بعض النساء تكون لديهن الدورة الشهرية منتظمة للغاية، فيعلمن متى ستصل بالضبط، كما أن أعراضها كذلك ثابتة بالنسبة لهن. أما النسبة الأكثر من السيدات فتأتيهن الدورة الشهرية في أوقات مختلفة كل شهر، وبأعراض متباينة أيضاً.
بالطبع، هناك عوامل صحية قد تؤثر على عدم توازن الدورة الشهرية لدى النساء، ما يؤدي إلى عدم انتظامها. ولكن هذا لا يعكس بالضرورة مدى خصوبة المرأة، وصحتها البدنية، فهناك العديد من أساليب الحياة البسيطة قد يكون لها تأثير كبير على انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
ونستعرض هنا عدداً من تلك العوامل التي تتلاعب بالهرمونات، وبالتالي تؤثر على الدورة الشهرية، كما أوضحت أخصائية التغذية وصحة المرأة أنجيليك باناغوس.
الإجهاد يتلاعب بالهرمونات، ويمكن التحكم فيه بالتنفس بعمق
عندما توضع المرأة تحت الإجهاد المستمر، فإن جسدها ينتج هرمون الكورتيزول الذي يطلق عليه أيضاً هرمون الإجهاد. يستخدم هذا الهرمون الكثير من المغذيات في الجسم، فيرفع مستوى الجلوكوز في الدم، كما يساعد في هدم النشويات، والبروتينات، والدهون، وهذا يعمل على عدم توازن الهرمونات، وبالطبع الدورة الشهرية.
كذلك يؤثر الإجهاد على عمل جزء من الدماغ يسمى تحت المهاد أو هايبوثلاموس، وهذا الجزء الصغير يؤثر بدوره على الغدة النخامية، التي تؤثر هي الأخرى على الغدة الدرقية والمبيض والغدة الكظرية، التي تتحكم في الهرمونات والإباضة.
يمكن التخلص من الإجهاد عبر تقنيات بسيطة للتنفس، فيمكن تجربة التنفس بعمق مرتين يومياً، ويمكن تجربة تقنية 4-7-8 للتنفس بعمق. وتكون هذه التجربة عبر الشهيق من الأنف لمدة 4 ثوان، وكتم النفس لمدة 7 ثوان، ثم إخراجه رويداً من الفم لمدة 8 ثوان.
المواد الكيميائية وسموم البلاستيك تتداخل مع عمل الهرمونات
قد يسبب التعرض للعديد من المواد الكيميائية كالبيسفينول، والفثالات، والمبيدات الحشرية، حدوث خلل في الغدد الصماء، أي أنها تتداخل مع عمل الهرمونات بكل بساطة. تؤثر تلك المركبات على مستويات الهرمونات في الجسم، وبذلك تؤثر على الدورة الشهرية.
يتسبب استخدام المواد المصنوعة من البلاستيك في الإخلال بعمل الهرمونات أيضاً، فالتعرض للمواد البلاستيكية باستمرار يعني التعرض الدائم للسموم.
لذا لابد من التخلص من الزجاجات البلاستيكية، والإقلاع عن تناول الأطعمة المليئة بالمبيدات، والاتجاه إلى الأطعمة العضوية.
وزن الجسم وتناول السكريات يؤثران على عمل المبيضين
كما ذكرنا، فالتوازن الهرموني هو كلمة السر بالنسبة لانتظام الدورة الشهرية، وبالطبع فما تأكله النساء يؤثر على الهرمونات، وبالتالي على الدورة الشهرية. وبالطبع فالسكريات لها تأثير كبير على التوازن الهرموني.
فالسكر الزائد يسبب زيادة الأنسولين، والذي بدوره يحفز المبيضين لإنتاج المزيد من هرمون التستوستيرون، ما يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية.
قد يظن الكثيرون أن زيادة الوزن فقط لها تأثير سلبي على الجسم، ولكن نقص الوزن عن الوزن الطبيعي له تأثير سيئ أيضاً. يؤثر وزن الجسم على إنتاج هرمون الإستروجين الذي يساعد على خلق بطانة الرحم الجديدة التي تُهيأ لاستقبال البويضة كل شهر. وفي حال كانت البويضة غير مخصبة، يتم التخلص منها خلال الدورة الشهرية.
عندما يكون الوزن زائداً، فإن الجسم ينتج هرمون الإستروجين بنسبة أكبر، ما يسبب الإباضة المبكرة، كما يزيد من سمك بطانة الرحم، ما يزيد من تدفق أكثر خلال الدورة الشهرية، وطول مدتها.
أما النساء اللاتي تعانين من نقص الوزن، خاصة إذا كن قد فقدن الوزن سريعاً، فتنتج أجسامهن كميات أقل من الإستروجين، ما يقلل من معدلات الإباضة، وهذا قد يسبب إطالة المدة بين دورتين شهريتين متتاليتين، أو توقفها تماماً.
حركة الأمعاء الجيدة تعني التوازن الهرموني
وفقاً لما قالته أخصائية التغذية وصحة المرأة أنجيليك باناغوس، فإن حركة الأمعاء الجيدة تعني حدوث توازن هرموني. ففي حالة عدم حدوث الإخراج لعدة أيام على سبيل المثال، فلن يتخلص الجسم من الهرمونات المستهلكة بشكل صحيح.
بالتالي من الممكن أن يُعاد تدوير هرمون الإستروجين مرة أخرى، ويعود إلى مجرى الدم عبر القناة الهضمية، وهذا يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية.
التدخين يزيد من آلام الدورة الشهرية وحدتها
بالإضافة إلى تأثيره السيئ على الصحة العامة للإنسان، إلا أن له تأثيراً واضحاً على الدورة الشهرية للنساء. فوفقاً لدراسة أسترالية أجراها باحثون في عام 2014 فإن النساء اللاتي تدخن السجائر أكثر عرضة لآلام الدورة الشهرية.
كما وجدت الدراسة أن التقلصات وآلام الدورة الشهرية تزداد مع زيادة عدد السجائر التي تدخنها المرأة يومياً، كما أشارت أبحاث أخرى إلى أن النساء اللاتي يدخن أكثر يكن عرضة للإصابة بالعقم أكثر بـ60% من غير المدخنات.
المبالغة في ممارسة الرياضة تؤدي على انقطاع الدورة الشهرية
نعلم جميعاً أن للرياضة فوائد كثيرة لجسم الإنسان، ولكن مثلها كأي شيء آخر، فالمبالغة قد لا تؤتي ثمارها، وتؤدي إلى عواقب وخيمة. من الممكن أن تؤدي المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية إلى انقطاع الدورة الشهرية. قد يفكر البعض أن هذا شيء جيد، ولكن على العكس تماماً، فقد يؤدي إلى مشاكل صحية.
تؤدي المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين التي ينتج عنها تباعد الفترات بين الدورات الشهرية، وينتهي إلى انقطاعها.
قد يؤدي قلة هرمون الإستروجين كذلك إلى هشاشة العظام، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث الكسور ومشاكل أخرى في الحركة.
وسائل منع الحمل تدلو بدلوها هي الأخرى
تعمل الكثير من وسائل الحمل عن طريق منع الإباضة، والعديد منها وسائل هرمونية مثل حبوب منع الحمل. وتعمل وسائل منع الحمل الهرمونية على تقليل وإطالة مدة الدورة الشهرية، في حين يسبب اللولب غير الهرموني في حدوث دورات شهرية ثقيلة.
ليس وسائل منع الحمل وحدها، ولكن هناك بعض أنواع الأدوية الأخرى يكون لها تأثير على انتظام الدورة الشهرية. ومن أمثلة هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، وأدوية الحساسية، والعلاج الكيميائي.