من الغريب أن تقرأ خبراً مفاده افتتاح أول مدرسة صديقة للبيئة في لبنان التي تصدرت خلال الشهرين الماضيين أخباراً عن نفايات ملأت شوارع بيروت في قضية لا تزال قيد النقاش السياسي في هذا البلد.
المشروع الذي نفذته بلدة الناقورة جنوبي البلاد، بالتعاون مع جمعية بحر لبنان يهدف إلى جعل هذه القرية مثالاً نموذجياً بيئياً من خلال مشروع المدرسة الرسمية الخالية من انبعاثات ثاني أوكسيدالكربون في لبنان والشرق الأوسط.
جمال حمزة مدير المدرسة أوضح لـ "عربي بوست" أنه "تم وضع معدات لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى فرز النفايات وغرس أشجار في باحة المدرسة ومنع استخدام المواد الكيميائية".
وأضاف "إن الهدف من هذه المدرسة تعليم الجيل الحالي كيفية المحافظة على البيئة، حيث أرسلنا 15 طالباً إلى فرنسا برفقة 4 معلمات و3 موظفين من البلدية خضعوا لدورة حول كيفية فرز النفايات وعادوا لنقل هذه الخبرة لبقية الطلاب".
خيمة في مواجهة النفايات
أزمة النفايات التي كانت سبباً في تحركات شعبية واعتصامات، تستعد لدخول موسم الشتاء دون إيجاد حل لهذه المشكلة من قبل الدولة، واقتصرت مواجهتها على مبادرات شخصية.
أهالي محافظة عكار شمالي لبنان نصبوا خيمة وسط الطريق لمنع وصول النفايات إلى المكب في منطقتهم، في حين استمر الحراك الشبابي في مناطق أخرى منعاً من وصول النفايات إلى قراهم.
وكانت بلدية عالية في محافظة جبل لبنان أعلنت عن انطلاق تجربتها في فرز النفايات المنزلية، من خلال توزيع 3 أكياس على كل منزل.
في حين يقوم أهالي بيروت بتجميع النفايات داخل أكياس في الطرقات، وذلك على نفقاتهم الخاصة للتخفيف من أضرارها قبل تساقط الأمطار وبدء موسم الشتاء.
النفايات إلى سوريا!
مصدر مقرب من الحكومة اللبنانية، فضل عدم نشر اسمه، أشار إلى وجود "اتفاقات تجري اليوم بين مسؤولين في الحكومة مع نظرائهم في الحكومة السورية للاتفاق على نقل النفايات لداخل سوريا".
وأضاف المصدر "في حال استمرت حالة الرفض الشعبية لنقل النفايات من بيروت إلى المحافظات اللبنانية، سيتم تحويلها إلى سوريا".