7 خرافات حول مرض التوحد لا تصدِّقوها.. هذه هي حقيقة كل منها

قلة الوعي حول هذا الأمر تسببت في ظهور خرافات كثيرة حول مرض التوحد مع الوقت، لا أساس لها من الصحة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/22 الساعة 23:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/22 الساعة 23:48 بتوقيت غرينتش
Concept vector illustration of kid sitting alone in box and thinking on problem.

تسمع بإصابة طفل ما أو شخص ما بمرض التوحد، لكن في الغالب لا تعرف ما هو بالفعل؟ أمر طبيعي إلى حد ما، لكن قلة الوعي حول هذا الأمر تسببت في ظهور خرافات كثيرة حول مرض التوحد مع الوقت، لا أساس لها من الصحة.

لنتعرف في البداية على مرض التوحد، وأعراضه، وانتشاره، ثم سنتحدث عن الخرافات المنتشرة حوله.

ما هو مرض التوحد؟

يُعرّف مرض التوحد (Autism) بأنه حالة سلوكية عصبية معقّدة تؤثر في قدرة المصاب على التفاعل الاجتماعي، والنمو العقلي، وقدرته على التواصل والكلام.

ويعاني الأشخاص المصابون بمرض التوحد عدم القدرة على فهم طريقة تفكير الأشخاص من حولهم، وإحساسهم بالمشاعر؛ وهو ما يؤدي إلى صعوبة تعبيرهم عن أنفسهم واختيارهم للكلمات، أو تعابير الوجه، أو الحركات المناسبة.

وبسبب التعدد الكبير للأعراض المختلفة التي قد تصاحب مرض التوحد، تم تصنيف مرض التوحد ضمن المصطلح الأوسع الذي يُعرف باضطراب طيف التوحد Autism spectrum disorder.

وتتضمن الإصابة بهذا الاضطراب أيضاً ظهور بعض السلوكيات المحدودة والمتكررة لدى الشخص المصاب.

وتبدأ أعراض الإصابة بهذا الاضطراب في سن الطفولة المبكرة، وغالباً ما تظهر الأعراض خلال أول ثلاث سنوات من عُمر الطفل، ويمكن ملاحظتها منذ الولادة.

ورغم أنه لا يوجد الى الآن علاج شافٍ لمرض التوحد، فإنه يمكن من خلال البدء بالعلاج المكثف في وقت مبكر، تحسين مستوى معيشة الطفل بالمستقبل.

وما هي أعراض مرض التوحد؟

تختلف شدة أعراض الإصابة بالتوحد بين طفل وآخر، وغالباً ما تكون شدة المرض والأعراض الظاهرة فريدة عن الحالات الأخرى.

ويتم تشخيص الإصابة بالتوحد عند بعض الأشخاص رغم قدرتهم على التفاعل مع المجتمع والانخراط فيه بشكلٍ مقبول.

وفي بعض الحالات الأخرى، قد يكون تأثير التوحد في حياة الشخص كبيراً وجلياً، وتجدر الإشارة إلى تعدُّد الأعراض والعلامات التي يمكن ملاحظتها خلال فترة الطفولة المبكرة، على بعض المصابين بالتوحد؛ كعدم المبالاة بالشخص الذي يقدم الرعاية للطفل، أو عدم الاستجابة عندما يقوم أحدهم بمناداتهم باسمهم، وانخفاض معدل الاتصال العيني المباشر.

وفي بعض الحالات الأخرى، قد تظهر أعراض الإصابة بالمرض بشكلٍ مفاجئ كالعدائية، وفقدان بعض مهارات اللغة والتحدث رغم اكتسابها مسبقاً.

وبحسب جمعية التوحد، فإن الاعراض تظهر بشكلٍ واضح وجلي في العادة بين عُمر السنتين إلى 6 سنوات من عُمر الطفل.

ويعاني بعض الأطفال المصابين بمرض التوحد صعوبة في التعلّم، وانخفاضاً بمعدل الذكاء، في حين توجد بعض الحالات التي يكون فيها الطفل سريع التعلم ويمتلك معدل ذكاء عالياً، إلا أنه قد لا يستطيع تطبيق ما تعلمه في حياته الشخصية.

وهناك عديد من الأعراض المختلفة الأخرى التي يمكن ملاحظتها على مريض التوحد، ونذكر منها ما يلي:

  • عدم القدرة على البدء في المحادثة، أو عدم القدرة على الاستمرار في إجراء المحادثة.
  • قيام المصاب ببعض الحركات بشكل نمطي ومتكرر.
  • ضعف القدرة على لفظ بعض الكلمات، أو إكمال الجُمل، والتأخُّر في الكلام.
  • التحدث بنبرة صوت غريبة، أو اتباع نمط غريب في الكلام.
  • عدم القدرة على إظهار المشاعر أو العواطف، والشعور بعدم تقديره لمشاعر الآخرين.
  • مقاومة الطفل للحمل، أو العناق، وتفضيله اللعب بمفرده.
  • قيام الشخص المصاب ببعض الحركات التي قد تؤذيه، مثل ضرب الرأس.
  • عدم القدرة على الاتزان، أو المشي بطريقة غريبة.
  • اتباع طقوس أو روتين محدد، والانزعاج في حال حدوث أي تغيير بسيط فيه.
  • تفضيل أنواع محدودة فقط من الطعام.
  • زيادة الحساسية للضوء، أو الصوت، أو اللمس، في معظم الحالات، رغم عدم الاكتراث في بعض الحالات للألم أو الحرارة.

وكيف يمكن تشخيص مرض التوحد؟

بسبب الاختلاف الكبير بين أعراض الإصابة بمرض التوحّد، وتفاوت شدّتها بين الحالات المختلفة، يصعب تشخيص الإصابة بها في بعض الحالات.

ولا يوجد اختبار محدّد يمكن من خلاله تشخيص الإصابة بمرض التوحّد، ولتشخيص المرض بإمكان الطبيب القيام بمجموعة من الاختبارات المختلفة مثل:

1- استخدام المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders، والذي تصدره الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين.

2- القيام بعمل فحص جيني للكشف عن وجود أي اضطراب متعلق بأحد الأمراض الجينية لدى الطفل، مثل الإصابة بمرض متلازمة الكروموسوم إكس الهش Fragile X Syndrom، أو الإصابة بمتلازمة ريت Rett Syndrome.

3- مراقبة وقياس قدرة الطفل على التواصل، والتفاعل اجتماعياً، وتطورها مع الزمن، بالإضافة إلى القيام ببعض الاختبارات لتقييم قدرة الطفل على السماع، والتحدث.

خرافات حول مرض التوحد

يعتقد البعض أنَّ المصابين بالتوحد لا يشعرون، ويمتلكون قدرات ذكائية خارقة بما يتعلق بالأرقام والموسيقى وغيرها، لكن كلَّ هذه خرافات.

1-مريض التوحد لا يريد أن يكون لديه أصدقاء:

إن مريض التوحد يجد صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الأشخاص مِن حوله، فيبدو خجولاً أو غير ودود، لكن هذا لا يعني عدم رغبته في تكوين الصداقات، غير أنه لا يستطيع أن يعبر عن هذا بطريقة طبيعية.

2- لا يمكن أن يشعر مريض التوحد أو يعبر عن المشاعر:

من الأمور الخاطئة التي يتصورها البعض أن مريض التوحد ليست لديه مشاعر ولا يتمكن من التعبير عنها.

فالحقيقة أن مريض التوحد لديه مشاعر الحزن والفرح مثل أي شخص طبيعي، لكنه يعبر عنها بطرق مختلفة.

3- مريض التوحد لا يفهم مشاعر الآخرين:

يؤثر مرض التوحد في قدرة الفرد على توضيح ما يريد التعبير عنه، لكن هذا لا يعني عدم شعوره أو فهمه مشاعر الآخرين.

حيث إن مريض التوحد يمكن أن يترجم مشاعر من يتحدث معه إذا كانت واضحة وصريحة، لكن ردَّ فعله يكون بطريقة مختلفة.

4- مريض التوحد معاق فكرياً:

لا يجب الربط بين التوحد والغباء، فكثير من الأشخاص المصابين بالتوحد يتمتعون بمعدلات ذكاء طبيعية، بل يمكن أن تفوق الأشخاص الأصحاء في بعض الأحيان.

حيث إنه في بعض الأحيان، يجلب مرض التوحد عديداً من القدرات الاستثنائية.

5- مرض التوحد حالة مؤقتة:

يمكن أن تزول أعراض مرض التوحد مع تقدُّم العمر في بعض الحالات، ولكنه بشكل عام ليس مرضاً مؤقتاً، بل إنه يصيب الأطفال ويستمر معهم حتى البلوغ.

وذلك لأن مرض التوحد ينبع من الظروف البيولوجية التي تؤثر في نمو الدماغ بطريقة طبيعية.

6- التوحد مجرد اضطراب في الدماغ:

قد لا يقتصر التوحد على الاضطراب أو الخلل الذي يصيب الدماغ فحسب، بل يمكن أن يعاني مريض التوحد مشكلات صحية أخرى مثل الصرع والاضطرابات المعدية المعوية والحساسية الغذائية وأمراض الجهاز الهضمي بشكل عام.

ويرجع هذا إلى أن مريض التوحد يصاب بارتفاع في مستويات هرمون الكورتيزول بالجسم.

7- لا يوجد شيء يمكن فعله لمريض التوحد:

رغم عدم وجود علاج للقضاء التام على مرض التوحد، فإن هذا لا يعني وجود بعض الأشياء التي يمكن أن تساعد المصاب به.

فمن خلال بعض العلاجات الدوائية والنفسية والأنظمة الغذائية وتطوير المهارات، يمكن أن تتحسن الحالة وتقل أعراض هذا المرض.