هل أطفالك يعانون مرض الأكزيما؟ إليك كل ما تحتاج معرفته عنه

تُعرف الأكزيما أيضاً باسم "التهاب الجلد التأتبي" وهو حالة يحدث فيها احمرار للجلد مع الشعور بالحكة، وهي حالة مرضية شائعة لدى الأطفال وتصيب الكبار أيضاً

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/04 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/04 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
حالة يحدث فيها احمرار للجلد مع الشعور بالحكة، وهي حالة مرضية شائعة لدى الأطفال

عرف الأكزيما أيضاً باسم "التهاب الجلد التأتبي" وهو حالة يحدث فيها احمرار للجلد مع الشعور بالحكة، وهي حالة مرضية شائعة لدى الأطفال، لكن يمكن أيضاً أن تحدث في أي مرحلة عمرية، يعد التهاب الجلد التأتبي مرضاً ممتداً/ مزمناً، ويميل لأن يظهر في نوبات كل فترة، وقد يكون مصحوباً بالربو.

معظم الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة يستطيعون التغلب عليها بحلول عيد ميلادهم العاشر، في حين يظل بعض الناس في معاناة مع أعراض هذا المرض ومحاولة التغلب عليها طوال حياتهم، باستخدام العلاج المناسب غالباً ما يمكن السيطرة على المرض، ستجد هنا كل ما تحتاج إلى معرفته عن الأكزيما.

ما هو مرض الأكزيما؟

الأكزيما حالة مرضية تصبح فيها بقع الجلد ملتهبة، حمراء، متشققة، وخشنة، مع الرغبة المستمرة في حكها، وقد تظهر البثور أيضاً في بعض الأحيان، تُستخدم كلمة "الأكزيما" على وجه التحديد للحديث عن التهاب الجلد التأتبي، وهو أكثر أنواع الأكزيما شيوعاً.

تُشير كلمة "تأتبي atopic" إلى الأعراض التي تحدث عندما يكون شخص ما شديد الحساسية تجاه مُسببات الحساسية في البيئة.

يساعد الجلد السليم في الحفاظ على الرطوبة وحمايتك من البكتيريا والمهيجات ومسببات الحساسية، ترتبط الإكزيما بتغير جيني يؤثر على قدرة الجلد على توفير الحماية السابقة ويؤدي هذا الأمر إلى جعل جلدك عرضة للعوامل البيئية، والمهيجات ومسببات الحساسية، ربما تلعب الحساسية تجاه بعض الأطعمة دوراً في الإصابة بالإكزيما لدى بعض الأطفال.

ومن هذه الأطعمة المكسرات ومنتجات الألبان، تختلف الأعراض حسب عمر الشخص المُصاب بالأكزيما، لكنها غالباً ما تتضمن بقعاً متقشرة من الجلد، يمكن أيضاً أن تحدث الأكزيما بسبب عوامل بيئية مثل الدخان وحبوب اللقاح.

الأكزيما ليست حالة مُعدية، وهي أيضاً ليست حالة قابلة للعلاج، يُركز العلاج على شفاء الجلد التالف وتخفيف الأعراض، لكن لا يوجد علاج كامل للأكزيما بعد.

أعراض الأكزيما

يمكن أن تختلف أعراض التهاب الجلد التأتبي، اعتماداً على عمر الشخص المُصاب بهذه الحالة، يحدث التهاب الجلد التأتبي بشكل شائع عند الرضع، مُتمثلاً في ظهور بقع جافة و متقشرة على الجلد مصحوبة برغبة شديدة في الحك، معظم الناس يصابون بالتهاب الجلد التأتبي قبل سن 5 سنوات، ومع البعض يستمر المرض حتى بحلول مرحلة البلوغ.

غالباً ما يُعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من فترات تظهر خلالها الأعراض بشدة أو تزداد سوءاً، تليها فترات من الوقت تتحسن فيها الأعراض أو يتم التخلص منها.

تشمل الأعراض عند الرضع أقل من العامين:

الطفح الجلدي الذي يظهر عادةً على فروة الرأس والخدين، نتوءات صغيرة بارزة يمكنها تسريب سائل وتتقشر عند خدشها، يسبب هذا الطفح الحكة الشديدة، مما قد يعيق الحصول على قدر كاف ومريح من النوم، يمكن أن يؤدي استمرار الحك إلى حدوث التهابات جلدية.

الأعراض لدى الأطفال بعد عمر سنتين وحتى مرحلة البلوغ:

يظهرالطفح الجلدي عادةً خلف تجاعيد المرفقين أو الركبتين، يكون الطفح الجلدي أيضاً شائعاً في الرقبة والمعصمين والكاحلين والتجعد بين الأرداف والساقين، قد يكون لون الطفح خفيفاً أو غامقاً.

الأعراض عند البالغين:

خلال مرحلة البلوغ يكون ظهور الطفح الجلدي شائعاً في تجاعيد المرفقين أو الركبتين أو مؤخرة العنق، يغطي الطفح الكثير من الجسم، الطفح الجلدي يمكن أن يكون بارزاً بشكل خاص على الرقبة والوجه وحول العينين، يمكن أن يترك الطفح الجلدي الجلد جافاً جداً، يمكن أن يؤدي الطفح إلى التهابات الجلد.  

البالغون الذين أصيبوا بالتهاب الجلد التأتبي في طفولتهم وتم شفاؤهم منه، قد لا يزالون يعانون من جفاف الجلد أو التهيج بسهولة، وظهور الأكزيما في اليد أو حول العينين.

ما الذي يُسبب الأكزيما؟

السبب الدقيق للأكزيما غير معروف، ولكن يعتقد أنه مرتبط باستجابة مفرطة النشاط من قبل الجهاز المناعي للجسم إلى مصدر إزعاج مُعين، وهذا هو الذي يسبب أعراض الأكزيما، بالإضافة إلى ذلك توجد الأكزيما عادة في العائلات التي لها تاريخ من الحساسية أو الربو.

قد يكون لدى بعض الأشخاص طفح جلدي وحكة استجابة لمواد أو ظروف معينة، بالنسبة للبعض قد تسبب ملامسة المواد الخام أو الخشنة جعلَ الجلد حاكاً، بالنسبة للآخرين قد يكون التعرض للحرارة أو البرودة أكثر من اللازم والتعرض لبعض المنتجات المنزلية مثل الصابون أو المنظفات، أو ملامسة وبر الحيوانات قد تسبب تفشي المرض.

التهابات الجهاز التنفسي أو نزلات البرد قد تكون أيضاً من مُسببات المرض، وقد يتسبب الإجهاد النفسي في تفاقم الحالة.

كيف يمكن علاج الأكزيما؟

لا يوجد علاج للأكزيما بشكل كامل وجذري، لكن يهدف علاج الحالة فقط إلى شفاء الجلد المصاب ومنع تفجر الأعراض وانتشارها، سيقترح الأطباء خطة علاجية تستند إلى عمر الفرد وأعراضه وحالته الصحية الحالية.

بالنسبة لبعض الناس، تزول الأكزيما بمرور الوقت، وتختفي الأعراض، وبالنسبة للبعض الآخر يتم التعامل مع المرض مدى الحياة.

الطريقة المثالية للتعامل مع مرض الأكزيما

هناك عديد من الأشياء التي بإمكان الأشخاص المصابين بالإكزيما القيام بها، لدعم صحة الجلد وتخفيف الأعراض، مثل:

– خلال الاستحمام: عندما تصاب بالإكزيما، من المهم أن تغسل جلدك، خذ حماماً دافئاً وليس ساخناً، استخدِم منظفاً لطيفاً بدلاً من الصابون الذي يحتوي على مواد كيميائية حادة، ولا تقم بتقشير بشرتك، لا تجفِّف بشرتك بحدّة، بل دع الجلد رطباً قليلاً، وضع مرطباً على الجلد الرطب خلال 3 دقائق من إغلاق الماء.

– كن حريصاً على الترطيب: أفضل طريقة لتهدئة الجلد الجاف والحكة الناتجة عن التهاب الجلد التأتبي، هو الترطيب. الكريمات والمراهم تعمل بشكل أفضل من المستحضرات، تأكَّد من اختيار المنتجات دون عطور أو مكونات مثل الكحول، والتي يمكن أن تساعد على جفاف البشرة. رطِّب البشرة مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، وضمن ذلك بعد الاستحمام، وفي كل مرة تغسل فيها يديك.

– حاول ألا تخدش أو تحكَّ الأجزاء المُصابة، لا تخدش الحكة، فهذا سيجعل المشكلة أسوأ. بدلاً من ذلك، ضع مرطباً بارداً أو جِلّاً بارداً لتهدئة الجلد، إذا كنت تميل إلى الخدش في أثناء النوم، فحاول ارتداء قفازات خفيفة قبل الذهاب إلى السرير.

– يساعد ارتداء ملابس فضفاضة مصنوعة من الأقمشة الناعمة والمنسوجة والمريحة مثل القطن، في تجنُّب التهيج الذي ينتج عن الألياف الخشنة والملابس الضيقة. اغسل كل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لإزالة أي مواد كيميائية، من شأنها أن تهيج جلدك، واستخدم منظف غسيل خفيفاً لا يحتوي على روائح أو أصباغ، كما يجب شطف الملابس مرتين، لإزالة آثار الصابون.

– تجنَّب مُسببات الحساسية: الأكزيما ليست حساسية، لكن الأعراض قد تزداد سوءاً إذا كنت تعاني الحساسية، أو إذا كنت تعاني أشياء تسببها، يمكن أن تكون المواد المثيرة للحساسية هي الأطعمة مثل البيض ومنتجات الألبان والقمح؛ والأطعمة الحمضية مثل الطماطم، بالإضافة إلى الغبار ووبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح. حاوِل تجنُّب المواد المثيرة للحساسية، وقد يقترح طبيبك اختبار الحساسية أو طرقاً أخرى للمساعدة.

– تجنَّب الإجهاد النفسي: قد يؤدي الإجهاد إلى تفاقم الأكزيما، لذا حاول العثور على طرق لتخفيف هذا الإجهاد مثل التمرين أو التأمل، أو تخصيص وقت لهواياتك المفضلة. إذا كنت بحاجة إلى حل سريع للحظة مرهقة نفسياً، فيمكنك استخدام تقنيات التنفس لتهدئة نفسك.

– تجنَّب التعرق: إذا كان الجو حاراً جداً، فسوف تتعرق، وهو ما قد يُهيِّج جلدك أكثر ويسبِّب الحكة. وخلال فصل الشتاء، تكون المساحات الداخلية المُدفّأة غالباً ذات رطوبة منخفضة، والتي تُعرض الجلد للجفاف وتسبِّب الحكة أيضاً. في السرير استخدم البطانيات الخفيفة، حتى لا تتعرق في أثناء النوم، وخذ دشاً قصيراً فاتراً بعد التمرين.

– استخدِم واقيات الشمس: بإمكان حروق الشمس أن تُسبب الحكة أكثر من المعتاد، لذلك عليك دائماً ارتداء واقٍ من الشمس. حاول استخدام واقيات الشمس المصممة للوجه على جسمك بالكامل، هي عادةً ما تكون أقل تهييجاً من الأنواع الأخرى. فقد تكون المنتجات التي تحتوي على أكسيد الزنك أو أكسيد التيتانيوم أقل عرضة للإزعاج.

أنواع أخرى من الأكزيما

بخلاف التهاب الجلد التأتبي، توجد أنواع أخرى من الأكزيما، وتشمل:

1- التهاب الجلد التماسي التحسسي: هو تفاعل جلدي بعد ملامسة مادة أو مسببات الحساسية التي يتعرف الجهاز المناعي على كونها غريبة.

2- الأكزيما الشاذة: هذا هو تهيُّج الجلد على راحتي اليدين وباطن القدمين، ويتميز بظهور البثور.

3- التهاب الجلد العصبي: يشكل بقعاً متقشرة من الجلد على الرأس والساعدين والمعصمين والساقين السفليتين، ويكون سببها حكة موضعية مثل لدغة الحشرات.

4- الأكزيما الأسطوانية: تظهر على شكل بقع دائرية من الجلد المتهيج، يمكن أن تكون متقشرة وحاكّة.

5- الأكزيما الدهنية: تشكل خلالها بقعاً دهنية صفراء متقشرة من الجلد، وعادةً على فروة الرأس والوجه.

6- التهاب الجلد الركودي: هو تهيُّج في الجلد بالجزء الأسفل من الساق، عادة ما يرتبط بمشاكل في الدورة الدموية.

مضاعفات الإصابة بالمرض

قد تتضمن مضاعفات التهاب الجلد التأتبي/الأكزيما الإصابة بأنواع أخرى من الأكزيما، ومن المضاعفات ما يلي:

1- الربو وحمى القش: يصاب أكثر من نصف مرضى التهاب الجلد التأتبي من الأطفال الصغار بالربو وحمى القش ببلوغهم سن 13 عاماً.

2- تقشُّر وحكَّة جلدية مزمنة: يحك المصاب المنطقة المصابة بالمرض، وهو ما يجعلها أكثر حكة، ومع الوقت، قد يقوم بالحك بحكم العادة، وقد تتسبب هذه الحالة في أن يصبح الجلد المصاب حالك اللون، وسميكاً، وخشن الملمس.

3- الالتهابات الجلدية: يسبب الحك المتكرر الذي يجرح الجلد قرحاً وتشققات مفتوحة، ويزيد هذا من خطر الإصابة بعدوى ناجمة عن بكتيريا أو فيروس، وضمن ذلك فيروس الهربس البسيط.

4- التهاب جلد اليدين التهيجي: تصيب هذه الحالة بصفة خاصة، الأشخاص الذين يتطلب عملهم بلل أيديهم وتعرُّضها للصابون ومنتجات التنظيف والتعقيم القاسية أغلب الأحيان.

5- التهاب الجلد التماسي: تُعد هذه الحالة أكثر شيوعاً في الأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتبي.

6- مشكلات في النوم: قد تسبب دورة الحكة والخدش سوء جودة النوم.

تحميل المزيد