كل ما تحتاج معرفته عن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي

هو اضطراب التهابي مزمن يمكن أن يصيب أماكن مختلفة بجسم الإنسان تتجاوز المفاصل، في بعض الأفراد يمكن للمرض أيضاً أن يدمر مجموعةً كبيرةً من أجهزة الجسم

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/09 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/09 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
مرض التهاب المفاصل الروماتويدي..أسبابه وعلاجه

التهاب المفاصل الروماتويدي هو اضطراب التهابي مزمن يمكن أن يصيب أماكن مختلفة بجسم الإنسان  تتجاوز المفاصل، في بعض الأفراد يمكن للمرض أيضاً أن يدمر مجموعةً كبيرةً من أجهزة الجسم، بما في ذلك الجلد والعينان والرئتان والقلب والأوعية الدموية.

يحدث التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو اضطراب مناعي ذاتي، عندما يهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ أنسجة الجسم، ستجد هنا كل ما تحتاج إلى معرفته عن التهاب المفاصل الروماتويدي وأعراضه وعلاجه.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) هو أحد أمراض المناعة الذاتية، التي يمكن أن تسبب آلام المفاصل وتلفها في جميع أنحاء الجسم، يحدث تلف المفاصل الذي يسببه التهاب المفاصل الروماتويدي عادةً على جانبي جسمك.

لذا إذا تأثر أحد المفصلين في إحد ذراعيك أو ساقيك، فمن المحتمل أن يتأثر نفس المفصل في الذراع أو الساق الأخرى أيضاً، هذه هي إحدى الطرق التي يميز بها الأطباء التهاب المفاصل الروماتويدي عن الأشكال الأخرى من التهاب المفاصل.

يُصيب التهاب المفاصل الروماتويدي بطانة المفاصل، مما ينجم عنه تورم مؤلم يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل، ولا يزال يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي الحاد إلى إعاقات جسدية.

تعمل العلاجات بشكل أفضل عندما يتم تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي في وقت مبكر، لذلك من المهم معرفة الأعراض بشكل واضح لمراجعة الطبيب في الوقت المناسب.

أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض طويل الأجل أو مزمن، أعراضه الالتهاب والألم في المفاصل، تحدث الأعراض في أوقات بعينها، وتخفت وتتبدَّد تماماً في أوقات أخرى، وتشمل أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، التي يمكن أن تحدث في جميع أنحاء الجسم:

ألم المفاصل وتورُّمها، تيبّس المفاصل التي عادة ما تكون في حالة سيئة في الصباح، وبعد فترة من عدم النشاط، الإرهاق والحمى وفقدان الوزن.

بعض الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي يُعانون من علامات وأعراض تتمثل في شكل مشكلات صحية تظهر بأجزاء أخرى من الجسم لا تتضمن المفاصل، بما في ذلك: الجلد والعيون و الرئتان و القلب و الكليتان و الغدد اللعابية و النسيج العصبي و نخاع العظم و الأوعية الدموية.

يميل التهاب المفاصل الروماتويدي إلى إصابة المفاصل الأصغر أولاً، خاصة المفاصل التي تربط أصابع اليدين باليدين وأصابع القدمين بالقدمين، وكلما تطور المرض فغالباً ما تنتشر الأعراض إلى المعصمين والركبتين والكاحلين والمرفقين والفخذين والكتفين.

يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، لكن من الهام عدم تجاهل الأعراض، حتى لو كانت تظهر وتختفي، فمعرفة العلامات المبكرة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي سوف يساعدك أنت وطبيبك على علاجها بشكل أفضل.

أسباب الإصابة بالمرض

لا أحد يعرف ما الذي يسبب خلل الجهاز المناعي على وجه الدقة، وإن كان يبدو أن بعض الأشخاص الذين يُصابون بهذا الخلل تكون لديهم استعدادات وراثية معينة، أحد الاحتمالات يقول إن البكتيريا أو الفيروسات تسبب التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص الذين لديهم هذه الاستعدادات الوراثية.

في التهاب المفاصل الروماتويدي تهاجم الأجسام المضادة في الجهاز المناعي الغشاء الزليلي، وهو بطانة  الأغشية التي تحيط بالمفاصل، الأمر الذي قد يفضي إلى تدمير الغضاريف والعظام بداخل المفصل.

كما أن هناك بعض العوامل التي تُزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، مثل:

– الجنس: فالنساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي من الرجال.

– السن: يمكن حدوث الإصابة بالمرض في أي عمر، ولكن يبدأ الالتهاب بشكل أكثر شيوعاً في الأعمار التي تتراوح بين 40 و60 عاماً.

– التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من التهاب المفاصل الروماتويدي، فقد يزيد لديك خطر الإصابة بالمرض.

– التدخين: يزيد تدخين السجائر من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وخاصة إذا كان لديك استعداد وراثي للإصابة بالمرض، يرتبط التدخين أيضاً بزيادة شدة المرض.

– السمنة: يزيد خطر إصابة الأشخاص المصابين بزيادة الوزن أو السمنة بالتهاب المفاصل الروماتويدي إلى حد ما، وخاصة في النساء.

التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال

يُصيب التهاب المفاصل الروماتويدي الأطفال أيضاً، وقد يعود هذا إلى وجود شيء ما في البيئة، مثل الفيروسات أو البكتيريا، إلى إصابة الأطفال الذين لديهم بالفعل جينات معينة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

الجينات تشبه تعليمات يتم توجيهها للجسم حول كيفية العمل، تنتقل الجينات من الآباء إلى أطفالهم وتقرر كل شيء من لون عيون الشخص، إلى ما إذا كان هذا الشخص لديه ميل إلى الإصابة بمرض معين، الجينات جزء من الحمض النووي لدينا، وتوجد في خلايا الجسم.

التهاب المفاصل الروماتويدي ليس مرضاً مُعدياً، لذا لن يلتقطه أطفالك من أطفال آخرين بالمدرسة، هو مرض مناعي ذاتي، مما يعني أن الجهاز المناعي للشخص يخطئ ويهاجم أنسجة أو أعضاء الجسم.

عادةً يرسل جهاز المناعة للطفل خلايا الدم البيضاء لحماية الجسم ومحاربة الغزاة الخارجيين مثل البكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تجعل الطفل مريضاً، ولكن مع مرض التهاب المفاصل الروماتويدي فإن الجهاز المناعي يرتكب خطأ ويهاجم الخلايا السليمة.

تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي

قد يستغرق تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي بعض الوقت، وقد يتطلب إجراء فحوصات متعددة، سيستخدم الطبيب عدة أدوات لتشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي.

أولاً سوف يسأل طبيبك عن الأعراض والتاريخ الطبي، سيقومون أيضاً بإجراء اختبار بدني للمفاصل، سوف يشمل ذلك البحث التورم والاحمرار بمناطق المفاصل، واختبار ردود أفعالك وقوتك العضلية.

إذا اشتبه الأطباء في حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي فسوف يحيلونك على الأرجح إلى أخصائي يسمى أخصائي أمراض الروماتيزم.

نظراً لأنه لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد تشخيص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، فقد يستخدم طبيبك أو أخصائي الروماتيزم أنواعاً مختلفة من الاختبارات، قد يختبرون دمك بحثاً عن مواد معينة مثل الأجسام المضادة.

أو فحص مستوى بعض المواد التي ترتفع خلال حالات الالتهابات، فيمكن أن تكون هذه علامات على التهاب المفاصل الروماتويدي، وتساعد في دعم التشخيص.

قد يطلب الأطباء أيضاً اختبارات تصوير معينة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية وفحوصات الأشعة السينية وتصوير الرنين المغناطيسي، لمعرفة ما إذا كان التلف الناتج عن التهاب المفاصل الروماتويدي قد حدث لمفاصلك فحسب، أم أنه قد امتدَّ لأماكن أخرى.  

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

لا يوجد علاج للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن هناك علاجات يمكن أن تساعدك على إدارته، تساعد علاجات التهاب المفاصل الروماتويدي في إدارة الألم والتحكم في الاستجابة الالتهابية التي يمكن أن تؤدي في كثير من الحالات إلى تهدئة الأعراض، تقليل الالتهاب يمكن أن يساعد أيضاً في منع المزيد من تلف المفاصل والأعضاء.

قد تشمل العلاجات: الأدوية، العلاجات البديلة أو المنزلية، التغييرات الغذائية، أنواعاً محددة من التمارين.

أدوية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي

هناك العديد من أنواع الأدوية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، بعض هذه الأدوية تساعد على تخفيف الألم الذي تُسببه أعراض المرض، ويساعد البعض الآخر في الحدِّ من الأضرار التي يُحدثها التهاب المفاصل الروماتويدي.

الأدوية التالية تساعد في تقليل الألم والالتهابات أثناء التهاب المفاصل الروماتويدي:

– مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: يمكن أن تخفف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الألم وتقلل من الالتهاب، يمكن الحصول على مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأقوى عن طريق وصفة طبية.

– الستيرويدات: تقلل أدوية الكورتيكوستيرويد مثل البريدنيزون من الالتهاب والألم، وتبطئ تلف المفاصل. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية للدواء ترقق العظام وزيادة الوزن ومرض السكري، وغالباً ما يصف الأطباء الكورتيكوستيرويد لتخفيف الأعراض الحادة.

– العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض: يمكن أن تبطئ هذه الأدوية تطور التهاب المفاصل الروماتويدي، وحفظ المفاصل والأنسجة الأخرى من تعرضها للضرر الدائم.

إذا فشلت الأدوية في الوقاية من تلف المفاصل أو إبطاء هذا التلف، فقد تنظر مع طبيبك في إجراء جراحة لإصلاح المفاصل التالفة، قد تساعد الجراحة في استعادة القدرة على استخدام المفصل، كما يمكن أن تقلل الألم وتصحح التشوهات.

كيف يمكن التعامل مع التهاب المفاصل الروماتويدي؟

قد تساعد بعض العلاجات المنزلية وتعديلات نمط الحياة في تحسين نوعية حياتك عند التعايش مع مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، ومن الأشياء التي يمكنك فعلها:

– ممارسة الرياضة:

يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية البسيطة على تحسين نطاق الحركة في مفاصلك وزيادة قدرتك على التحرك، يمكن للتمرين أيضاً تقوية العضلات مما يساعد في تخفيف بعض الضغط عن مفاصلك، يمكنك أيضاً تجربة تمارين اليوجا، التي ستساعدك على استعادة القوة والمرونة.

– الحصول على قسط كافٍ من الراحة:

قد تحتاج إلى مزيد من الراحة أثناء أوقات اشتداد ظهور الأعراض، وراحة أقل أثناء أوقات اختفائها، الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم سيُساعد على تقليل الالتهاب والألم وكذلك التعب.

– استخدام الحرارة أو البرد:

استخدام عبوات الثلج يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب والألم، قد تكون فعالة أيضاً ضد تشنجات العضلات، يمكنك أن تستخدم أيضاً العلاجات الساخنة مثل الاستحمام الدافئ والكمادات الساخنة، فيمكن أن تساعد الحرارة في تخفيف الألم واسترخاء العضلات المتألمة والمشدودة، كما يمكن للبرودة أن تبلد الإحساس بالألم، البرودة أيضاً ذات تأثير تخديري وتقلل من تشنجات العضلات.

– جرِّب الأجهزة المساعدة:

بعض الأجهزة مثل الجبائر يمكنها تثبيت مفاصلك في وضع الراحة، قد يساعد هذا في تقليل الالتهاب، العصي والعكازات يمكن أن تساعدك على الحفاظ على الحركة، حتى أثناء فترات اشتداد الأعراض.

– النظام الغذائي:

قد يوصي طبيبك أو أخصائي التغذية بتطبيق نظام غذائي مضاد للالتهابات لمساعدتك في السيطرة على الأعراض، يتضمن هذا النوع من النظام الغذائي الأطعمة التي تحتوي على الكثير من أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تشمل: الأسماك الدهنية، بما في ذلك سمك السلمون والتونة والرنجة والماكريل، وبذور الكتان، وعين الجمل.

قد تساعد أيضاً مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات A وC وE والسيلينيوم في تقليل الالتهاب، وتشمل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: التوت البري، العنب البري، التوت البري، الفراولة، الشوكولاته الداكنة، السبانخ، الخرشوف.

من المهم أيضاً تناول الكثير من الألياف، لأنه وفقاً لبعض الباحثين قد تساعد الألياف في تقليل الاستجابات الالتهابية، عليك اختيار أطعمة الحبوب الكاملة والخضراوات الطازجة والفواكه الطازجة، وقد تكون الفراولة مفيدة بشكل خاص.

– تواصل مع الآخرين:

اجعل عائلتك على دراية بما تشعر به، حاوِل إيجاد أحد من أفراد العائلة أو صديق يمكن أن تتحدث معه، وخاصة عندما تشعر بالقلق، حاول الحصول أيضاً على حلقات دعم من خلال الاتصال بأشخاص آخرين مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، سواء من خلال إحدى مجموعات الدعم الموجودة في مجتمعك أو عبر الإنترنت.

– توقف عن التدخين:

التدخين يزيد من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، ويجعل علاجاتك أقل فاعلية، اعمل على التخلص من هذه العادة، حتى لو استغرق الأمر بضع محاولات، يمكن لطبيبك أن يقدم لك بعض النصائح التي تساعدك في هذا الأمر.

تحميل المزيد