أنا طالب جامعي.. مرحلة يتمنى كثير من الطلاب -وخصوصًا من الطبقات المتوسطة- الوصول لها، يشعر فيها الطلاب بحرية التحرك والتفكير، تكون أكبر فتره نشاط وعنفوان لدى الشباب، مع أننا الآن في القرن الحادي وعشرين، إلا أنه ما زال هناك بعض الفئات تحجب هذه المرحلة وتمنعها من حقوقها.
الفئة الأولى: الأستاذة الجامعيون
يريد كل شخص منهم إثقال الطلاب بالمادة العلمية بطريقة التلقين ولا يفرق الأمر شيئًا عن الاثنتي عشرة سنة التي قضاها الطالب في مراحل الدراسة المختلفة، كما أنه لا يشرك الطالب في هذه العملية بخلاف عدم نظرته لاستيعاب الطالب أو لا.
من المفترض أن هذه هي المرحلة المؤهلة لسوق العمل والتي ستخرج جيلًا قادرًا على بناء المجتمع وبناء مستقبل هذه الأمة، ولكن منظومة هذا التعليم لا تنظر لذلك.
ليس الجميع كذلك، فهناك أساتذة جامعيون يلتفتون لذلك، ويخرجون من تحت أيديهم العلماء، ولكن التوجه العام يصب في إطار التلقين.
الفئة الثانية: وهي العائلة
العائلة تنظر للطالب على أنه آلة وضعت لتؤدي شيئًا محددًا في كل المراحل بغض النظر عن احتياجاتها، العائلة تريد من الطالب الجد والاجتهاد فقط في التعليم وتحصيل أعلى الدرجات حتى وإن لم يكن يفهم شيئًا مما يدرس حتى وإن كانت طاقاته مكبوتة، حتى وإن كانت عواطفه مكسورة، حتى وإن تحول في مرحلة ما إلى شخص انطوائي ساخط على المجتمع بما فيه. العائلة وخصوصًا الأم تريد بأن تفتخر بمرتبة ومكانة ابنها العلمية بين أصدقائها مهما كانت حاله ابنها.
الفئة الثالثة: المجتمع
المجتمع يختزل النجاح في المرحلة الجامعية على تحصيل أعلى الدرجات وأن يصل الطالب لترتيب عالٍ على مستوى جامعته أو كليته. لا يعترف المجتمع بشيء يسمى موهبة أو فن لدى الطالب يمارسه وينجح فيه طالما أنه لا يؤدي بشكل جيد في كليته.
ما طرحته ليس الهدف منه ترك التعليم الجامعي أو عدم الاهتمام به، ولكن المرحلة الجامعية هي أفضل وأخطر مرحلة في حياة أي طالب، فإن لم يستغلها فإنه سيندم عليها كثيرًا فيما بعد.
إن كنت طالبا في المرحلة الجامعية أو في المرحلة ما قبل الجامعية، فعليك جيدا معرفة مناطق قوتك وضعفك، عليك اكتشاف موهبتك وتنميتها، عليك التخطيط من الآن لمستقبلك وتحديد ما تريد أن تعمل فيه بغض النظر عن مجال دراستك. لا تنظر أبدا للمجتمع وتعليقاته فالمجتمع لن يعيش حياتك بل أنت الذي ستعيشها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.