الآن في كل المدارس اليابانية.

وتشير إلى أن المدرسة كانت معرضة للإغلاق، لكن "صدر قرار من جهات من فوق" حسب كلامها بأن المدرسة يجب أن تعمل، بأي عدد من الطلاب، وبالفعل بدأنا الدراسة، بعدد مقبول من الطلاب".

نظام التعليم جيد ولكن المشكلة في الإدارة التي تتعامل معها باعتبارها سبوبة

وتعلق آلاء على تجربة المدارس اليابانية في مصر: "بأنها تجربة جيدة ونظام التعليم أسهل، والطالب دوره أكبر في تيسير العملية التعليمية".

لكن المشكلة في شركة الرواد المسؤولة عن إدارة المدارس اليابانية، إذ أن الشركة لا تهتم بنجاح المدارس اليابانية، حسب قولها.

وتصف آلاء طريقة تعامل شركة الرواد مع هذه المدارس باعتبارها "سبوبة" حسب تعبيرها، (لفظ مصري عامي يعني الربح السريع دون تقديم عمل جاد في المقابل).

طابور الصباح/مواقع التواصل الاجتماعي
طابور الصباح/مواقع التواصل الاجتماعي

وتذكر آلاء: "بأن الشركة كانت مسؤولة عن مدارس النيل الدولية للغات، والشخص الذي قام بتوقيع العقود معها شخص يدعى اللواء حسن"، لكنها لا تعلم هل الشركة تابعة للقوات المسلحة أم لا؟.

وتشير إلى أن "الذي قام بافتتاح المدرسة بعض من ضباط الجيش بجانب مسؤولين من التعليم".

الجدير بالذكر أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هي المسؤولة عن بناء المدارس اليابانية المصرية.

برغم فشل الشركة الوزارة متمسكة بها في إدارة المشاريع التعليمية

من خلال البحث لمعرفة المزيد عن شركة الرواد، وجدنا أن شركة الرواد  لتقنيات التعليم هي "شركة مملوكة لوزارة التربية والتعليم بنسبة 40 % منذ عام 2001، ولوزارة الإعلام بنسبة 10 % ولهيئة سيادية بنسبة 10 %" وقد صدر قرار بتصفية الشركة عام 2012.

ولكن القرار نفذ عام 2013، وقد تولت الشركة إدارة مشاريع لوزارة التربية والتعليم قبل ذلك لكنها فشلت في إدارتهم وفقاً لموقع الأهرام العربي.

وفي خبر آخر نشر على موقع اليوم السابع بتاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول2015 جاء فيه عن تعاقد وزارة التربية والتعليم مع شركة الرواد لإدارة 7مدارس للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا في سبع محافظات، وذلك خلال الفترة من 1 ديسمبر/كانون الأول إلى 30 سبتمبر/أيلول 2016.

وذكر موقع كشكول بأن شركة الرواد هي إحدى الشركات التابعة لصندوق وتمويل ودعم المشروعات التعليمية الخاصة بإدارة المرافق المدرسية، وعلى الرغم من فشل الشركة في تقديم خدمات جيدة للمشاريع التي تولت إدارتها لوزارة التربية والتعليم قبل ذلك، لكنها تتولى إدارة  المدارس اليابانية الآن.

إيصال المصروفات من شركة الرواد مصدر الصورة صفحة مدرسة حوش عيسي بالبحيرة

والشركة أقالت مدرسات وجاءت ببديلات دون اختبار

تقول آلاء لــ"عربي بوست" بأن: "شركة الرواد قامت بإقالة أكثر من معلمة، في المدرسة التي تعمل بها وجاءت بمعلمات لم يتلقين أي تدريبات، وذلك بالاتفاق مع مديرة المدرسة، ولم يخضغن إلى مقابلة شخصية وتم توقيع عقود معهن، حسب قولها.

وهؤلاء يعملن في المدرسة الآن على الرغم من أن هذا يعد مخالفة لشروط قبول المعلمين والمعلمات في المدارس اليابانية".

"لكن لا أحد يستطيع الكلام (كله خايف على شغله) خاصة أن هناك أشخاصاً تم تعيينهم من قبل شركة الرواد لنقل كل ما يحدث داخل المدرسة، وبالطبع إذ قمنا بإبلاغ وزارة التربية والتعليم لن يهتم بنا أحد"، حسب قولها.

تجربة تمنح الطالب دوراً في التعليم بجانب المعلم

بصرف النظر عن كل المشكلات السابقة، فإن التجربة مميزة، حسب المعلمة المصرية.

تقول آلاء "التجربة جيدة خاصة أن المعلم هو ميسر لعملية التعليم، والطالب في هذه التجربة لم يعد مستمعاً فقط، بل أن له دوراً، على الرغم من أن المراحل التي يتم التدريس لها هذا العام هي مرحلتا رياض الأطفال، والصف الأول الابتدائي.

فالتجربة تقوم على أن المعلم في الفصل يمنح الطالب دوراً في العملية التعليمية.

تقول "بالنسبة لي أقوم بشرح حرف الألف على شكل قصة، وبأسلوب بسيط ثم أجعل بعد ذلك أكثر من طالب يقوم بشرح قصة حرف الألف لزملائه في الفصل".

 وقالت "أما بالنسبة للأنشطة التي يتعلمها الطالب داخل المدرسة فعلى سبيل المثال هناك نشاط خاصة بالعبادات سواء بالنسبة للإسلام أو المسيحية، فيها يتعرف كل طالب على ديانته وكيف يطبقها، بجانب أنشطة أخرى مثل كيفية النظافة وغسل اليد قبل وبعد الأكل وغسل الأسنان".

 وأضافت "إنها أنشطة كانت تمارس في المدارس الحكومية قديماً، ولكن أهمل تطبيقها لتعود مرة أخرى في شكلها الياباني".

ولي الأمر يزرع فناء المدرسة، ومساعد لكل مدرس

من أفضل الأشياء في المدارس اليابانية، وجود معلمين مساعدين للمعلم داخل الفصل لمساعدته ومراقبة الطلاب أثناء شرحه للدرس، حسب ما تقول آلاء.

وتلفت كذلك إلى "وجود دور لولي الأمر في المدارس اليابانية من خلال تقديمه خدمة تطوعية للمدرسة لمدة 20 ساعة سنوياً".

إذ تقول في المدرسة التي أعمل بها قام ولي أمر طالب بزراعة نجيلة لملعب المدرسة، كخدمة تطوعية، وهناك ولي أمر آخر قام بزراعة أشجار في فناء المدرسة".

وتنهي آلاء حديثها لـ"عربي بوست"قائلة: "تجربة المدرسة اليابانية إضافة للتعليم، في حالة وجود اهتمام بهذه التجربة، لكن التعليم في مصر برمته لا يوجد به اهتمام"، هذه هي مشكلة تجربة المدارس اليابانية في مصر حسب قولها.

تحميل المزيد