قد يبدو قلب المرأة عادةً مثل قلب الرجل، إلا أن هناك بعض الاختلافات، فعلى سبيل المثال تكون الغرف الداخلية لقلب المرأة أصغر حجماً، كما أن الجدران التي تقسم تلك الغرف أرق سمكاً.
وبينما يضخ قلب المرأة أسرع من قلب الرجل، إلا أنه يُخرج 10% أقل من الدم مع كل انضغاط. عندما تتعرض المرأة للإجهاد يرتفع معدل نبضها، ويُخرِج قلبها المزيد من الدم. بينما عندما يتوتر الرجل تضيق شرايين قلبه، مما يرفع ضغط دمه.
وتمثل هذه الاختلافات أهمية جوهرية في أعراض مرض الشريان التاجي (CAD) بالنسبة للجنسين.
ما هو مرض الشريان التاجي؟
الشرايين التاجية هي تلك الأوعية الدموية التي تُمد القلب بالدم والأكسجين والمغذيات، فحينما تتضرر عن طريق ترسب الكولسترول أو حدوث التهاب فيها يحدث مرض الشريان التاجي.
ومرض الشريان التاجي هو المسبب الرئيسي للنوبات القلبية، فعندما تتراكم الدهون الزائدة المنتشرة في الدم في شرايين القلب، تشكل رواسب تسمى لويحات، وتستمر هذه اللويحات في النمو ببطء، مما يسبب ضيق الشريان تدريجياً، ويعيق تدفق الدم. قد تكون الألواح لينة وتتمزق مما يسبب حدوث جلطة دموية.
في كلتا الحالتين، سواء أدت اللويحات إلى ضيق الشريان أو تمزقت وأحدثت جلطة دموية، فالنتيجة واحدة وهي حدوث أزمة قلبية.
النساء لديهن عوامل خطر ليست لدى الرجال
بعض الأمراض التي تصيب النساء فقط تزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، وهو السبب الرئيسي للنوبات القلبية. وتشمل هذه الأمراض التهاب بطانة الرحم، مرض تكيس المبايض، مرض السكري وارتفاع ضغط الدم الذي يحدث أثناء الحمل.
تشارك النساء أيضاً عوامل الخطر التقليدية مع الرجال كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، والتدخين والسمنة.
مثل الرجال أيضاً، يمكن أن تتأثر النساء بسجل عائلي لأمراض القلب، لا سيما عندما يُصاب الأب أو الأخ بأمراض الشريان التاجي قبل سن 55 عاماً، أو تُصاب الأم أو الأخت قبل سن 65 عاماً.
تُصاب المرأة بأول أزمة قلبية في عمر أكبر من الرجال
الرجال معرضون لخطر الإصابة بنوبة قلبية في وقت مبكر من الحياة أكثر من النساء.
قبل انقطاع الدورة الشهرية، يوفر هرمون الأستروجين للنساء بعض الحماية من أمراض القلب، ولكن مع تقدم النساء في العمر وانقطاع الدورة الشهرية، ينخفض إفراز هرمون الأستروجين، فتزداد لديهن خطورة الإصابة بأمراض القلب.
يُعتقد أن للأستروجين تأثيراً إيجابياً على الطبقة الداخلية لجدار الشريان، مما يساعد على الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية. هذا يعني أن الأوعية تكون في حالة تسمح لها بالاسترخاء والتوسع لاستيعاب تدفق الدم.
هذا هو السبب في أن متوسط سن الإصابة بنوبة قلبية هو 72 عاماً في النساء، ولكنه عند 65 عاماً في الرجال.
على الرغم من فوائد الأستروجين، توصي جمعية القلب الأمريكية بعدم استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الدورة الشهرية لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، لأن بعض الدراسات أظهرت أنه لا يبدو أنه يقلل من المخاطر.
أعراض الأزمة القلبية لدى النساء مختلفة
أغلب الرجال الذين يعانون من الأزمات القلبية عانوا من ألم شديد في الصدر، يشبه وضع كتلة ضخمة عليه. تعاني بعض النساء أيضاً من ألم في الصدر، لكن في الغالب تكون النساء عرضة لأعراض أخرى تبدأ عادة قبل حدوث الأزمة بمدة 3 أو 4 أسابيع، وتشمل:
– الشعور بالتعب بعد ممارسة الأمور اليومية الاعتيادية التي لم تكن تسبب أي تعب من قبل مثل ترتيب المنزل أو حمل بعض الأشياء.
– التعرق وضيق التنفس دون بذل أي مجهود، وقد تكون هذه الأعراض مصحوبة بألم في الصدر، وتتفاقم مع مرور الوقت مع بذل المجهود. وقد يزداد ضيق التنفس سوءاً عند الاستلقاء مع حدوث تحسن عند الجلوس.
– الإحساس بالتعب عند بذل أي مجهود، وتوقف التعب فور توقف المجهود، ويصحب هذا الشعور بالتعب ألم في الظهر أو الرقبة. قد يبدأ الألم من الصدر وينتشر إلى الصدر، وقد يوقظك الألم فجأة أثناء الليل، كما قد تحدث بعض الآلام في الجانب السفلي الأيسر في الفك.
تغفل المرأة أعراض النوبات القلبية
رغم اختلاف الأعراض فإن بعض النساء يعانين من نفس أعراض النوبة القلبية لدى الرجال، ولكنهن يغفلن تلك الأعراض أيضاً، كما أنهن يملن إلى محاولة تخفيف الأعراض، والتأخر في طلب العلاج.
وجدت إحدى الدراسات التي تقيس المدة التي ينتظرها الناس قبل البحث عن نوبة قلبية أن متوسط مدة التأخير حوالي 54 ساعة للنساء، مقارنة بنحو 16 ساعة للرجال.
مرض الشريان التاجي في المرأة أصعب في التشخيص
تصوير الأوعية الدموية بالأشعة السينية أثناء عمل قسطرة للقلب يعد الاختبار المعياري للعثور على ضيق أو انسداد في شرايين القلب الكبيرة.
ولكن غالباً ما يؤثر مرض الشريان التاجي على الشرايين الصغيرة للمرأة، التي لا يمكن رؤيتها بوضوح على تصوير الأوعية.
النوبة القلبية أصعب على المرأة من الرجل
في الغالب تطول فترة الإقامة في المستشفى للمرأة المصابة بنوبة قلبية أكثر من الرجل، كما أن النساء أكثر عرضة للموت قبل مغادرة المستشفى.
قد يكون هذا بسبب حقيقة أن النساء اللائي يعانين من نوبة قلبية لديهن عوامل خطر أكثر غير معالجة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
كيف تحمي نفسك من الإصابة بالنوبات القلبية؟
سواء كنت رجلاً أو امرأة، فهناك عدة نصائح إن اتبعتها قد تجنبك الإصابة بنوبة قلبية ومنها:
– الإقلاع عن التدخين.
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي نصف ساعة يومياً.
– اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وتقليل الكربوهيدرات البسيطة والأطعمة المصنعة.
– الحفاظ على الوزن الطبيعي، وكذلك مستوى ضغط الدم، والسكر.