سباق ضد كورونا.. مجموعات بحثية عالمية تتنافس لإنتاج لقاح فعال لكن لا ضمانات حتى الآن!

بدأ مئات من الأشخاص في التشمير عن سواعدهم في جميع أنحاء العالم لحقنهم بلقاحات تجريبية قد تمنحهم مناعة توقف تمدد فيروس "كوفيد 19"، مما يحفز أملاً –ربما غير واقعي- في أن نهاية الوباء قد تحلّ في وقت أقرب مما كان متوقعاً.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/04 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/04 الساعة 11:26 بتوقيت غرينتش
سباق لإنتاج لقاح لكورونا لكن بلا ضمانات للآن - رويترز


بدأ مئات من الأشخاص في التشمير عن سواعدهم في جميع أنحاء العالم لحقنهم بلقاحات تجريبية قد تمنحهم مناعة توقف تمدد فيروس "كوفيد 19″، مما يحفز أملاً –ربما غير واقعي- في أن نهاية الوباء قد تحلّ في وقت أقرب مما كان متوقعاً.

شبكة ABC News الأمريكية قالت إن نحو 100 مجموعة بحثية تعمل على إنتاج لقاح، قرابة اثنتي عشرة مجموعة منهم في المراحل الأولى من التجارب على البشر (التجارب السريرية) أو على وشك البدء فيها. إنها ساحة مزدحمة، لكن باحثين يقولون إن ذلك يزيد فقط من احتمالات أن يكون قليل منها فحسب قادراً على تجاوز العقبات العديدة المتبقية.

سباق ضد كورونا: فيما يقول البروفيسور أندرو بولارد، الذي يقود فريق جامعة أكسفورد، لوكالة The Associated Press: "نحن لسنا حقاً في منافسة ضد بعضنا بعضاً. نحن في سباق ضد فيروس وبائي، ونحتاج حقاً إلى أكبر عدد ممكن من المشاركين في هذا السباق".

أمَّا الحقيقة الصعبة، فهي أنه لا توجد طريقة للتوقع بثقة أي اللقاحات –إن وجدت- سيعمل بأمان، أو حتى بتسمية مرشح معين لتصدر سباق إنتاج اللقاح.

إذ الأمر كما قال الدكتور فاوتشي، كبير خبراء الأوبئة في الحكومة الأمريكية: "أنت بحاجة إلى مزيد من التسديدات على المرمى، للحصول على فرصة أكبر في الوصول إلى هدفك في لقاح آمن وفعال".

أول تجارب اللقاح: فيما أُجريت أول الاختبارات بحذر في مارس/آذار، عندما حُقن عدد صغير من المتطوعين للتحقق من الآثار الجانبية، لتتحول تلك الاختبارات بعد ذلك إلى دراسات أكبر في الصين والولايات المتحدة وأوروبا للبحث عن بادرةٍ تشير إلى أن أي من تلك اللقاحات المرشحة يمنح مناعة حقاً.

الخطوة التالية: الاكتشاف على وجه اليقين ما إذا كان أي من تلك اللقاحات يبدي فعالية في العالم الحقيقي عن طريق اختبار مجموعات كبيرة من الأشخاص في مناطق انتشار الفيروس، وهو احتمال مخادع عندما يكون المشاركون في الدراسة في أماكن يتلاشى فيها الفيروس أو طُلب منهم بالفعل البقاء في منازلهم، ثم إيجاد طريقة لتوزيع عدد كبير من جرعات اللقاحات المرشحة التي أبدت فعالية.

من جانبهم، يضع صناع السياسات خططاً لمحاولة التغلب على كلا العائقين في سعي لضغط السنوات التي يستغرقها عادةً تطوير لقاح. غير أن الدكتور فاوتشي حذّر من أنه حتى إذا سار كل شيء على نحو مثالي، فإن مدة 12 إلى 18 شهراً لتطوير لقاح ستكون رقماً قياسياً في السرعة على مستوى إنتاج اللقاحات. هذا وفي يناير/كانون الثاني القادم، سيكون قد مرَّ عام منذ بدأت "معاهد الصحة الوطنية الأمريكية" إنتاج لقاح خاص بها لمواجهة فيروس "كوفيد 19″، وهو الذي يخضع لتجارب الآن في شركة "موديرنا" الأمريكية Moderna Inc..

لقاحات مرشحة: وعلى خلافٍ في الطريقة التي يحسب العدد بها، فإن هناك ما بين 8 إلى 11 لقاحاً مرشحاً تخضع الآن للاختبار في الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وقد بدأ تعاون الأسبوع الماضي في ألمانيا بين شركة "فايزر" Pfizer Inc. الأمريكية وشركة "بيونتيك" BioNTech الألمانية، في دراسة تختبر في وقت واحد أربعة لقاحات مرشحة مختلفة فيما بينها إلى حدٍّ ما. والمزيد من مواقع البحث المشتركة على وشك أن تفتح في بلدان أخرى، إذ بين شهري مايو/أيار ويوليو/تموز من المقرر أن تبدأ حفنة أخرى من اللقاحات في الخضوع لأولى تجاربها على الإنسان.

الدكتور ستين فيرموند، عميد كلية ييل للصحة العامة يقول: "لقد أدركنا متأخراً أننا كان علينا أن نعمل بجد أكبر على لقاحات لفيروسات كورونا في وقت سابق [عندما ظهر فيروس سارس، وهو فيروس آخر من عائلة كورونا]"، والآن، "نحن ملزمون بتجربة مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات إذا أردنا تحقيق نتائج سريعة".

إنتاج اللقاح: تختبر شركتا "سينوفاك" SinoPharm و"سينوفارم" SinoPharm الصينيتان لقاحات "معطّلة" (inactivated)، يجري إنتاجها عن طريق زراعة فيروس كورونا المستجد في بيئة مستنبتة وقتله.

كما تهدف معظم اللقاحات الأخرى الخاضعة للتجارب إلى تدريب جهاز المناعة على قطعة من فيروس كورونا المستجد، في الغالب، الغلاف البروتيني الذي يحيط به من الخارج.

وثمة طريقة أخرى، هي حقن قطعة من جين فيروس كورونا الوراثي الذي يوجّه الجسم نفسه لإنتاج الغلاف البروتيني الشائك لفيروس كورونا، وهو يعمل بدوره على تحريض الجهاز المناعي على مهاجمة الفيروس.

توريد اللقاح للعالم: ومع ذلك، فحتى مع النجاح في التوصل إلى لقاح، يُتوقع تقنين الأمر في وقت مبكر، إذ يقع الأمر في أيدي صانعي السياسات لتحديد من هم الأكثر احتياجاً للجرعات الأولى –ربما العاملين في القطاع الصحي أو كبار السن- حتى تكون هناك كميات كافية للعالم والدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

في ظل حاجة مليارات من الأشخاص إلى جرعة أو ربما عدة جرعات، فإن فائزاً واحداً فقط في هذا السباق لن ينجح في تلبية حاجات الجميع.

ولذا يقول الدكتور بولارد، من جامعة أكسفورد: "من المستبعد أن يكون هناك مصنع واحد أو لقاح مرشح واحد قادراً على التعامل مع حجم الحاجة والإمدادات التي يحتاجها العالم".

تحميل المزيد