هل تحبِّين الشوكولاتة كثيراً لأنها تحسّن المزاج؟ الشوكولاتة الداكنة لها فوائد صحية أيضاً.. تعرَّفي عليها

يبدو الأمر جيداً للغاية على نحوٍ يصعب تصديقه، لكنّ الشوكولاتة الداكنة لها بعض الفوائد إذا كنت تتناولها باعتبارها جزءاً من نظام غذائي متوازن.

طلبت هيئة الإذاعة البريطانية BBC من اختصاصية التغذية نيكولا شبروك أن تشرح الفوائد الغذائية للشوكولاتة الداكنة، بالإضافة إلى كيفية اختيار الأنواع الأفضل منها عند الشراء.

ما هي الشوكولاتة الداكنة؟

الشوكولاتة الداكنة هي شوكولاتة مرَّة المذاق تصنع من الكاكاو الخام، والسكر، وزبدة الكاكاو، ولا تحتوي على أي نسبة من اللبن. وتؤثر نسبة الكاكاو على الطعم ودرجة المرارة.

لا يوجد حد أدنى من الكاكاو يجب أن يكون في الشوكولاتة ليصبح اسمها شوكولاتة داكنة، لذا، ستجد الشوكولاتة الداكنة تحتوي على أي قدر من الكاكاو من 50 % إلى 100%. وتحتوي معظم الأنواع التجارية على نسبة تتراوح بين 70% أو 85% أو 90% من الكاكاو.

الفوائد الغذائية للشوكولاتة الداكنة

تختلف القيمة الغذائية الدقيقة من نوع تجاري لآخر باختلاف مستوى زبدة الكاكاو والسكّر المضاف. فلننظر إلى الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70% من الكاكاو على سبيل المثال.

هذا النوع مثلاً غذاء غنيّ بالدهون، ويحتوي كل 20 غراماً منه (حوالي 6 مربعات صغيرة) على ما يزيد عن 8 غرامات من الدهون، منها 5 غرامات دهون مشبعة.

وهي أيضاً غنية بالسكر، إذ تحتوي على 6 غرامات من السكر في كل 20 غراماً من الشوكولاتة، لكنها مصدرٌ جيّد أيضاً للألياف والبروتين، إذ تحتوي تقريباً على غرامين من كل منها في كل 20 غراماً.

بإجراء مقارنة ستجد أن الشوكولاتة الداكنة التي تصل نسبة الكاكاو فيها إلى 85% تحوي قدراً أعلى من الدهون يقدَّر تقريباً بعشرة غرامات لكل 20 غراماً، منها 6 غرامات من الدهون المشبعة، لكنها تحوي سكراً أقل، 3 غرامات فقط في كل 20 غراماً.

تزيد كمية البروتينات والألياف أيضاً زيادة طفيفة، حوالي 2.5 غرام في كل 20 غراماً لكل منها. كما توجد نسبة ضئيلة من الملح في الشوكولاتة الداكنة، هذا إن وُجدت من الأساس، إلا إذا كنتَ تشتري نوعاً مضافاً إليه ملح البحر بالطبع!

للشوكولاتة الداكنة أيضاً بعض الفوائد الصحية المدهشة؛ لأنها غنية بطبيعتها بالحديد والماغنيسيوم، والنحاس، والمنغنيز.

والحديد مهم لتكوين كرات الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين للجسم، بينما يحفز النحاس إفراز الحديد لتكوين الهيموغلوبين، وهو المادة التي تحمل الأكسجين في الجسم.

يضمن الماغنيسيوم أنَّ الغدد الدرقية تعمل بانتظام لتنتج الهرمونات المهمة لصحة العظام. ويساعد المنغنيز في إنتاج وتنشيط إنزيمات معينة في الجسم، من بينها الإنزيمات المسؤولة عن تكسير الطعام.

ما هي الفوائد الصحية للشوكولاتة الداكنة؟

تتمثّل إحدى فوائد الشوكولاتة الداكنة في أنها غنية بمضادات الأكسدة والفلافانولات.

قارنت دراسة أُجريت عام 2011 بين الشوكولاتة الداكنة ومسحوق الكاكاو من ناحية، والفواكه فائقة الجودة من ناحيةٍ أخرى، بسبب كونهما مصدراً غنياً لهذه العناصر الغذائية النباتية، التي وجدوا أنها موجودة بنسبة أعلى من وجودها في التوت البري والرمان.

تظهر الدراسات أنّ الأنظمة الغذائية الغنية بالفلافانولات تحسِّن من وظائف خلايا بطانة الأوعية الدموية، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الدوري. يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تكون مصدراً مهماً للفلافانولات، إذا كنت تأكلها ضمن نظام غذائي متوازن ومتنوع.

توضِّح الدراسات أن الفلافانولات توفِّر أيضاً بعض الفوائد الوقائية للأعصاب، وقد توفر الحماية مرة أخرى من حالات مثل الشلل الرعاش وألزهايمر، بالإضافة إلى أن لها تأثيراً مضاداً للالتهاب في المشاكل الهضمية، مثل مرض التهاب الأمعاء.

ما هي الحصة الصحية من الشوكولاتة الداكنة؟

يمكنك الاستمتاع بتناول مقدار 20 غراماً من الشوكولاتة الداكنة بين الحين والآخر، ويساوي هذا 6 مربعات صغيرة تقريباً، أو مربعين كبيرين، حسب تقسيم اللوح. لكن من المهم أن يكون هذا جزءاً من نظام غذائي متوازن، لأن الشوكولاتة الداكنة غنية بالدهون المشبعة والسكر.  

كيف تشتري الشوكولاتة الداكنة الأفضل صحياً؟

كلما كانت داكنة أكثر، كانت أفضل!

عامةً، كلما زادت نسبة الكاكاو الخام، زادت الفوائد الصحية، فمثلاً، 20 غراماً من الشوكولاتة التي تحوي نسبة 90% من الكاكاو تمنحك فوائد صحية أكثر من 20 غراماً من الشوكولاتة التي تحتوي على 75% من الكاكاو.

على الأغلب تحتوي الشوكولاتة الداكنة المنكّهة بنكهاتٍ مثل البرتقال، أو الكراميل، أو ملح البحر، على سكَّر وملحٍ أكثر، لذا التزم بتناول الشوكولاتة الداكنة العادية للاستفادة بالفوائد الصحية بأكبر قدر ممكن.

كيف تُصنَّع الشوكولاتة الداكنة؟

تُعتبر صناعة الشوكولاتة الداكنة عملية طويلة. تُنقّى حبوب الكاكاو من شجر الكاكاو عندما ينضج، ثم تُنظَّف وتُترك لتتخمَّر لحوالي يومين أو أكثر من ذلك لتصل إلى 8 أيام، باستخدام الخميرة الموجودة طبيعياً، أو بالمحفزات التي تعتمد على الخميرة، حسب الطريقة التي يتبعها المصنع. تُغطى الحبوب بأوراق الموز أو توضع في صناديق التعرُّق الخشبية لتحصل على نكهتها. ستضيف الحرارة والرطوبة والتهوية لنكهة حبوب الكاكاو.

بعد التخمُّر، تجفف الحبوب وتُحمص، مثل القهوة تقريباً، مما يجعل لونها أغنى لتصبح بنية داكنة اللون، ويضاف لها نكهة ورائحة.

ثم تُغربل الحبوب المحمصة، وهي عملية تُزال فيها القشرة الخارجية للحبوب، أو البذور، أو الأوراق داخل الحبوب، أو الكاكاو المقشر. ثم يُطحن هذا الكاكاو تحت ضغط عالٍ لإنتاج كتلة الكاكاو -التي تعرف أيضاً باسم سائل الشوكولاتة- وزبدة الكاكاو.

ثم يُمزج سائل الشوكولاتة بزبدة الكاكاو والسكَّر لإنتاج معجون يدخل في عملية تحدث في قدر صدفي. وفيه يمر الخليط بعمليات دقيقة من التقليب والعجن، والتسخين والتهوية الحارة حتى يصبح ناعماً ويشبه القشدة.

كلما زادت مدة هذه العملية، أصبحت الشوكولاتة أنعم، وتستمر هذه العملية في بعض الأنواع التجارية عالية الجودة لأيام عديدة.

ثم يضاف إليها مثبت مثل ليسيثين الصويا مع أي نكهات إضافية مثل الملح البحر، أو الفانيليا قبل عملية تبريد وصب الشوكولاتة. وفي هذه العملية تُبرد الشوكولاتة إلى درجة حرارة معينة، ثم تُصب في قالب لتبرد وتصل الشوكولاتة عندها لصورتها الثابتة الصلبة الصالحة للأكل.